كشف سفير المملكة في الجزائر ان 275 طنا من التمور عالية الجودة في طريقها منذ أمس الخميس إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين بمنطقة تندوف جنوب غرب الجزائر. وقال الدكتور سامي بن عبدالله الصالح في مؤتمر صحفي عقده أمس بالعاصمة الجزائر رافقة ممثل برنامج الأغذية العالمي السيد أسامة عثمان إن شحنة التمور انطلقت من ميناء وهران (غرب البلاد) وهي جزء من 4 آلاف طن من التمور تتبرع بها المملكة سنويا إلى برنامج الغذاء العالمي برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز، وتترك خيار توزيعها إلى مسؤولي البرنامج الذين يعرفون من هم الأحق بالاستفادة منها. واعتبر سفير المملكة في الجزائر في تصريح ل "الرياض" أن هدية خادم الحرمين الشريفين التي ذهبت هذه المرة إلى اللاجئين الصحراويين باقتراح من برنامج الأغذية العالمي هي "استمرار لجهد المملكة الإنساني المتواصل الذي يشمل المسلمين وغير المسلمين في عموم أرجاء العالم بلا حواجز تتصل بالدين أو العرق أو اللون أو الإقليم"، وأن تقديرات تشير أن المملكة أنفقت منذ العام 1973 ما يربو عن 100 مليار دولار أمريكي في أعمال الخير والإغاثة عبر العالم رشحتها لأن تصبح "الراعي الأول للعمل الخيري والإغاثة على مستوى المعمورة" ويطلق عليها اسم "مملكة الإنسانية". وذكّر الدكتور سامي بن عبدالله الصالح أنه ليست هذه المرة الأولى التي تتبرع بها المملكة إلى برنامح التغذية العالمي، حيث سبق لها و "أن تبرعت له العام 2008 بمبلغ قدره نصف مليار دولار أمريكي استجابة للدعوة التي وجهّها البرنامج إلى المانحين من أجل التصدي لأزمة ارتفاع أسعار المواد الغذائية في العالم، كما تمكنت المملكة من مساعدة البرنامج على تجميع مبلغ 775 مليون دولار أمريكي للتصدي لمخاطر الجوع والأمراض المرتبطة به". وقال السفير ان الأمين العام للأمم المتحدة (بان كي مون) وصف تبرع الممكلة ب "غير المسبوق" وأن الهبات السخّية التي تقدمها المملكة لبرنامج التغذية العالمي قادت إلى منح الأخير خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود جائزة "البطل العالمي لمكافحة الجوع العام 2008" اعترافاً بجهود الرياض في محاربة الجوع في العالم. ووصف ممثل برنامج الأغذية العالمي لدى الجزائر السيد أسامة عثمان هبة المملكة ب "الدعم السخي جداً". ولفت إلى أن المملكة تعد شريكا هاما للبرنامج، وأن الأخيرة قدمت أكثر من 600 مليون دولار في شكل منح للبرنامج خلال الخمس سنوات الأخيرة، مذكراً بآخر منحة قدمتها المملكة للبرنامج تمثلت في مبلغ 500 مليون دولار استجابة لنداء البرنامج لمواجهة الجفاف في القرن الإفريقي. وأفاد أسامة عثمان أن هيئته تعتزم توزيع هبة المملكة من التمور عالية الجودة قبيل شهر رمضان المبارك وذلك على أكثر اللاجئين احتياجا في المخيمات بما يسهم في التنوع المطلوب في المواد التي تقدم في سلة الغذاء التي توزع على اللاجئين لتلبية جزء من احتياجاتهم الغذائية الضرورية.