تكون الخصى عند الاجنة عالقة في جوف البطن وتكمل عادة نزوحها من تحت الكلية الى الصفن عبر القناة الأربية عند الولادة الا في حوالي 2٪ الى 3٪ من الحالات حيث تبقى عالقة في البطن او في القناة الأربية او في مواقع شاذة اخرى وقد تسبب مستقبلياً العقم والاصابة بالسرطان بنسبة عالية اذا لم يتم انزالها جراحياً الى الصفن. ولكن رغم الاعتقاد السائد طبياً ان ذلك الإنزال والتثبيت في الصفن يجب أن يتم قبل السنة الأولى من العمر لتفادي تلك المضاعفات الا ان هذا التوقيت لم يحدد بدقة وقد خلق جدلاً بين اخصائيي جراحة المسالك البولية والتناسلية عند الأطفال. وقد شرح الدكتور «لي» من ولاية بنسلفينيا في الولاياتالمتحدة في مقالة حول هذا الموضوع نشرت حديثا في نشرة الجمعية الأميركية لجراحة المسالك البولية والتناسلية ميزات تلك الحالة وخصوصا تأثيرها على قدرة الانجاب عند الرجل مستقبلياً وعرض آخر المستجدات حول هذا الموضوع واظهر في دراسة قام بها وزملاؤه في مستشفى الأطفال في مدينة بيتسبورغ ان من حوالي 609 رجال اصيبوا بعدم نزوح خصية واحدة الى الصفن كانت نسبة مقدرتهم على الانجاب في حدود 90٪ حيث انها لم تختلف عن معدل الانجاب عند الرجال المعافين الذين لم يصابوا بتلك العاهة الخلقية واما في حال عدم نزوح الخصيتين فقد تدنت تلك النسبة الى حوالي 65٪ مما يؤكد تأثيرها على القدرة الانجابية في تلك الحالات وكان معدل عدد الحيوانات المنوية في الحالات المتوحدة الجانب في حدود 40 مليونا مع زيادة العدد عند الذين نجحوا في الانجاب بينما انه لم يتعد 20 مليوناً في حال عدم نزوح الخصية في الجانبين، مما يؤكد ان عدم نزوح خصية واحدة لا يؤثر مستقبليا على الانطاف عند معظم هؤلاء الاطفال بينما الثلثين فقط من الذين اصيبوا بالخصيتين العالقتين على الجانبين يحافظون على قدرتهم الانجابية بعد بلوغهم سن الرشد وحيثما ان نضج الحيوانات المنوية يبدأ بعد الولادة ويستكمل في الطفولة وان تخاذل انتاجها قد يحصل بعد السنة الاولى من العمر اذا لم تثبت في الصفن في تلك الفترة بسبب زيادة وتأثير حرارة البطن عليها فقد افترض طبيب ضرورة انزال وتثبيت تلك الخصي قبل نهاية السنة الاولى الى مكانها الطبيعي في الصفن. ولكن تلك النظرية التقليدية لم تبرهن بدراسات دقيقة لاسيما ان الاختبار الذي قام به الدكتور «لي» وزملاؤه حول هذا الموضوع نبذها اذ انهم لم يبينوا علاقة بين توقيت انزال الخصية والقدرة على الانجاب مما خلق جدلا عنيفا في الاوساط الطبية المختصة ولكنه كما اعترف به هذا الفريق فإن دراستهم شملت الاولاد الذين عولجوا بتثبيت الخصية الى الصفن قبل انتهاء السنة الثانية من العمر الى ان عدد باقي الاطفال الذين خضعوا الى تلك العملية بعد هذا العمر كان قليلا مما يشكك بنتائجها بالنسبة الى المقدرة الانجابية وميزان السائل المنوي ومعدل موجهات القند كما اعترف الباحثون انفسهم الا انهم ابرزوا ترابطا بين معدل الهرمون الذكري في الدم وتوقيت تثبيت الخصية في الصفن مما اوحى ان التأخير في اجراء العملية قد يؤثر على وظيفة خلايا ليدع المسؤولة عن انتاج هذا الهرمون مما قد يسبب العقم عند بعض هؤلاء الرجال. وقد اظهرت دراسات اخرى ان معدل موجهات القند مثل هرمونات FSH المسؤولة عن الانطاف وLH المسؤولة عن حث الخصية لانتاج الهرمون الذكري والمفروزة من الغدة النخامية وتركيز التستوستيرون لم يختلف بين الرجال المصابين سابقا بخصية واحدة عالقة وبين رجال متعافين، بينما تدنت كمية مادة الانهيبين المفروزة من خلايا «سرئولي» في الخصية في تلك الحالات بينما ارتفع معدل هرمون ISH وقد حصل نقص في تركيز «الانهيبين» في حالات الخصيتين العالقتين على الجانبين مما يوحي بتخاذل الانطاف بنسبة عالية فيها بسبب شذوذ خلقي في تلك الخصى او بسبب تأثير حرارة الجسم عليها نتيجة موقعها خارج الصفن. ولكن بالرغم من تلك الدراسة ونتائجها المشككة فإنه لا يزال ضروريا معالجة تلك الخصيات العالقة او في القناة الاربية جراحيا قبل بلوغ الطفل السنة الثانية من العمر للوقاية من مضاعفاتها خصوصا بالنسبة الى العقم وحدوث السرطان فيها بمعدل حوالي 40 ضعفا اكثر من معدلها في الخصيات الطبيعية وتعرضها للرضع والاصابة لاسيما ان تلك العملية اذا ما اجريت على يد اخصائي في جراحة المسالك البولية والتناسلية ذي خبرة في القيام بها تعطي نتائج ممتازة ولا تشكل أية خطورة على حياة الطفل بإذن الله سبحانه وتعالى.