انتشرت مؤخراً بين النساء طريقة تحديد أوقات الزيارة في المستشفى عند إنجاب مولود، حيث تبعث رسالة بواسطة الجوال إلى أقاربها وصديقاتها، تبيّن خلالها أنها أنجبت مولوداً، وتضع اسم المستشفى ورقم الغرفة، وأخيراً مواعيد استقبال الزوار من الساعة السادسة وحتى الثامنة على سبيل المثال. ولاقت تلك الطريقة انتشاراً واسعاً بين مؤيد؛ لأنها تمنح المريضة والزوار راحة أكبر ومنعاً للحرج بعيداً عن أي مجاملات على حساب صحتها، فضلاً عن الاستعداد لاستقبال الزائرات وتهيئة مستلزمات الشاي والقهوة، ومعارضون يرون أن أي مريض يمكن زيارته في أي قت من أوقات الزيارة المتاحة والمعتاد عليها، بعيداً عن تعقيدات المظاهر. ضرر العطر وروت "سارة محمد" ما حدث لها في المستشفى بعد انجاب طفلتها بواسطة "عملية قيصرية"، وبعد تحديدها مواعيد الزيارة عبر رسالة الجوال، وكانت إحدى الزائرات قد بالغت في وضع العطورات والمساحيق التجميلية وظهرت بكامل زينتها؛ مما سبب لها التهاباً في جرحها بسبب رائحة العطر بشكل لافت للنظر، وكأنها ذاهبة إلى مناسبة زواج، موضحة أنها خجلت أن تتحدث معها بخصوص ذلك الأمر، وما إن خرجت بساعات إلاّ وقد بدأت الآلام تتزايد لديها بسبب التهاب الجرح، داعيةً إلى عدم المبالغة في التزيين ومراعاة شعور المرضى أثناء الزيارة. طريقة مناسبة وتحبذ "روان جابر" تحديد مواعيد الزيارة بدلاً من أن يضيع وقت المريضة تحسباً لوصول الزوار في أي وقت، وتكون في حالة تأهب بجميع أوقاتها استعداداً للزوار، لافتة أن الطريقة تريح المريضة والزائرة في الوقت ذاته، حيث إن المريضة تُرتب وقت نومها وساعات راحتها النهارية والمسائية حسب الموعد المحدد للضيوف. اختصار للمجاملات واتفقت معها "سهى محمد" مبينةً أن تحديد مواعيد الزيارة اختصر كثيرا من المجاملات المبالغ فيها، بحيث لا تنحرج من دخول زائرات في أوقات حرجة لها ولعائلتها، أو في أوقات غير مناسبة في ساعات متأخرة من الليل، إلى جانب أن المريضة عندما تحدد موعد زيارتها في يوم واحد بالمستشفى وفي ساعات محددة؛ يمكنها من الراحة بقية أوقاتها، ولا يكون الأمر شاقاً لها طوال فترة بقائها في المستشفى. تحديد زيارة وذكرت "فرح عبدالرحمن" أن ولادتها طفلها "خالد" في شهر رمضان المبارك، جعلها تؤيد فكرة تحديد الزيارة، حيث أُجهدت أثناء وجودها في المستشفى بسبب الزائرات اللاتي يأتين في ساعات متفرقة ومتأخرة من الليل، وفي اليوم الثاني، مضيفةً أنه عندما أغلقت إضاءة الغرفة لكي تستعد للنوم، دخلت عليها سيدة وفتحت الإضاءة وهي تقول "هل نمتي؟.. نمتي؟"، فلم يكن منها سوى أن تقول "وش رأيك"؟، موضحة أنها ندمت كثيراً؛ لأنها لم تحدد ساعات الزيارة، كما هو حال معظم النساء حالياً. تهميش المواعيد وعلى الرغم من تحديد أوقات الزيارة إلاّ أن بعض الزائرات لا يلتزمن بالمواعيد المحددة، كما حصل مع "فاطمة أحمد" عند ولادتها حيث حددت أوقات زيارتها خلال يومي بقائها بالمستشفى، إلاّ أن بعض السيدات لم يلتزمن بمواعيد الزيارة، مما أوقعها في إحراج أكثر من مرة، خاصة مع زوجها كونه يزورها في غير الأوقات المحددة للآخرين، وحضرت أكثر من زائرة في أوقات يكون زوجها موجوداً، فيضطر للخروج على الرغم من تحديدها موعد الزيارة. مراعاة المريضة وأكدت "سميرة سعيد" -أخصائية نساء وولادة- على أهمية مراعاة مواعيد زيارة للأم المنجبة، خاصة إذا كانت ذات نفسية مضطربة، مبينةً أن بعض الزائرات يغيب عن بالهن أنهن يتسببن في الضرر على المريضة بطريقة غير مباشرة، مستشهدةً بحالات ولادة قيصرية تعرض خلالها الجرح لالتهاب وعدم التئام بطريقة صحيحة بسبب عطورات الزوار المبالغ فيها دون مراعاة للمريضة. وذكرت أن المرأة عندما تضع مولداً يفترض عليها المشي، إلاّ أن كثيرا من النساء لا يستطعن المشي بسبب تتابع الزوار وعدم ترك المجال لها بسبب تواجدهم طويلاً.