إذا كانت بعض المناطق في مملكتنا الحبيبة تتمتع بطبيعة ساحرة وطقس آخاذ، وفيها كل مقومات الاصطياف من جو ربيعي خلاب وجبال تكسوها الخضرة، فتبدو كالمروج في جمالها. إذا ادركنا كل مميزات هذه المناطق فان الاهتمام الكبير الذي توليه لها حكومتنا الرشيدة هو من أهم الاسباب التي جعلتها مواقع سياحية يؤمها الناس للاصطياف في كل المواسم الربيعية. إن بلادنا ولله الحمد قد حباها الله تعالى بجو ومعالم اثرية تروى للاجيال امجاد امتنا، ففيها قصص وعبر موغلة في القدم فمن ماضيها نستمد مسيرة وتطلعات حاضرنا المشرق.. فالحاضر هو ابن الماضي.. ومن لا ماضي له فليس له حاضر. وكما هو معروف فإن اعماق ماضينا مليئة بالمنجزات والمعجزات. فكان لابد من حكومتنا الرشيدة ان تعطي اهتماماتها القصوى لهذا التراث الثري، لانه وكما قلنا كنز لا يدانيه اي كنز.. وبالتالي يكون قبلة اعجاب للداني والقاسي، فلا غرو ان هذا التراث المتمثل في معالمنا الاثرية بجانب الطبيعة الممعن في الجمال.. هما يشكلان قاعدة سياحية متينة لبلادنا لاحبيبة، فالامكانات التي رصدتها دولتنا الفتية لانعاش الحركة السياحية في بلادنا كان لها الدور الاسمى في تطوير تلك الحركة، وجعل تلك المناطق ايضا اماكن سياحية فيها كل مقومات السياحة لخدمة السائحين ليقضوا وقتهم بين كل الطبيعة ووسط الجمال. لقد امتدت مواقع الاصطياف في بلادنا للكثير من المناطق جنوبها وشمالها.. شرقها وغربها.. فمدينة الطائف كمثال واحد اصبحت تضاهي اكثر المدن السياحية جمالا بالعالم.. هذه المدينة الاثرية بطبيعتها الخالدة بدأت تستقطب الزوار في كل صيف.. واصبحت بالتالي مرتعا جميلا لقضاء الصيف في كل عام.. ومع ازدياد عدد المصطافين.. بدأ فيها النمو العمراني بشكل مذهل.. فامتدت الخدمات في كل مكان.. واصبح الزائر لا يلقى أية مشقة اثناء زيارته للاصطياف.. بل فإن الكثيرين ابدوا اعجابهم وانبهارهم لهذا التطور السريع الذي شمل هذه المدينة.. حيث قالوا بأنها تشهد في كل عام المزيد من الخدمات. وهناك ايضا مدن سياحية اخرى حظيت بنفس الاهتمام ونفس العناية فأصبحت هي الاخرى ملاذ ترويج وسياحة يرتادها الزوار من كل مكان.. فهناك مدينة ابها (عروس الجنوب) فهي في غنى عن التعريف.. وكم من قال ان طبيعتها يندر وجودها في اية بقعة من بقاع العالم.. وهناك ايضا بلاد زهران.. والباحة.. وغيرها من المدن التي لا يتسع المجال لذكرها ناهيك عن (عروس البحر الاحمر) محط اعجاب كل الغادين والرائحين. فالمصداقية في القول تحتم بأن نورد في هذا المقام ان عدد المصطافين من ابناء بلادنا الذين كانوا يقضون فترة الاستجمام بالخارج في تضاؤل مستمر بعد ازدهار المواقع السياحية في بلادنا.. فالمواطنون وبعد انتعاش الحركة السياحية هنا.. بدأوا يقبلون على تلك المواقع بدلاً من السفر لخارج البلاد.. فكل الاحصائيات في هذا الصدد تشير إلى ان ابناء بلادنا بدأوا يشعرون بأن في بلادنا مواقع سياحية تضاهي بل تفوق معظم الاماكن السياحية في العالم.. وكانت فترة اجازة الربيع الماضي خير دليل على صدق المقولة.. حيث إن اعداداً هائلة من الزوار استقبلتهم المناطق السياحية في هذه الاجازة.