الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه والقائل في محكم التنزيل (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ، الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ) والصلاة والسلام على أشرف ألانبياء والمرسلين وبعد ففي يوم 1/6/1433 ه ودعت محافظة الافلاج أحد أبنائها البررة رجلاً قضى جل عمره وأفناه في طاعة الله والدعوة إليه والعلم والتعليم خدم في التعليم أكثر من ثلاث وثلاثين سنة إنه الشيخ الوالد عبدالله بن فهد النتيفات نائب رئيس المجلس البلدي ببلدية الهدار بمحافظة الافلاج ومدير مدرسة الحسين بن علي الابتدائية ومتوسطة الفحيل. وله من الاعمال التطوعية والخيرية الكثير منها رئيس مجلس الادارة في مكتب الدعوة والارشاد وتوعية الجاليات في الهدار وإصلاح ذات البين وحل للمشاكل وتقريب لوجهات النظر في ما أختلف فيه وذلك لقبوله لدى طبقات المجتمع المختلفة وله إسهامات كثيرة لم يفصح بها في حياته وكشفت بعد وفاته رحمة الله عليه. أبا فهد رحل عنا تاركاً له السمعة الطيبة والذكر الحسن محبوباً لدى الصغير والكبير العامي والمتعلم لا يقابلك إلا بابتسامة تعلو محياه وحفاوة كريمة ترى في وجهه القبول والرضا والخوف من الله. إذا حضر لا يتكلم إلا بخير وحكمة لا يغتاب أحداً ولا يرضى بذلك لأحد. أبا فهد ابتلي فصبر تعرض ابنه الاكبر لحادث قبل ثلاث سنوات وفي غيبوبة حتى الآن فكان صابراً محتسباً وتعرض هو بنفسه إلى ألم في الظهر فكان يخفي ذلك عن من يزوره أبتلي بمرض ابنه الاصغر بورم فصبر أبتلي بمرض ابن أخية فهد بن حشان وهو أصيب بحادث فصبر واحتسب ذلك كله. لمن نسمع منه لا تضجر ولا جزع على أقدار الله فكان ذلك الرجل الكبير الصابر.. عرفت أبا فهد عندما كنت طفلاً صغيراً في عام 1406 ه حاملاً حقيبتي المدرسية لأول مرة في حياتي متوجهاً إلى مدرسة الحسين بن علي في قرية الفحيل بصحبة والدي حفظه الله وإذا بنا وكان عددنا آنذاك سبعة طلاب فقط نقابل أباً قبل أن يكون مديراً للمدرسة لا سيما في السن المبكرة من عمره يحتفظ الطفل بكل شيء في عقله الباطن ويحفظ الصورة المؤثرة في حياته .وكان معه في ذلك الوقت العم أبو ناصر إن كان حياً فاسل الله له العافية وإن كان متوفى فرحمه الله عليه تم الاستقبال بالحلوى والهدايا وكسر الحاجز النفسي والرهبة والخوف من المدرسة ومضى لنا معه ست سنوات حتى انتقلت إلى المتوسطة وحصلت على المركز الاول وكان يقول لي وكأنني أسمعها الآن (ابني حمد تراك رايح للمتوسطة لا تحسب أنك رايح للجامعة.. شد حيلك يأبوك) أبو فهد كان ناصحاً وموجهاً ومشجعاً لنا حتى بعد التخرج من الثانوية.. أسس جيلاً واعياً مبدعاً علمه أسس الكتابة والقراءة الصحيحة تخرج من تحت يديه الكثير من الاساتذة والضباط وطلبة العلم والكتاب.. أغلب المعلمين الآن الذين يدرسون في مدارس الهدار قد تتلمذ الكثير منهم علي يديه رحمه الله. أبا فهد رحل وتركاً في القلب جرحاً ينزف ألماً وحزناً على فراقه ولكن عزاءنا أن هذه سنة الله في خلقه وكما قال الشاعر: كل ابن أنثى وإن طالت سلامته** يوماً على آلة حدباء محمول ونحن نقول رحلت والعين تبكي والقلب يحزن وعلى فراقاك ييا أستاذنا لمحزونون برحيلك خسرت التربية والتعليم بل محافظة الافلاج بأكملها وبالاخص مدينة الهدار رمزاً وهامة كبيرة في العلم والتعليم والادب والدعوة والاصلاح. ومن هنا نعزي أنفسنا برحيله ونعزي قبيلة النتيفات كافة وجميع منسوبي التربية والتعليم في محافظة الافلاج ونخص بالعزاء شقيقة الشيخ محمد بن فهد النتيفات وأخويه لأمه الاستاذ عامر بن ضافي والاستاذ راشد بن ضافي النتيفات وأبناء الفقيد وزوجاته.. رحمك الله ياأبافهد وأسكنك فسيح جناته وإنا لله وإنا إليه راجعون.