بعد أن تمرّست الدكتورة منى عراضي، الأستاذة المساعدة في كلية الطب في جامعة ميتشغن الاميركية، بجراحة الروبوت، قصدت بلدها الأم مصر كي تُروّج لهذا النوع من الجراحة، خصوصاً في العمليات المتصلة بأمراض النساء. وفي سجل عراضي أنها أنجزت قرابة 120 عملية جراحية باستخدام المناظير والروبوت. وشاركت أخيراً في المؤتمر السنوي ال16 ل «الجمعية المصرية للخصوبة والعقم». وألقت محاضرة حول طُرُق استئصال الرحم باستخدام الروبوت. وعلى هامش المؤتمر، تحدّثت العراضي إلى «الحياة» عن الجراحة المؤتمتة بالروبوت. وقالت: «أهم ما أريد التشديد عليه هو عدم اللجوء إلى الجراحة في أمراض النساء، إلا إذا ثبت أنها الطريق الوحيد، بصورة قاطعة. فقد لاحظت أن الأطباء كثيراً ما يقفزون إلى قرار الجراحة، من دون البحث الدقيق في الأساليب العلاجية الأخرى. فعلى سبيل المثال، يجرى استئصال أرحام بعض النساء من دون أن تكون هذه العملية هي الإجراء الوحيد المتاح في علاجهن»، مشددة على أن كثيراً من الأورام الليفية في الرحم يمكن علاجها بأدوية تعمل على تقليل وصول الدم إليها، فتضمر، ولا تسبب النزيف. من المستطاع أيضاً استئصال كثير من الأورام من طريق المهبل، باستخدام المنظار، أي من دون أي شق جراحي كبير، ومن دون الحاجة إلى استئصال الرحم بأكمله. وتحدثت عن استخدام جراحة المناظير بقولها: «تحتاج هذه الجراحة إلى مهارات وقدرات طبية متقدّمة علمياً. وعلى الطبيب المعالج أن يوجّه المريضة إلى جراح مناظير متخصص. ولجراحة المناظير فوائد كثيرة، أهمها أن المريضة تستطيع أن تعود إلى بيتها في اليوم نفسه، ثم تعود إلى عملها بعد أسبوع من دون مضاعفات كبيرة، كتلك التي قد تحدث في الجراحة التقليدية. لكن هناك بعض الحالات التي لا تنفع معها جراحة المناظير، مثل عملية استئصال رحم فيه ورم كبير جداً، أو أن تكون المريضة شديدة السمنة أو أنها أجرت جراحات تقليدية كثيرة. في هذه الحالات، يأتي البديل الأخير متمثّلاً في جراحة الروبوت». وشرحت عراضي ميزات تلك الجراحة، فقالت: «يملك الروبوت كاميرا ثلاثية الأبعاد، ما يتيح الدقة في العمل، خصوصاً أثناء الجراحات الكبيرة المعقدة. ويتيح تكبير الصورة عشر مرات. كما يعطي إمكان التحكّم في الجراحة أكثر من المنظار ذي الكاميرا الثنائية الأبعاد الذي يعمل عبر ما يشبه العصا الطويلة، فيصبح تحكّم الطبيب فيه صعباً. في المقابل، يعمل الروبوت داخل بطن المريضة مباشرة، فكأنه يد الجراح، لكنه يتفوّق أيضاً على الجراح بفضل خاصية عدم الاهتزاز. يتيح الروبوت تحكّماً كاملاً في الجراحة. ولا يحتاج سوى فتحة لا تتجاوز ال 8 ملليمترات في بطن المريضة. ويستخدم الروبوت في استئصال الألياف من جدار الرحم في حالات النزيف أو العقم، والأورام فوق المبيضين، واستئصال الغدد اللمفاوية، وفي حالات الإصابة بسرطان الرحم وغيرها. هناك سلبية وحيدة تتمثل في أنه مكلف جداً». يذكر أن الجراحة بالروبوت بدأت في الولاياتالمتحدة في 2005 وفي أوروبا منذ ثلاثة أعوام. ويوجد في مصر جهاز روبوت جراحي في مستشفى قصر العيني في القاهرة.