خسر عشرات الطلاب بعثاتهم وعادوا إلى أرض الوطن محبطين، بعد فشلهم في الحصول على قبول أكاديمي في الجامعات الأمريكية والأوروبية، حيث دعا عددٌ من الطلاب السعوديين وزارة التعليم العالي ممثلة في ملحقياتها المنتشرة في أنحاء العالم إلى إيجاد حلٍ مثالي للمشكلة التي يعاني منها الطلاب، مقترحين توقيع اتفاقيات مع الجامعات لضمان إيجاد قبولات للطلاب، خاصةً في مرحلة الدراسات العليا، حيث إنّ كثيرا منهم خسر بعثته بسبب جهله بالأنظمة أو عدم مقدرته على إكمال متطلبات القبول المتمثلة في اختبارات خاصة باللغة، رغم إمضائهم قرابة السنتين لدراستها في معاهد حكومية وتجارية معتمدة لدى الملحقيات، مشيرين إلى أنّ هناك دولا عربية وآسيوية تملك اتفاقيات حكومية منظمة لذلك، وتتولى فيها الجهات التعليمية في دولهم ايجاد القبولات لطلابها. حسين العطاس قبول معتمد بدايةً أوضح «محمد الشعيب» أنّ مرحلة ما قبل القبول الأكاديمي هي من أصعب الأوقات على طلاب الدراسات العليا؛ لأن الحصول على قبول أكاديمي يستوجب توفير الكثير من المتطلبات والجهد، مشيراً إلى أنّ الصعوبة تكمن في كون معظم الجامعات لا تنظر لملف الطالب إلاّ بعد استيفاء كل المتطلبات ومنها اللغة، مضيفاً: «للأسف كثيرٌ من الطلاب حضروا بناءً على وعود مرتبطة باختبارات اللغة في بعض الجامعات، وعندما أتمّوها رفضت الجامعات منحهم القبول الأكاديمي، واضطروا إلى المغادرة والبحث عن جامعات أخرى، فيما أنهيت بعثات غيرهم، بسبب عدم حصولهم على قبول معتمد من الملحقية في الوقت المناسب». محمد الشعيب العودة للوطن ولفت «محمد الصبيح» -طالب- إلى أنّ عدم حصوله على قبول اضطره لقطع بعثته والعودة للمملكة، وقال: «ما الفائدة أن تنفق وزارة التعليم العالي ملايين الريالات على معاهد أمريكية وأوروبية وتحسّن من وضعها الإقتصادي، بينما لا تقدم تلك المعاهد للطالب السعودي اللغة اللازمة للحصول على القبول الأكاديمي، ولا تضمن له ذلك، فالوضع هنا وكأنّه نثر المال العام في الهواء!»، مضيفاً أنّ هناك بعض الطلاب المتساهلين وهم قلة إذا ماتمت مقارنتهم بمنسوبي الجامعات والطلاب المتفوقين في المملكة، حيث يبذلون جهداً عظيماً للدراسة، ثم يجدون أنّهم بدون نصير أو داعم في بلاد الغربة يعينهم في الحصول على قبول يضمن لهم حقهم في إكمال دراستهم وتحقيق حلم وطنهم فيهم. سليمان العمران معاناة اللغة وكشف كلٌ من «فهد القرني» و»عبدالعزيز الفيفي» أنّهما على وشك المغادرة إلى المملكة كما فعل غيرهم، والسبب أنّهم تورطوا في معاهد لغة استهلكت أوقاتهم دون فائدة، وانتهت مدة اللغة دون أن يستطيعوا الحصول على قبول أكاديمي أو حتى إنهاء مرحلة المعاناة اللغوية -كما أسموها-. فيما اقترح «صلاح الصيعري» زيادة فترة دراسة اللغة إلى عامين، مع ضرورة احتساب هذه الفترة من دراسة اللغة كبديل عن الإختبارات المعيارية، متمنياً أن تتعاون الملحقية لإلزام الجامعات التي تتعاون معها بذلك. صلاح الصيعري حلّ حازم وأشار «عبدالعزيز فقيهي» إلى أنّ من سلبيات العشوائية في عدم إيجاد آلية قبولات منظمة تصب في مصلحة الطالب تواجد عشرات مراكز للوساطة في جلب القبولات، حيث تستغل الطلاب وبعضها يحتال عليهم، وقد تكلفهم مبالغ مالية طائلة لجلب قبول يكتشفون أنّه مشروط أو من جامعة غير معترف بها، مضيفاً أنّه يفترض أن يكون هناك حل حازم وجازم لهذه المشكلة المعلّقة منذ بداية مشروع الابتعاث. محمد الصبيح التواصل مع المبتعثين وشددت «أفنان الشنقيطي» على ضرورة أن تتواصل وزارة التعليم العالي مع المبتعثين قبل ابتعاثهم، وتشرح لهم آلية الابتعاث وطريقة جلب القبولات، وذلك حتى يكونوا على بينة من أمرهم، فالكثير من الطلاب يحضر إلى بلد الابتعاث بدون أيّ معلومة وهو ما يجعله يعاني كثيراً حتى يحصل على أبسط حقوقه «القبول الأكاديمي». فهد القرني اتفاقيات قبول وذكر «حسين العطاس» -طالب مبتعث- أنّ المشكلة «ليست معجزة»، حيث يمكن لوزارة التعليم العالي توقيع اتفاقيات تنظّم توجيه الطلاب إلى المعاهد والجامعات، بطريقة تكون الدراسة في معاهد اللغة هناك وإنهاؤها هو المتطلب الوحيد للقبول، بدلاً من أن تنفق الدولة الملايين على الطلاب لدراسة اللغة في المعاهد ثم تقول الجامعات إنّها لا تعترف بها، ثم تضيف إلى شروط قبولها متطلبات أخرى مثل ال»توفل» وال»جي آر أي» وال»جيمات» وال»ايتلس»، فيما تستثني طلاب الدول التي لديها اتفاقيات من كل تلك الشروط، مضيفاً أنّ انشغال الطلاب بالبحث عن قبول يجعلهم يفقدون تركيزهم، ويدخلهم في معاناة جديدة اسمها «القبول الأكاديمي»، بعد ان تجاوزوا الكثير للحصول على فرصة الابتعاث. عبدالعزيز الفيفي دور الملحقيات وطالب «سليمان العمران» -طالب- الملحقيات أن تفعل دورها بشكل أكبر في قضية القبول، متمنياً أن تعقد لقاءات مع الجامعات، خصوصاً ذات التصنيف العالي، وتكون كوسيط بينها وبين الطلاب، حيث تخاطب الملحقية كافة الجامعات الراغبة في إعطاء قبول للطلاب السعوديين، وتقدم تلك الجامعات عروضها وتختار منها الملحقيات الأفضل لطلابها -بما يتفق مع برنامج الابتعاث-. مسؤولية الطالب «الرياض» أجرت اتصالا ب»د.محمد العمر» -مساعد الملحق الثقافي في الولاياتالمتحدةالأمريكية- وطرحت عليه معاناة الطلاب مع القبول وأفاد أنّ الملحقية لا تملك سوى اتفاقية تتعلق بالتخصصات الطبية والصحية، مؤكداً على أنّ قضية جلب القبولات للطلاب ليست من اختصاص الملحقية، بل هي مسؤولية الطالب لوحده وليس لنا علاقة بهذا الأمر.