وعد تحالف لبناني معارض لسوريا امس باجراء تغيير شامل بعد فوزه باغلبية في اول انتخابات برلمانية تجري في لبنان منذ 30 عاما دون وجود القوات السورية. واظهرت النتائج النهائية غير الرسمية للمرحلة الاخيرة من الانتخابات والتي جرت بشمال لبنان الاحد اكتساح تحالف يقوده سعد الحريري نجل رئيس وزراء لبنان الراحل رفيق الحريري لكل المقاعد الثمانية والعشرين المتبقية ليصل اجمالي ما حصل عليه التحالف 72 مقعدا من مقاعد البرلمان البالغ عددها 128 مقعدا. ويعني فوز تحالف الحريري أن البرلمان ستكون به أغلبية معارضة للنفوذ السوري في لبنان لاول مرة منذ الحرب الاهلية اللبنانية التي استمرت من عام 1975 الى عام 1990. والانتخابات التي جرت على مدى أربعة اسابيع هي الاولى منذ ثلاثة عقود في ظل غياب الوجود العسكري السوري بعد أن سحبت دمشق قواتها من لبنان في ابريل «نيسان» الماضي. وقال الحريري ان النتائج النهائية تظهر تقدم لائحته وتظهر ان الناس قد صوتوا من اجل التغيير. واضاف انه لم يكن ممكنا «بعد استشهاد رفيق الحريري وانسحاب سوريا» الا يتغير شيء. واعترف سليمان فرنجية الوزير المسيحي اللبناني السابق المؤيد لسوريا باتجاهه هو ومرشحوه نحو الهزيمة في الشمال الذي تقطنه اغلبية سنية على الرغم من ادائهم الجيد في المناطق المسيحية. وقال فرنجية الذي يتمتع بنفوذ كبير في شمال لبنان لتلفزيون ال.بي.سي «الذي كنا خائفين منه يجري الان.. اتصور ان الشمال انقسم طائفيا والشيء الذي كنا نحدز منه وصلنا اليه.» وأشارت صحف صادرة في بيروت الى عهد جديد بعد الانتخابات وحذرت من ارتفاع حاد في التوترات الطائفية. وقالت صحيفة السفير «النتائج النهائية التي سوف تعلن اليوم - أمس - من وزارة الداخلية سوف تفتح الباب أمام سجال من نوع اخر حيث التمركز الطائفي للتصويت يفتح الباب أمام مرحلة دقيقة لا يعرف أحد كيف سوف تتجاوز اثار التوتر الطائفي والمذهبي الذي طارد الانتخابات في كل لبنان.» وواجهت القائمة المعارضة لسوريا تحالفا لم يكن متصورا بين شخصيات مؤيدة لسوريا والزعيم المسيحي الماروني ميشيل عون المناهض لسوريا. وكان عون حقق انتصارا كبيرا في المعقل الماروني المسيحي في جبل لبنان الاسبوع الماضي الامر الذي فاجأ القوى المعارضة الاخرى التي نزلت الى الشوارع عقب اغتيال رفيق الحريري في 14 فبراير «شباط» مما اجبر سوريا على سحب قواتها من لبنان. ووجه عون اتهامات لسعد الحريري بشراء الاصوات واستعمال الخطاب الطائفي لضمان تحقيق النصر في شمال لبنان ما يعيق اي فرصة للتحالف معه في المجلس الجديد. وقال عون «سنكون في المعارضة. لا يمكن ان نتعاطى مع اكثرية وصلت بالفساد الى المجلس.» وفازت الآن كتلة الحريري باثنين وسبعين مقعدا وهي اغلبية مطلقة ولكنها أقل من اغلبية الثلثين التي توقعتها الجبهة المعارضة لسوريا. وحصل عون وحلفاؤه على 21 مقعدا في حين حصل تحالف شيعي مؤيد لسوريا بين حزب الله وحركة امل على 35 مقعدا. ووصمت الانتخابات في شمال لبنان بمزاعم عن شراء اصوات وحالات ترويع ومخالفات أخرى.