يعد مدافع النهضة والمنتخب السعودي في الثمانينات الميلادية ناصر المنصور من أبرز نجوم كرة القدم، وساهم في وصول منتخب بلاده إلى أولمبياد لوس أنجلوس 84م وكأس آسيا 84 و88 وشكل تفاهما واضحا مع الأسطورة صالح النعيمة ومحمد عبدالجواد وسمير عبدالشكور، وباعتزاله مع عدد من النجوم المعروفين، تراجع النهضة للأولى ثم إلى الثانية، وعاد للممتاز بعد صراع؛ لكنه سقط مرة أخرى متقهقرا للدرجة للأولى وأخفق فيه، بعد أن كان قريبا من الصعود. النجوم المهاجرة أوقفت انطلاقة أندية الشرقية المنصور يروي قصته مع كرة القدم في السطور في السطور التالية. * كيف كانت بدايتك مع الكرة؟. بدايتي كأي لاعب ينطلق من الحارة ثم فريق المدرسة وفرق الأحياء، ثم سجلت في النهضة، أتذكر أن الذي عرفني على نادي النهضة وقادني للتسجيل فيه اسمه عبدالله ولا أعرف عنه شيئا، فهو من أُعجب بمستواي واقنعي بالتسجيل في كشوفاته، فبدأت قصة عشقي للنهضة. * من من المدربين الذي كان وراء بروزك كلاعب معروف بالملاعب السعودية؟. لعل المدرب التونسي محمود النيال هو المدرب الأول الذي علمني أصول ومبادئ كرة القدم، وتأثرت بتوجيهاته واستمعت لنصائحه في بدايتي، ولا أنس فضله ماحييت أبدا، وأيضا للمدربين السعوديين حمندي وأحمد سعد و القدير خليل الزياني، وآخرون لا أتذكرهم حاليا تركوا بصمة واضحة على أدائي وكانوا وراء نجوميتي وتقديمي للملاعب نجما بارزا، ولكل من هؤلاء دور كبير لا يمكن تجاهله. * كيف استطعت اللعب أساسيا آنذاك والنهضة مليء بالنجوم؟. في ذلك الوقت من الصعب أن يأتي أي لاعب وينجح في إقناع المدرب بأفضليته والوصول لتكشيلة الفريق الرئيسية مالم يمتلك المواصفات الفنية المطلوبة، والقوة في الأداء وتحمل المسؤولية، النهضة كان يزخر بالنجوم؛ غير أن ثقتي بقدراتي وبتشجيع المدربين استطعت الوصول إلى قائمة الفريق ومنها كانت الانطلاقة نحو النجومية وتمثيل المنتخبات السعودية. * مثلت النهضة وكان يلعب في الدرجة الأولى، صف لنا هذه المشاركة؟. هذه المشاركة لا أنساها فقد كانت طريق البداية لي في الملاعب، وحققت من خلالها حضورا لافتا، ولعل الأجمل فيها أنني ساهمت مع بقية زملائي بالفريق على تحقيق بطولة دوري الدرجة الأولى ثلاث مرات، وكذلك بطولة كأس الاتحاد ثلاث مرات، والمركز الثالث في الدوري المشترك، ووصلنا إلى دور الأربعة في كأس ولي العهد، وأقصينا الهلال والشباب في مرات متفاوتة، وهذه الإنجازات لاينساها النهضاويون لأنها قدمت الفريق بشكل مختلف. * من هم أبرز النجوم الذين زاملتهم في تلك الفترة؟. نجوم كثيرة وأبرزهم أحمد سعد وأحمد داود وراشد فرحان وأحمد جاسم وخالدين الدوسري وأحمد داود والزوري وعيسى حمدان وعنبر جاسم والمرحوم عبد الله الحويجي، ثم لعبت مع الجيل الثاني لفترة ومنه ماجد الهملان وأحمد النباط وعبد الله العزمان ويوسف الغدير وإبراهيم هزازي ممن شهدوا على نجومية النهضة وكانوا آخر النجوم في الكرة النهضاوية، وبعد اعتزالهم تدهور حالنا وبات الفريق يبحث عن أمل الصعود والعودة للأضواء من جديد. * ألا تتفق معي بأن التنافس المثير سابقا بينكم والاتفاق كان وراء قوة النهضة واستمرارها؟. بكل تأكيد قوة التنافس والإثارة، والحضور الجماهيري الكبير ل (دربي) النهضة والاتفاق كان وراء بروز العديد من النجوم، فالمواجهة يتم الاستعداد لها منذ وقت باكر، ولاحديث يعلو عليها، كانت أيام جميلة ومباريات لا تنسى أبدا، شعارها التنافس على الزعامة. ** يكفيني ماجد والنعيمة. * وماذا عن مشوارك مع المنتخب السعودي؟. كل لاعب يتمنى الوصول إلى النجومية، أنا فخور بأنني لعب مع جيل العمالقة، جيل البطولات الذي لن تنساه الجماهير الرياضية أبدا، ومن توفيق ربي أنني كنت أحد نجوم الجيل الذهبي للكرة السعودية، الذي حقق أول إنجاز