خلال القرن العشرين الميلادي ازداد استخدام المياه حوالي ست مرات ، واستمر تزايد عدد السكان يهدد بتدني كمية ونوعية موارد المياه العذبة في إنحاء العالم خلال القرن الحادي والعشرين.ومن المعروف أن معظم مياه الأرض مالحة ، وبالتالي لا تمثل المياه العذبة إلا نسبة ضئيلة لا تتعدى 2.53 في المئة فقط ، ونحو ثلثي هذه المياه موجود في الأنهار الجليدية وفي غطاء الثلج بالقطبين ، أما الباقي والمتاح للبشر والكائنات الحية فهو لا يتعدى واحداً في المئة . ورغم التقدم الذي تحقق في العقود الأخيرة لإتاحة المياه العذبة للبشر ، إلا أن هناك أكثر من مليار نسمة من البشر لا يحصلون على مياه آمنة للشرب ، ويفتقر حوالي 2.4 مليار نسمة إلى الحصول على صرف صحي ملائم . وتعد مشكلة التلوث بالنفايات من المشكلات التي يعاني منها كثير من الدول في العالم . ويتم إلقاء حوالي 2 مليون طن من النفايات كل يوم في الأنهار والبحيرات ومجاري المياه . ويقدر أن كمية المياه الملوثة في أنحاء العالم تفوق كل كمية المياه الموجودة فعلاً في أحواض أكبر عشرة أنهار في العالم . وإذا استمر التلوث مواكباً نمو عدد السكان ، فإن الخبراء يقولون إنه بحلول عام 2025م سيفقد العالم بالفعل تسعة أمثال إجمالي كمية المياه العذبة التي تستخدمها جميع الدول حالياً في كل عام من أجل الري . ومعظم المياه التي يستخدمها البشر في جميع أنحاء العالم مخصص بشكل أساسي للزراعة . أما الصناعة فيبلغ نصيبها حوالي 23 في المئة من كل الاستخدامات السنوية للمياه ، في حين تبلغ كمية المياه المستخدمة للاستعمال المنزلي حوالي 8 في المئة وتشمل مياه الشرب والصرف الصحي والاستخدامات المعيشية . ويختلف هذا التوزيع بين الدول ، ففي الدول مرتفعة الدخل تستخدم الصناعة مياهاً أكثر مما تستخدمه الزراعة . -1- أما التلوث فهو مشكلة يعاني منها كثير من الدول . وينشأ عن تلوث المياه خطورة تتمثل في الأمراض المعوية ومنها الإسهال بسبب شرب المياه الملوثة . أما الأمراض المحمولة بواسطة ناقل فإنها تنتقل للإنسان بواسطة حشرات وقواقع تعيش وتتكاثر في النظم البيئية المائية .أما أمراض التراخوما فتحدث بسبب الطفيليات والبكتيريا عندما لا توجد مياه كافية للنظافة . وتقدر الإحصائيات حدوث حوالي مليون حالة وفاة بسبب الإصابة بالملاريا ، بالإضافة إلى إصابة حوالي ملياري شخص بالديدان المعوية المنقولة بالمياه عبر التربة . كما يقدر عدد الوفيات الناتجة عن حالات الإسهال المرتبطة بالمياه والصرف الصحي بأكثر من مليوني شخص . إن التحدي الكبير للبشرية في هذا القرن هو تأمين المياه الصالحة للشرب لبلايين البشر ، والأهم من ذلك هو الوقاية من الأمراض الناشئة عن تلوث المياه ...