في الدائم والواقع نحن نحزن على الفقير الذي لا يجد المال والطعام أو غيرهما من متاع الدنيا، ولكن جعل الله جميع من على الأرض يمتلك جمال التفكير، فالفقير يحلم بالغنى، والغني يريد المزيد، والبعض ذو العقل الراجح يُفكِّر، لا بل يشعر بالقناعة التي تملأ النفس شعورًا بالتفاؤل، الكنز ليس فقط المال بل أشياء كثيرة من حولنا لا نشعر بها إلا بفقدانها، فالحياة كنز، ولكنه فانٍ، والعلم سلاح من الكنز، وسيظهر هذا العلم ويقتل أعداء المتعلم، والمال كنز لكنه راحل، أما القناعة كنز لا يفنى، والشعور بها لا يوصف، وربما الإحساس بها يجعل أكبر أمتعة الدنيا لا شيء عند متاع القنوع، وأيضًا من صفات وميزات القناعة أنها تُكسب فقدان الحسرة، وتُذهب الطمع وتربح شكر الرب، وبشكر الرب تزيد النعم، كما قال الله في كتابه الكريم: (لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ) وسوف تزيد حياة الإنسان بالمسرات، ويظل مقتنعًا بما يسره، وصابرًا على ما يُؤذيه، إن القناعة تحمل معنى جماليًا، فإنها مشتقة من كلمة القناع، فالقناع حين يوضع على الوجه القبيح يصبح جميلًا، وأنت حين تكون فقيرًا أو مريضًا أو حزينًا أو محتارًا وتملأ قلبك بالسعادة فابتسم أنت الغني السعيد، فحينها تتبدل نظراتك للحياة ولمن حولك، وتشعر النفس من الداخل بالأمان والاستقرار، ومعنى الابتسامة التي على الثغر كيف يطبع جمال لذتها في القلب..؟! فالقناعة حلاوة الإحساس فاطلب من الله أن يرزقنا وجميع عباده بالقناعة. أفنان حسن المحضار - المدينة المنورة