لم تعد السياحة مجرد متعة أو رفاهية يبحث عنها الفرد بل تجاوزت ذلك إلى صناعة مستقبلية مهمة تنافس الدول على دعمها والاستحواذ على نصيب منها فكانت سياحة الترفيه وسياحة العلاج وسياحة الفن والثقافة والأدب وسياحة الآثار وسياحة الطبيعة وانواعا شتى من السياحة التي اتفقت جميعها على أن الأهم في جميع هذه الأنواع سياحة الخدمات، وقد كان هناك مدن جميلة ذات امكانات سياحية كبيرة لكنها غير مستغلة تقبع في مؤخرة المدن لعدم اهتمامها بالخدمات وهناك مدن لا تمتلك اي مقدمات سياحية لكنها تقدم خدمات متقدمة لزائرها وحظيت باقبال سياحي قل ان يلاقى مثيل له.. وهذا الأمر ينطبق على جدة المحافظة ذات المناخ الرطب والمرتفع الحرارة والازدحام المروري والمساحة الضخمة والمتباعدة احياؤه ووجود مصانع ومعامل وورش متقدمة لكنها تميزت بخدماتها السياحية الرفيعة فكانت عصاها السحرية لخوض غمار الجذب السياحي حتى أصبحت في مقدمة المدن السياحية في بلادنا. وقد أدرك المسؤولون في الطائف هذا الامر ولم يتكئوا على مجد الطائف السياحي وطبيعته الساحرة وطقسه المعتدل وعملوا على نهوض قطاع الخدمات السياحية ووضعوا خططا وبرامج طويلة المدى للتطوير والتحديث وتركوا المجال للقدرات الابداعية حتى تضطلع بالمضي نحو فضاءات أوسع فكان الانجاز متواصلا حتى شرعت المهرجانات السياحية في الانطلاق دون التفاتة الى الخلف فكان ما كان من سياحة محلية هي في طريقها إلى خلف سياحة على مرتكزات ثابتة.