ألقى معالي الدكتور عبدالوهاب أبو سليمان، عضو هيئة كبار العلماء، مؤخراً، محاضرة عن رحلات علماء مكة في القرن الرابع عشر الهجري، وآثارها في الأقطار الإسلامية وذلك بنادي مكة الثقافي الأدبي ضمن برنامج النادي عن اختيار مكة عاصمة للثقافة الإسلامية. وتحدث عن سمات هذا القرن العلمية وكيف كان زاخراً بالعلم والعلماء وبالذات حلقات العلم في المسجد الحرام والمؤسسات النظامية ومنازل العلماء. ثم عرّج على هذه الرحلات مبيناً أسبابها وأهم هذه الأسباب نشر الدين الإسلامي والبحث عن العلم من العلماء في شتى أقطار العالم الإسلامي وقتذاك. وعدد أبو سليمان بعضاً منهم: الشيخ حسن بن سعيد اليماني، والشيخ عبدالباري رضوان، والشيخ حسن المشاط وغيرهم. وجرت العادة - كما يقول أبو سليمان - أن يدعو طلاب العلم مشايخهم لزيارة بلدانهم. وتوقف الشيخ عبدالوهاب أبو سليمان عند آثار هذه الرحلات ونتائجها حيث نتج عنها: تأسيس المدارس، وإشاعة الوعي الإسلامي، وتنمية حسّ الفقه الاستدلالي المقارن، والتأليف في المناهج العلمية الدينية، والاصلاح بين المسلمين، وتقريب وجهات النظر وغيرها من الأنشطة. ويذكر أن مشايخ مكةالمكرمة كانت لهم مكانة عالية، فمثلاً ذهب وفد برئاسة العلامة عبدالله بن عباس بن صديق للتوسط بين الدولة العثمانية والدولة اليمنية لايقاف الحرب بينهما. الشيخ أبو سليمان ذكر في نهاية محاضرته أن القرن الرابع عشر الهجري هو امتداد لما سبقه من حيث مكانة علماء الحرم المكي الشريف في العالم الإسلامي. عقّب على المحاضرة معالي رئيس النادي د. راشد الراجح، والدكتور محمد إبراهيم والدكتور حسن الوراكلي.