سوء التخطيط من قبل بعض المسافرين، وكذلك اتخاذهم لقرار السفر في وقت قياسي وسريع، يجعلهم في مأزق دوماً مع الرحلات والحجز، وغالباً ما تلجأ تلك الأسر إلى شركات السياحة التي تملك الخبرة في البحث وتقديم الخدمات الكاملة للمسافر، وهنا من الممكن أن ينجح البعض في اختياره ويخفق البعض الآخر، إلاّ أن الأمر الغريب والذي لم يوجد له حل حتى الآن هو أنه في حال تراجع المسافر عن سفره لأي سبب من الأسباب، فإن الشركة أو المكتب لا يسترجعان سعر المبلغ الذي دفعه!. وتلجأ شركات السفر والسياحة في هذه المواسم إلى وضع برامج سياحية للمسافرين وبأسعار مختلفة، إلى جانب الدخول في دائرة التنافس مع الشركات الأخرى، سواء بالخدمات المقدمة أو الأسعار، ومنها من يعتمد على المصداقية التامة في عمله، وهناك من يفتقدها، ويتضح ذلك في الإخلال ببعض الشروط، والبحث عن التعويضات. «الرياض» تُسلط الضوء على المكاتب السياحية هذا الموسم، وتعرض شروطها في اتخاذ تلك البرامج. أسعار السوق في البداية قال «ممدوح العنزي» - مدير أحد المكاتب السياحية -: إن سياسة تحديد أسعار الرحلات أو البرامج التي تقدم للعملاء، غالباً ما تعتمد بشكل كبير على الشركة ذاتها، بل وتكون خاصة بها، باعتماد أسعار وبرامج تختلف عن غيرها من الشركات، خصوصاً الدول الأوروبية، والتي يكون الإقبال عليها كثيراً في فترة معينة، مشيراً إلى أن شركات الطيران تختلف وتحتدم المنافسة بينها على أمل كسب العديد من السياح، ذاكراً أن البرامج تعتمد على أسعار السوق والإمكانيات للطيران، وكذلك أسعار الفنادق والشقق، إلى جانب الدول ذات الأمان لضمان راحة السياح، بالإضافة إلى وجود سفارة للمملكة بها. التنافس على أشده والبرامج السياحية تُغري البعض على تجربتها وتقييمها غير منطقي وأضاف أن من يقدم خدمات للعملاء ويتفاجأ بتغييرها أو عدم وجودها أو رداءة في الإمكانيات أو ما شابه ذلك، فهو حدث غير منطقي؛ لأنه يعتمد على سمعة المكتب السياحي ذاته، وعلى نشاطه وترخيصه، مبيناً أن اهتمامهم بالسياح متلازم معهم في تلك البلاد، وذلك بوجود خط ساخن على مدى (24) ساعة للاتصال في حال وجود أي مشكلة بين الشركة والعميل، وذلك لحل أي مشكلة قد تطرأ لا قدر الله، لافتاً إلى أن هيئة السياحة توصي ببرامج سياحية ومناسبة للجميع ومصممة من قبلهم، بل ويؤخذ بها؛ لأنها معتمدة وخصوصاً السياحة الداخلية. المصداقية مهمة وذكر أن الاختلاف المتباين بين الأسعار من مكتب سياحي إلى آخر، يعتمد على المصداقية، مبيناً أنه لابد أن تكون في مثل هذه الأمور مصداقية واضحة، ولا يعتمد فقط على إعلان جذبي قد يؤثر سلباً على سمعه المكتب السياحي ذاته، وبالتالي خسارة العديد من الزبائن والمسافرين في المستقبل. ضمانات سياحية وذكر «هشام محمد» -مدير مكتب إحدى شركات السياحة في جدةوالرياض- أن الضمانات السياحية للسياح تختلف على حسب نوع الرحلة، مضيفاً أن شركته تتبع إلى وكالة شركة من دولة أوروبية وبها أربع تفرعات أساسية، موضحاً أن شروط الإلغاء تكون غالباً قاسية؛ لأنه يكون بها اتفاقيات بين الدول الأخرى، من حيث المرشد السياحي