أغلقت سوق الأسهم السعودية أمس على خسارة كبيرة لامست 150 نقطة، بعد انخفاض 14 من قطاعات السوق ال15، بفعل الأوضاع الاقتصادية العالمية خاصة في منطقة اليورو، وانخفاض الأسواق الأمريكية، وكذلك أسعار النفط. ومنذ أربعة أيام خلت، امتطى المؤشر العام موجة هابطة، أدخلت السوق في حالة مخاض بفعل مخاوف من أن يطال ما يحدث خارج الحدود الأسواق المحلية، وفي هذا المقام ربما بالغ المتعاملون بالتشاؤم الذي استغله البعض لجر السوق إلى هذه المستويات السعرية المنخفضة وغير المبررة. والمتابع لسوق الأسهم السعودية ربما لاحظ أن هناك بطئاً في صعودها، ولكن في حالة الهبوط، غالبا ما يأتي متسارعا، ودون مبررات جوهرية، الأمر الذي يترتب عليه خسائر غير واقعية، لأسباب ربما يكون أبرزها عدم وجود صانع للسوق بالمفهوم الصحيح، لأن صانع السوق يحدد مسارها ولا يرضى بمثل هذا التدهور، أيضا يعتمد كثير من المتعاملين على المنتديات وما يبث فيها من شائعات من قبل أشخاص ربما يكون لهم مصالح خاصة، أو يهدفون إلى الإضرار بالسوق، وهذا بسبب انكماش إن لم يكن انعدام الشفافية، خاصة لدى بعض الشركات المساهمة الصغيرة، ما يجعل المستثمر والمتعامل ضحية هذه المنتديات والظروف. إلى هنا وأنهى المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية جلسة تداول أمس على خسارة كبيرة بلغت 149.92 نقطة، بنسبة 2.03 في المئة، نزولا إلى 7221.50، في عمليات بيع محمومة أشبه ما تكون بالهروب الجماعي، نتيجة الهلع غير المبرر الذي أدى إلى أن تكتسي 141 شركة باللون الأحمر.وجرت السوق إلى النزول 14 من قطاعات السوق ال15، كان من أكثرها هبوطا قطاعا التأمين والتطوير العقاري، ولكن طرأ تحسن محدود على ثلاثة من أبرز أربعة معايير للسوق، فزادت كمية الأسهم المتبادلة إلى 413.81 مليونا من 408.31 مليون اليوم السابق نفذت عبر 169.99 ألف صفقة ارتفاعا من 124.98 ألفا، وبلغت سيولة السوق 7.87 مليارات ريال مقارنة بنحو 6.09 مليارات، إلا أن معدل الأسهم المرتفعة انزلق إلى مستوى متدنٍ عند 3.50 في إشارة إلى أن السوق أمس كانت في حالة بيع مكثف، فقد جرى تداول أسهم 149 من شركات السوق ال 152، ارتفعت منها فقط خمس، انخفضت 141، ولم يطرأ تغيير على أسهم ثلاث شركات.