خلال العقد الأخير، حدث تقدم كبير في مجال استخدام المناظير في إجراء العمليات الجراحية المختلفة للأمراض النسائية، نظراً للفوائد العديدة التى يتم الوصول اليها في حالة استخدام المناظير لإجراء العمليات مقارنة بالأسلوب التقليدي وهو اجراء العملية الجراحية عن طريق فتح البطن. وإجراء العمليات عن طريق المناظير له فوائد أهمها : 1. عدم الحاجة لفتح البطن و بالتالي لا تتعرض المريضة للكثير من الآلام الناتجة عن وجود شق كبير في جدار البطن. 2. اختصار فترة البقاء في المستشفى بفارق كبير، حيث يمكن للمريضة مغادرة المستشفى في اليوم الاول مباشرة بعد إجراء العملية بدلاً من البقاء خمسة ايام كما يحدث في عمليات فتح البطن. 3. تقليل معدل حدوث الالتهابات المصاحبة للعمليات بدرجة كبيرة . 4. تقليل حدوث نزيف مصاحب للعملية و تقليل الحاجة لنقل الدم اثناء و بعد العملية الجراحية. ولكن للحصول على هذه الفوائد فإن المهم هو الدقة في اختيار الحالات المناسبة لإجراء العملية عن طريق المناظير بدلاًمن فتح البطن ، حيث ان هناك العديد من الحالات التي لا تكون مناسبة لعمليات المناظير لأسباب عديدة ، وهنا يكون اختيار المناظير لإجراء العملية هو اختيار غير مناسب مما ينتج عنه حدوث العديد من المضاعفات للمريضة بدلاً من الحصول على الفوائد المرجوة. و من أهم العوامل التى تمنع من إجراء العمليات الجراحية عن طريق المناظير ما يلي: 1. وجود أمراض مصاحبة للحالة التى تستدعي العملية ويكون وجود هذه الأمراض مانعاً لإجراء العملية الجراحية عن طريق المناظير مثل وجود أمراض في القلب أو في الرئة و خصوصاً أمراض الرئة الانسدادية المزمنة و غيرها. 2. إجراء عمليات جراحية عديدة في السابق عن طريق فتح البطن أو تاريخ يدل على وجود التصاقات شديدة داخل تجويف البطن و الحوض مثل وجود تاريخ مرضي لإلتهابات الحوض المزمنة عند المريضة. 3. وجود تضخم كبير في الرحم نتيجة لوجود أورام أو الياف حميدة ذات حجم كبير داخل الرحم مما يجعل إجراء عملية إزالة الرحم صعبة عن طريق المناظير و يفضل إجراؤها عن طريق فتح البطن لتجنب المضاعفات المصاحبة و اختصاراً لوقت العملية حيث لا يفضل ابقاء المريضة تحت التخدير لوقت طويل في حال وجود خيار آخر وهو إجراء العملية بسرعة و سهولة عن طريق فتح البطن. 4. وجود أورام في المبايض مع احتمال وجود خلايا خبيثة في هذه الأورام وخاصة عندما يكون حجم هذه الاورام كبيراً مما يزيد من احتمال فتح أو تمزق هذه الأورام داخل البطن اثناء إجراء العملية الجراحية عن طريق المناظير مما ينتج عنه زيادة كبيرة في احتمال عودة الأورام مرة اخرى للمريضة مقارنة بإجراء العملية عن طريق فتح البطن و استخراج هذه الأورام كاملة بدون الحاجة إلى فتحها أو حدوث تمزق بها. 5. عدم وجود الخبرة الكافية و المهارة اللازمة لدى الجراح لإجراء العلمليةالجراحية عن طريق المناظير و في هذه الحالة يكون من الامانة المهنية اخبار المريضة بهذا و توجيه النصح لها بإجراء العملية عن طريق فتح البطن أو إرسالها إلى طبيب أخر يمتلك الخبرة و المهارة اللازمتين. العمليات التى يمكن إجراؤها عن طريق المناظير حاليا مع توفر الخبرات اللازمة و التدريب الضروري و الأجهزة الحديثة أصبح بالإمكان إجراء معظم العمليات الجراحية النسائية عن طريق المناظير عند الحاجة، و هذه العمليات هي : 1. استئصال الرحم إما كاملاً او بدون عنق الرحم. 2. استئصال الألياف الموجودة في جدار الرحم. 3. استئصال الأكياس من على المبايض. 4. استئصال المبيض أو كلا المبيضين عن الضرورة. 5. عمليات دفع الرحم أو تثبيت الرحم لعلاج حالة هبوط الرحم. 6. عمليات دفع و تثبيت الجزء العلوي من المهبل لعلاج حالات هبوط المهبل عند عمليات ازالة الرحم. 7. عمليات ازالة الحمل الموجود خارج الرحم. 8. عمليات استكشاف و تقيم حالات الأورام النسائية و أخذ العينات اللازمة لعمل التقييم المطلوب . و معظم هذه الحالات تكون مناسبة لإجرائها عن طريق المناظير عند توفر العوامل اللازمة للحصول على الفوائد التى تم ذكرها سابقاً. *قسم جراحة الأورام النسائية و جراحة المناظير د. هاني حامد سالم*