والتنقلات، مؤكداً على أن هناك رحلات جماعية وبحرية، فإذا كان الإلغاء قبل الإقلاع بشهر، فالمبلغ غير مسترجع، وفي حالات خاصة يمكن تحويل الأشخاص إلى رحلة أخرى خلال السنة السياحية المحددة فقط. مبالغ طائلة وأضاف: بعد ذلك لا يستطيع استرجاع أي مبلغ في حال عدم سفره، لما تتكبده شركة السفر من مبالغ طائلة في الحجوزات المسبقة، موضحاً أنه يتم دفع المبلغ مقدم للحجز والمرشدين، لضمان الالتزام مع المسافرين، ذاكراً أن هناك رحلات حرة لا تشمل المرشد السياحي ولا التنقلات وتشمل حجز الطيران والسكن فقط، وتختلف أسعارها بحسب درجات السكن الذي يطلبه العميل، مشيراً إلى أنه في حال إلغاء حجزه بفترة كافية، يسترجع المبلغ، مع ضرورة دفع رسوم إدارية للشركة قرابة (250) ريالا. خلل طارئ وأوضح أنه بالنسبة للحجوزات مع مجموعات والرحلات البحرية، يتم خصم مبلغ تأكيد الرحلة الابتدائي، والذي قد يصل إلى (750) ريالا للفرد في حالة الإلغاء قبل دفع باقي المبلغ، أما إذا تم الإلغاء قبل الرحلة بأسبوع فلا يسترجع المبلغ نهائياً، مضيفاً أن بعض الفنادق في بعض دول العالم والتي يكون فيها موسم السياحة فترة قصيرة، يجبرنا ذلك على عدم استرجاع أي مبلغ حسب الاتفاقيات، ويكون العميل على علم تام بذلك، مبيناً أنه في حال حدوث أي خلل طارئ من قبل المسافر للدولة في اختلاف الدرجة التي تم الاتفاق معها بالسكن أو التنقلات، فإن الشركة في وقت قياسي جداًّ توفر له بديل عن المشكلة التي طرأت، أو أن العميل يتكفل بالبحث عن أي بديل وتدفع شركة السفر المبلغ له، بل وتعويضه بأوراق ثبوتيه لذلك. جودة عالية وأكد على أن العروض السياحية التي تقدمها الشركة حقيقية بجودة عالية ومميزة، وأنه قبل الشروع في حجز أي رحلة يبلغ العميل عن شروط الإلغاء، حيث تختلف هذه الشروط من رحلة إلى أخرى ومن بلد إلى آخر، علماً أنه في حالة الإلغاء أو قطع الرحلة قبل نهايتها يرجع للشركة الخصم الذي تم تحديده مع العميل، ويعتبر العميل موافقاً على هذا الشرط ضمنياً عند الحجز. شروط مختلفة وقال «إبراهيم» -موظف في إحدى الشركات السياحية-: إن البرامج التي يتم اعتمادها مع وكالات السفر العالمية تكون معتمدة من قبل وزارة السياحة في البلد ذاته، مبيناً أن مهمة وكالات السفر هي الربط بين الشركات في تقديم الخدمات، موضحاً أن الشروط تختلف من بلد إلى آخر، فالفنادق لا يتم استرجاع المبلغ إلاّ بفترة كافية بموعد السفر، لافتاً إلى أنه يوجد دليل للخدمات تقدم للمسافر، وأي خلل فيها يسترجع المبلغ مع تعويض من قبل الشركة المنظمة. سياسة الشركة وأضاف أن تلك البرامج لا تعتمد من قبل هيئة السياحة لدينا، بل من قبل الشركة ذاتها بما يتناسب مع العميل، ذاكراً أن تغير السعر يختلف من قبل سياسة الشركة، فالبعض تكون مكاسبه (30%)، والأخرى (40%)، وقد تصل عند البعض الآخر إلى (60%)، مشيراً إلى أن مهمة الشركات المنظمة هو تقديم الضمانات للسياح، وذلك لراحتهم في مكان إقامتهم، عن طريق وجود وسيلة اتصال مباشرة ومتوفرة مع وكالة السفر في البلد التي يقيم فيها، أو مع المكتب الذي نظم له هذا البرنامج.