يحسب لوزارة الثقافة والإعلام تنظيمها السنوي معرض الرياض الدولي للكتاب، والمعرض لا يقتصر على بيع الكتب، بل هنالك فعاليات ثقافية متنوعة ربما من أهمها التعريف بثقافات أحدى دول العالم، فمنذ سنوات كانت البرازيل، والعام الماضي الهند، وهذا العام السويد، وهذا نشاط أصبح رئيساً في أغلب معارض الكتب بحيث يكون هنالك ضيف شرف في معرض الكتاب، ونتذكر أن المملكة كانت ضيف الشرف في معرض الدارالبيضاء للكتاب منذ أيام. وقد كان لي رأي حول أجنحة العرض، حيث هنالك دور نشر مهمة تأخذ مساحة ضيقة، بينما تأخذ المؤسسات الثقافية نصيب الأسد، ولكني أرى الآن أهمية وجود هذه الأجنحة، ولكن بروية مختلفة. ورؤيتي ولكم أن تسموها اقتراحاً تنبع من كون معرض الكتاب احتفالية ثقافية على مدى عشرة أيام، حبذا لو استغلت هذه الاحتفالية بالتعريف بالمؤسسات الثقافية، وذلك من خلال استنساخ تجربة الجنادرية بالتعريف بمناطق المملكة المختلفة وموروثاتها الشعبية، بصورة أخرى، بمعنى لو تنقل جميع المؤسسات الحكومية من قاعة دور النشر إلى قاعة أخرى بمساحتها، وأعتقد أنه يوجد قاعة أخرى، وتعطى كل مؤسسة ثقافية مساحة أكبر، مع إعطاء الفرصة للتعريف بأنشطتها، وتقديم بعض الفعاليات الثقافية المختلفة، وحقيقة لدينا مؤسسات ثقافية لها حضورها الثقافي المتميز. ومن خلال متابعتي زوار معرض الرياض للكتاب هذا العام، وفي السنوات الماضية، الذين يتجاوزون مئات الآلاف، أن جزءا كبيرا منهم يأتي للفرجة وربما يشتري بعضهم كتاباً، أو فقط يقوم بجمع النشرات المجانية والإهداءات، لذا فمن الأفضل أن تستغل هذه الأيام بالتعريف بالمؤسسات الثقافية، مثلاً الجامعات المختلفة الحديثة في وزارة التعليم العالي، أو نظام الإيداع في مكتبة الملك فهد الوطنية أو مشروع القراءة أو تجديد الصلة بالكتاب في مكتبة الملك عبدالعزيز العامة، أو التاريخ الشفوي في دارة الملك عبدالعزيز، أو الحوار الوطني، وغير ذلك، إضافة إلى برامج وزارة الثقافة والإعلام المختلفة. ربما لو تحقق ذلك بمعنى أن هنالك قاعة خاصة بدور النشر وقاعة خاصة بالمؤسسات الثقافية الحكومية، لأصبح هنالك مساحة أكبر لدور النشر العربية والعالمية، ولأصبح معرض الكتاب احتفالية سنوية للثقافة في المملكة.