تم استئصال ورم سرطاني بالرحم مع إزالة الغدد اللمفاوية بواسطة المنظار الجراحي وبدون فتح للبطن وذلك لسيدة سعودية تبلغ من العمر سبعون عاماً... وكانت السيدة تعاني من نزيف نسائي بعد انقطاع الدورة بفترة طويلة وكانت تتابع في عدة مستشفيات وتم تشخيص وجود الورم السرطاني بعد عملية الكحت لبطانة الرحم وحيث أن المريضة تعاني أيضاً من السمنة وداء السكري وهما عاملان مهمان للتسبب في سرطان الرحم فقد تقرر إجراء العملية لها وبواسطة المنظار حيث تم استئصال الرحم والمبيضين والغدد اللمفاوية وتمت العملية بنجاح وبدون أي مضاعفات وغادرت المريضة المستشفى اليوم الثاني بعد العملية، وحيث أن النتائج المخبرية بينت سلامة الغدد اللمفاوية وخلوِّها من أي خلايا سرطانية فلن تحتاج المريضة لأي علاج كيميائي أو إشعاعي , وقد شارك في العملية فريق طبي مكون من د. عبدالرحيم طاهر قاري - عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى واستشاري النساء والولادة والأورام النسائية والدكتور بندر حافظ - استشاري النساء والولادة والمسالك البولية النسائية والدكتور مازن جان - استشاري التخدير واستغرقت العملية 4 ساعات. وتعد عمليات المناظير لاستاصال الرحم والغدد اللمفاوية بالذات من الانجازات الطبية في مجال الأورام النسائية واكدت الدراسات ان نسبة الشفاء من المرض مساوية لعمليات الاستأصال الأعتيادية بفتح البطن ولكنها افضل للمريضة لسرعة فترة الشفاء وعدم الحاجة للبقاء لفترة طويلة بالمستشفى بعد العملية . ويُعد سرطان الرحم من أكثر الأورام النسائية تشخيصاً وهناك نوعان من أورام الرحم، الأول يُصيب السيدات اللاتي يعانين من السمنة ومرض السكري وضغط الدم ويعتبر من الأورام القابلة للشفاء بإذن الله، إذا شُخِصت في المراحل الأولى وأجريت لها العملية الجراحية الصحيحة والتي من المهم أن يكون استئصال الغدد اللمفاوية بالحوض جزء منها. وهذا النوع يُصيب غالباً كبار السن من السيدات ولكن أحياناً يصيب الإناث الصغار في السن خصوصاً لو كن يعانين من السمنة أو يعانين من أي أمراض تمنع التبويض كمتلازمة تكيس المبايض مثلاً، والتي قد تسبب اختفاء الدورة لعدة أشهر. النوع الثاني من أورام الرحم يكون من الأورام التي تنمو بسرعة مقارنة بالنوع الأول وهي غالباً ما تكون منتشرة خارج الرحم عند التشخيص وتسبب استسقاء بالبطن، وهذا النوع يشبه إلى حد كبير الأورام السرطانية بالمبيض حتى من ناحية العلاج الجراحي وكذلك تحتاج إلى علاج كيميائي بعد العملية. ولا يوجد في العالم أي نصائح بعمل تحاليل دورية معينة للكشف عن سرطان الرحم ولكن ينصح أطباء الأورام النسائية أي سيدة تعاني من نزيف نسائي غير طبيعي بعد سن الأربعين (حتى لو كان مجرد غزارة في الدورة) أو أي نزيف نسائي بعد انقطاع الدورة الشهرية (الطمث) ينصح بأخذ عينة من بطانة الرحم سواء في العيادة أو حتى عمل عملية كحت لبطانة الرحم حيث أن الكحت يكون للتشخيص وليس للعلاج. ومن الأسباب الشائعة لتأخر التشخيص لهذه الأورام أو تقدم مرحلتها هو عدم أخذ العينة والاكتفاء بالأشعة الصوتية وبدء علاج المريضة بمختلف الأدوية الهرمونية والغير هرمونية دون التأكد من عدم وجود سماكة قبل سرطانية أو أورام سرطانية لا سمح الله، وفي أحيان أخرى يقوم الطبيب بإجراء عملية لاستئصال الرحم قبل أخذ العينة أو عمل الكحت وتكون النتيجة مفاجأة بوجود ورم سرطاني مما يستدعي المريضة عمل عملية ثانية لإزالة الغدد اللمفاوية وعمل غسيل لتجويف البطن للتأكد من عدم وجود خلايا سرطانية بالبطن أو الغدد اللمفاوية وفي حالات أخرى قد تضطر المريضة لأخذ العلاج الإشعاعي إذا لم تقبل بعمل العملية. وأخيراً أؤكد على السيدات بعمل الفحص الدوري للتشخيص المبكر لسرطان الثدي بعد سن الأربعين وعمل مسحة عنق الرحم السنوية بعد الزواج للتشخيص المبكر لسرطان عنق الرحم.