هل يبقى لبنان على "رصيف انتظار" انتهاء الأزمة السورية الممتدة منذ 13 شهرا أم أن قواه السياسية الحيّة سوف تحرك المياه السياسية الراكدة؟ يضع الطرفان السياسيان في لبنان المتمثلان بالمعارضة المكوّنة من قوى 14 آذار خططهما لهذه المرحلة، وهذه الخطط وإن بقيت حاليا في إطار "الطموح النظري" إلا أنها تنمّ عن المزاج السياسي السائد. أولويتان يضعهما "تيار المستقبل" حاليا: تغيير الحكومة لتتألف من تكنوقراط والهدف الثاني إجراء انتخابات نيابية تتيح له ولحلفائه الإمساك بأكثرية "نظيفة" وساطعة تتيح لها ضبط مفاصل السلطة اللبنانية واقعا لا شكلا على غرار ما حدث بعد انتخابات سنة 2009. التوغّل في تفاصيل القانون الانتخابي لا تبدو أولوية لهذه القوى إذ تعتقد بعض مكونات 14 آذار أن قانون سنة 1960 هو الذي سيعتمد معدلا بما يرضي الأطراف المسيحية الحليفة عبر نقل بضعة مقاعد نيابية من منطقة الى أخرى ومنها مقاعد تمّ الاتفاق عليها في مؤتمر الدوحة: مثل مقعد الأقليات في بيروت الى الدائرة الأولى، ونقل المقعد الماروني في طرابلس الى البترون وسواهما... أما في مخيم الموالاة فتبدو الأولويات مختلفة تماما، وتتمثل أولا في الحفاظ على الاستقرار والحكومة الحالية هي "راعيته" وهي التي " ستبقى لتشرف على الانتخابات النيابية القادمة". ويشير مصدر حزبي في الموالاة ل "الرياض" الى أن " مطالبة قوى 14 آذار بحكومة تكنوقراط لإدارة الانتخابات النيابية لضمان نزاهتها غير منطقي لأن الانتخابات في النهاية هي قضاء وأمن وهما في يد قوى المعارضة". ويذهب بعيدا بقوله ان " حكومة التكنوقراط هي محاولة لدق الإسفين بين مكونات الموالاة وتحديدا بين الرئيسين ميشال سليمان ونجيب ميقاتي لشق عصا الائتلاف الحكومي". وتأتي الأزمة السورية في صلب اهتمامات الموالاة التي "تتحسس" من موضوع النازحين السوريين الى شمال لبنان والبقاع وبيروت، متسائلة " عن مصير هؤلاء النازحين بعد أن تعود الأمور الى نصابها في سوريا وخصوصا أن مجملهم من المعارضين، فأي عبء سيترتب على لبنان بعد أن بلغ عدد هؤلاء زهاء ال25 ألف لاجئ؟" ويحمل المصدر في الموالاة عتبا على أداء الحكومة ايضا " لأنها تتبع سياسة النأي بالنفس حتى في موضوع اللاجئين، إذ لا تعمد الى مراقبة من يدخل ومن يخرج عبر الحدود كما أنها لا تطلب التحقق من هويات اللاجئين وما الذين يأتون لفعله في لبنان وكأن الدولة اللبنانية غير معنية بهذا الموضوع". ويتساءل المصدر في الموالاة:" هل تحول لبنان الى مركز نصرة لسوريا ومن سيدفع ثمن ذلك عندما تنتهي مرحلة الحراك في سوريا؟".