للكرة السعودية في سنغافورة 84م بقيادة المدرب الكبير خليل الزياني، وفتحنا بذلك الإنجاز أبواب الانتصارات التي توالت، حققت أحلامي باللعب مع أفضل النجوم السعودية ماجد والنعيمة ويوسف خميس والهريفي وصالح خليفة والمصيبيح وعبدالجواد وعبدالله الدعيع. * مالفرق بين أيامكم أنتم الهواة والعصر الحالي للمحترفين، هل تطورت كرتنا أم تراجعت؟. الاحتراف لم يضف للكرة السعودية جديدا، والمستفيد الأكبر هم اللاعبون، أما الكرة بشكل عام فقد تراجعت كثيرا، واختلف أداء المنتخبات، بسبب التطبيق الخاطئ للاحتراف، اللاعب السعودي لم يفهم ويطبق معنى الاحتراف الحقيقي، فبعد أن كان اللاعب يحلم بالملاليم أصبح الآن يأخذ الملايين، وبدل أن يتطور أداءه تراجع للوراء، والدليل ماتحقق في أول مشاركة بكأس العالم 94 وبعدها بدأ التراجع حتى فقدنا الوصول إلى النهائيات منذ مشاركتنا في ألمانيا 2006. * أتحمل الاحتراف الخاطئ خروج المنتخب من تصفيات كأس العالم بالبرازيل؟. خروجنا له أسباب كثيرة، منها ماهور مرتبط بالاحتراف وتطبيقاته، وانعكس على أداء الأندية التي فقدت الزعامة الآسيوية منذ 2005م، وكان من الطبيعي أن يتأثر المنتخب الأول بهذا التراجع، نحن بحاجة إلى دراسة ومراجعة للعديد من الأمور في رياضتنا وأنديتنا، حتى يعود المنتخب السعودي زعيما للقارة الآسيوية. * وماذا عن تراجع أندية الشرقية؟. قلة الدعم المادي، وعدم وجود رعاة للأندية بالشرقية أدى إلى تراجعها وفقدها المنافسة على البطولات، بعد أن كانت قاسما مشتركا في مختلف المنافسات هذا أولا، وثانيا هجرة النجوم إلى الفرق الكبيرة، فهناك أكثر من 20 لاعبا انتقلوا إلى الرياضوجدة، وتركوا أثرا واضحا على فرقهم؛ بينما أعطوا للفرق التي انتقلوا إليها دعما فنيا واضحا. * النهضة كان قريبا من الصعود لكنه خسر في النهاية لماذا؟. الفريق كان يسير بشكل جيد؛ غير أن الإصابات والتفريط في مباريات سهلة دفع النهضة ثمنهما باهظاً بعدم التأهل إلى دوري "زين"؛ فالإدارة وفرت الدعم وجلبت لاعبين جيدين لكن الفريق لم يوفق لأسباب عدة، استفاد النهضة كثيرا من التجربة، وستساعده على الصعود في الموسم المقبل، إذا عرف كيف يطور الأداء ويواصل عمله من حيث انتهى إليه هذا الموسم. * هل أنت مع أو ضد عودة اللاعب الأجنبي لدوري الأولى؟. عودة اللاعب غير السعودي لدوري الدرجة الأولى ستكون مفيدة، إذا عرفت الأندية كيف تستفيد منها إيجابيا بحثا عن إضافة فنية؛ لا أن تكون عبئا على خزائنها، متى ماتحقق هذا الشرط سيكون الدوري اقوي وأكثر إثارة مما هو عليه حاليا. * ماذا تتوقع للنهضة في الموسم المقبل؟. إذا أراد النهضاويون أن يبقوا على تماسكهم وتعاضدهم فليتمسكوا ببقاء رئيس النادي فيصل الشهيل؛ فهو الرجل الوحيد الذي يتفق عليه الجميع، وابتعاده يعني عودة الشللية والانقسامات من جديد، الفريق قادر على الوصول لدوري "زين"؛ لأنه يمتلك مجموعة جيدة من اللاعبين، وعلى الإدارة دعم بعض المراكز وإيجاد البديل القادر على تعويض الأساسي في حال الإصابات والإيقافات المتكررة. * ماذا عن اللجنة الأهلية التي هي وراء حفل اعتزالك؟. شهادتي في اللجنة الأهلية لتكريم الرياضيين مجروحة، فهي من عملت على تكريم الرياضيين، وإقامتها حفل اعتزالي يدعو للفخر، هذه اللجنة لا يمكن للرياضيين إغفال دورها المتعدد في العديد من الجوانب، فيصل الشهيل قدم الكثير للرياضة والرياضيين بالمنطقة الشرقية، ولم يقتصر دعمه لكرة القدم فحسب بل تعداه إلى الألعاب كافة. * لماذا اخترت الزمالك بديلا للأهلي في حفل اعتزالك؟. الاختيار جاء عن قناعة، الأهلي والزمالك يتمتعان بشعبية كبيرة في الوطن العربي، وحضورهما يعطي نجاحا مؤكدا للمهرجان، والزمالك بما لديه من نجوم سيعطي إضافة قوية لنجاح الاعتزال وهو ما نبحث عنه.