يعرفون متى تبدأ الإجازة ولكن لا يحلو لهم حجز التذاكر إلاّ قبل أسبوع أو أقل من موعد السفر، والغريب في الأمر اعتقاد بعض العائلات أنّهم كلما تأخروا بالحجز كلما حصلوا على تذكرة بسعر منخفض، والحقيقة تقول عكس ذلك حيث ترتفع الأسعار كثيراً كلما اقتربت الإجازات، ولأن سوء التخطيط هو "الديدن" والأمر الطاغي، تعيش الأسر معاناة متجددة قبل كل إجازة، خصوصاً تلك الأسر التي قد تأكدت من رغبتها في السفر وحددت وجهتها، وفي النهاية تعود هذه الأسر لتلوم مكاتب السفر والسياحة على عدم توّفر حجوزات أو فنادق شاغرة أو حتى ارتفاع الأسعار. فيصل العتيبي ضريبة التأخر بدايةً ذكر "فيصل العتيبي" -موظف مكتب سفر وسياحة- أنّهم يمرون بمعاناة مع العملاء، حيث يأتي بعضهم قبل السفر بأسبوع أو أيام معدودة ويريد حجز تذاكر سفر وأفضل الفنادق بأرخص الأسعار، مبيناً أنّ هذا النوع من العملاء عادةً ما تعجب من عدم وجود أماكن شاغرة في الفنادق، ويستنكر ارتفاع الأسعار، وقد يصل به الأمر أن يحمّل مكاتب السفر مسؤولية ذلك، مع أنّه لو انتبه لوقت قدومه ل"عرف السبب وبطل العجب" وأنّه يدفع ضريبة تأخره، مشدداً على أهمية الحجز مبكراً للراغبين في السفر وتجهيز حجوزاتهم قبل موعد السفر بشهر أو أكثر، حتى يحصلوا على المكان المناسب والذي يريدونه بأسعار معقولة. الحجز المبكر تتعدد فيه الخيارات وبأسعار معقولة خاسر أكبر وأشار "توفيق أبو الوفا" -موظف بشركة لخدمة المسافرين-إلى أنّ تأخر الراغبين في السفر عن الحجز مشكلة يواجهونها دائماً قبل العطلات والمواسم بفترة قصيرة، حيث يأتي العميل ويتفاجأ بأنّ الحجوزات أغلقت والفنادق امتلأت، لترتفع الأسعار، وقليل هم القادرون على تحمل الارتفاع، لأنّه عادةً الأسر تكون أكثر من شخص والحجوزات والفنادق أساساً مكلفة وتزداد التكلفة إذا ارتفعت الأسعار، مبدياً تعجبه من بعض العملاء ممن يتأخرون في الحجز ويتذمرون من ارتفاع الأسعار أو حتى عدم إمكانية الحجز، حيث يذهبون إلى مكاتب أخرى ويتفاجأون بالقصة نفسها، مبيناً أنّ سوء التخطيط هو المتسبب في جعل العميل الخاسر الأكبر في الأمر، إذ لا يستطيع السفر وإن رغب فسيكون بمبلغ وقدره، مضيفاً أنّ التأشيرات وقت خروجها يتراوح مابين(7-14) يوما وبعض البلدان تكون تأشيراتهم صعبة جداً؛ لأنّها تتطلب تذكرة وحجز فندق مؤكدا، لافتاً إلى أنّ الوقت الأنسب للحجز قبل الإجازة بفترة، خصوصاً حين تبدأ مكاتب السفر والسياحة الإعلان عن عروضها في الصحف والمواقع الإلكترونية. التخطيط يحول دون الوقوع في أزمة الحجوزات ارتباطات ومناسبات وأوضح "غانم المهووس" أنّه من الصعب جداً أن يحجز لسفره قبل الرحلة بأسابيع، حيث انّ الأعمال الخاصة لا يمكن تأجيلها إذا تواجدت بالصدفة مثل الاجتماعات والارتباطات الأسرية والمناسبات العائلية المهمة، مبيناً أنّ هذا أكبر سبب في عدم الحجز من وقت مبكر، موضحاً أنّه كثيراً ما يضطر لدفع مبالغ باهظة للحصول على مقعد في الطائرة أو سكن في أحد الفنادق، عطفاً على تأخره وعدم مجيئة في الوقت المناسب. تأتي متأخرة وبيّن "صالح الشهري" أنّ السبب في تأخر الحجز هو بالأصل فكرة السفر التي لا تأتي إلاّ متأخرة، لافتاً إلى أنّه ذات يوم كان يتسامر مع والدته وفجأة خطرت لهم فكرة السفر وعندما ذهب وجد الأسعار غالية وفي بعض الوكالات تكون إمكانية الحجوزات منعدمة، مشدداً على ضرورة منح بعض مكاتب السفر والسياحة صلاحية في زيادة عدد ركاب الطائرة، وذلك للحالات الطارئة والسفرات المفاجئة. زحام على مكاتب وأفاد "خالد الشمري" أنّه يتفادى زحام مكاتب السفر والسياحة قبل الإجازات بالتنسيق والترتيب ومشاورة أفراد العائلة في وقت مبكر، وخصوصاً إذا كانت الرحلة إلى إحدى الدول البعيدة أو التي تتأخر في إصدار تأشيراتها، موضحاً أنّ أسباب اكتفاء بعض مكاتب السفر عن الحجز للعملاء هو إقبال المسافرين على الدول التي اشتهرت بالسياحة، حيث تقتصر بعض المكاتب في عملها على تلك الدول وتستهدف العملاء الراغبين بالذهاب إليها، الأمر الذي يخلق أزمةً في الإجازات، وخصوصاً الطويلة. ضغوطات شديدة ورأى "حمزة المصعبي" أنّ الحجز المبكر أفضل في حال رغب العميل بالسفر إلى إحدى الدول المشهورة بارتفاع الإقبال عليها، وذلك عادةً ما تكون مكاتب السياحة والسفر مزدحمة وتعيش ضغوطات شديدة في الإجازات، أمّا في حال الرغبة بالسفر إلى دول لا يقصدها عادةً سكان المملكة، فإنّه سيجد حجوزات متوفرة وليس عليه إلاً أن يتأكد من صدور تأشيرته.