يحكى أن هناك رجلاً يدعى سعيد وله أخ كان اسمه مبارك أخذ سعيد ذات يوم يفكر في وضعه البائس وأنه لم يحظَ من معنى اسمه بشيء سوى المعنى السيئ للمثل العامي المتداول بين الناس( سعيد أخو مبارك) فهذا مثل معروف يذكر حين يشبه شخص أو شيء لا فائدة منه بشخص أو شيء آخر له نفس الصفات، وأن سعيد هذا ضاق ذرعاً بوضعه فقرر أن يثبت للآخرين بأنه ذو شخصية عالية الهمة وفي نفس الوقت شخصية مهمة فشمر عن ساعديه ولحق بركب الجادين عله أن يعوض ما فات من عمره وأن يبين لمن حوله مدى قدرته على العطاء والنجاح في أي أمر سيقوم به و طلب من معارفه أن يدعوا له ، وبعد تجربة ناجحة لم تستغرق مدة طويلة رجع لهم وأخذ يدعوهم بأن يبني كل إنسان نفسه بنفسه وأن يكون ذا إرادة قوية وأن يرسم له أهدافاً سامية ويسعى لتحقيقها بعد أن يستعين بالله تعالى: (وصدقوني أنكم ستنجحون فلا تترددوا في أن تسلكوا الطرق التي تصل بكم إلى تحقيق ما تتمنوه وحتى لا تصبحوا عرضة لضرب هذا المثل الذي كاد أن يُصيبني بعقدة لولا رحمة ربي، والله أسال أن يوفقكم) والكلام مابين القوسين لسعيد صاحبنا الذي ذاق لذة الإصرار والعزيمة على النجاح وأنا أرى والرأي لكم أن نعمل بنصيحة سعيد علنا أن نسعد. يحكى أن رجلاً أوصى ابنه بالقناعة وأن الإنسان مهما بلغ من علو المنزلة فإنه لن يحظى براحة البال والسكينة ما لم تكن القناعة رفيقة له، فالقناعة كما هو معروف "كنز لا يفنى" ولكن من منا قدر قيمة هذا الكنز الثمين. يحكى أن رئيس إحدى الدوائر إنسان متسلط يفتش في كل الزوايا – بعد أن يتأكد بسبابته من أن نظارته الطبية التصقت برمش عينيه – عن أخطاء موظفيه لا ليوجههم ولكن لينتقدهم وليحسسهم بأنهم لا يفقهون شيئاً من أمور حياتهم العملية وأن عليهم أن ينفذوا ما يقوله بالحرف الواحد، ولوحظ أن الموظفين أصبحوا قلقين متخوفين من هذا الرئيس يفرون من مواجهته كفرارهم من المجذوم، لا يكنون له أي تقدير أو احترام، وقلت الإنتاجية في هذه الدائرة كما لوحظ كثرة الغياب والإجازات، كل ينظر إلى الآخر ويقول بصمت هل تعاني ما أعانيه من عنجهية هذا الرئيس فيجيبه بصمت أيضاً إنني مثلك تماماً أقدر وضعك ونفسيتك ولكن علينا بالصبر. وفي خضم هذا الوضع المضطرب فاق هذا الرئيس من سكرة المنصب وعلم علم اليقين أن المنصب تكليف لا تشريف وانتبه لكبر المسؤولية الملقاة على عاتقه وأن عليه أولاً أن يحتوي الموظفين ويشاركهم الرأي يشجع من أصاب ويوجه من أخطأ وأن يكون مثلاً أعلى في حسن الخلق وتطبيق معاني العلاقات الإنسانية، وفي اليوم التالي دخل الرئيس الدائرة وألقى السلام على كل من واجهه والابتسامة ترتسم على محياه فاستغرب الجميع وتساءلوا ما سر هذه الابتسامة يا ترى وهل هي حقيقية أم أنها ابتسامة ما قبل العاصفة، ومرة تلو المرة تعودوا على شخصية مديرهم الجديدة وتباشر الجميع بهذا الخبر وأصبحت هذه الدائرة مميزة بنجاحها ومضرب المثل في تكاتف موظفيها بفضل من الله ثم بفضل صحوة هذا المدير وإدراكه لمعنى المسؤولية وعاش جميع الموظفين في ثبات ونبات وقلت في هذه الدائرة الإجازات. ويحكى أن أحد الموظفين متذمر ساخط على الوضع في إدارته شديد الانتقاد لغيره كثير الكلام عن نفسه وأنه لا أحد يفهم سواه وأن الكل ضده وضد أفكاره، معروف برفع شعار المعارضة في كل الأمور وينادي دائماً بمقولته التي يؤمن بها "لا لتطوير الذات ولا لتطوير العمل وإنما لراحة النفس من أي عناء"؟! وهذه حكاية رواها أحد شهود العيان أثناء مروره بأحد الشوارع العامة يقول لقد رأيت ما ساءني وهو قيام مجموعة من العمال يبدو أنهم مكلفون بتشجير هذا الطريق بقطع (عذوق البلح) من على رؤوس النخل ويرمون به على الأرصفة فتساءلت ما مصير هذه الكميات الكبيرة من هذا البلح وهو نعمة من أكبر النعم علينا، ونحن بدورنا نتساءل أيضاً ما هو مصير هذه النعمة التي نحمد الله تعالى ونشكره عليها.