أتمنى لو قامت إحدى المؤسسات الثقافية في المملكة أو أحد الباحثين بدراسة عن علاقة الناس بكافة شرائحهم بالمكتبات، وأتوقع أن النتيجة ستكون مزعجة، لأن العلاقة بين أي شخص في المملكة مع المكتبة ترتبط فقط بمجال البحث أو التحصيل العلمي، وربما هنالك من يهوى القراءة ويحرص على اكتساب المعلومة فيتجه إلى المكتبات، ولكن هؤلاء قلة نادرة، وهنا نتساءل، لماذا هذه العلاقة المبتورة بالمكتبات، ربما السبب الرئيس التربية والتعليم، أغلب الأسر السعودية لا تحفز أبناءها على القراءة والاطلاع، ولا تعودهم الذهاب إلى أقرب مكتبة عامة "ولهم العذر في ذلك"، والتعليم حوّل المكتبات المدرسية إلى مراكز مصادر للتعلم، وكثير من المدارس لا تهتم مطلقاً بمكتباتها، نأتي إلى السبب الرئيس وأعتقد أن هذا مسئولية وزارة الثقافة والإعلام، ألا وهو عدم الاهتمام بالمكتبات العامة، بالمقابل تسليط الضوء وتفعيل الأندية الأدبية وجمعيات الثقافة والفنون، هل قرأتم عن مناسبة أو نشاط أقيم في مكتبة عامة، في المقابل الصفحات الثقافية لا تخلو من أخبار عن انتخابات الأندية والجمعيات العمومية والندوات واللقاءات التي تقيمها تلك الأندية، وأنا هنا لا أعترض، بل أقول هذا جيد، ولكن أين الفعل الثقافي للمكتبات العامة، ما الجديد بها، ثماني سنوات تقريباً منذ انتقالها من وزارة المعارف "سابقا" إلى وزارة الثقافة والإعلام، بعد التشكيلات الوزارية عام 1424ه، والمكتبات في الهامش، ربما جرى بعض التحديثات أو ترميم بعض مبانيها، ولكن، فعلاً أين المكتبات العامة، سؤال سأبقيه معلقاً لأقول إننا نحتاج إلى عدد كبير من المكتبات، في الأحياء، في القرى، في المدن الصغيرة، هنالك من يقول إن التقنية الحديثة ساعدت على وصول الكتاب إليكترونيا لكل يد، وأنا أقول المكتبة ليست مكاناً للقراءة فقط، وليست لاكتساب المعلومة فقط، بل أعم وأشمل، المكتبة هي قلب المجتمع النابض الذي يساعد على توعيته ورقية.