الموضوع باختصار..شبان وشابات قرروا الابتعاث من أنفسهم على أمل ضمهم إلى البعثة، دون أن يدركوا أن هذه الخطوة غير مضمونة، وتخضع لشروط، وبعد أشهر من السفر فشلت مساعيهم، وبقوا هناك متحملين معاناة الغربة، ومصاريف الدراسة، واليوم يأملون أن يكون هناك حل لمعاناتهم، وتقدير ظروفهم، وطموحهم. وينتظر أكثر من ثمانية آلاف طالب ضمهم لبرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، إلاّ أنّ إجراءات الضّم لم تنطبق على بعضهم، أو تأخرت عن البعض الآخر، والنتيجة: هذا يعمل في مطعم، وآخر يعمل في محطة وقود، وثالث في الترجمة، ورابع في محل بيتزا وفطائر.. وطالب عددٌ من الطلبة السعوديين الدارسين على حسابهم الخاص بالولايات المتحدة، وكندا، وأستراليا، نيوزلندا، والهند، والأردن، وماليزيا، وفي دول أوروبا، الجهات المعنية بمراعاة ظروفهم، والعمل على سرعة تنفيذ قرار ضمّهم إلى برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي. شبان «يبيضون الوجه» شقوا طريقهم واجتهدوا لتحقيق أحلامهم ولكن «الفلوس» قد تحطم كل الطموحات تفوق واجتهاد بدايةً ذكر «سامي عبدالله» -طالب في إيرلندا- أنّ التفوق ملموس وأذهل المدرسين، ولكن المعاناة هي في كثرة المصاريف التي قد تعيق هذا التفوق، وبالتالي لا بد أن يكون هناك حل لمشكلة الطلاب المغتربين على حسابهم، وضمهم للبعثة. وقال «فهد الزبيدي» -طالب في أمريكا-: «ما أردته هو تحقيق أحلامي بإكمال الدراسة.. جديت واجتهدت، وحرصت على السفر للخارج لإكمال دراستي، وعانيت الأمرين من أجل أن أخطو خطوة الألف ميل، وضحيت بوظيفتي بهدف إكمال دراستي، وسعياً وراء حلم وطموح رسمته، والآن أنا مطالب بمبالغ مالية، والملحقيات الثقافية ببلاد الابتعاث تصعب الأمور بالشروط التعجيزية!». بدر الشراري حلم الانضمام وكشفت «دينا محمد» -طالبة في نيويورك- أنّها متواجدة بأمريكا من ستة أشهر وأرسلت طلب إلحاق، إلاّ أنّ طلبها تأخر ثم رفض، موضحةً أنّ صديقاتها تم إلحاقهن بالبرنامج من أول شهر وصلوا فيه!!. وأوضح «أحمد الشنقيطي» -طالب في الهند- أنّ أمل الطلاب بضمهم لبرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث لن ينقطع، وأنّهم حريصون على إيصال صوتهم للمسؤولين، حتى يتحقق هدفهم، ويتمكنون من إكمال دراستم. سامي عبدالله أمل الالتحاق وأفادت «عقيلة علي آل سعيد» أنّها تدرس لغة في معهد، وستتخصص إدارة موارد بشرية ببريطانيا، مضيفةً أنّها قدمت على أمل الالتحاق ببرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث، مشيرةً إلى أنّ والدها اضطر لأن يبيع الأسهم التي يملكها حتى تتمكن من إكمال دراستها في الخارج، متمنيةً أن يتم ضمها لبرنامج الابتعاث. وتمنى «مشاري الخالدي» أن يعامل أسوةً بزملائه الملحقين بالبرنامج لدراسة الماجستير، حيث إنّه مازال يدرس على حسابه الخاص، مع أنّ معدله التراكمي مرتفع. صالح العنزي تكبد الديون وأشار كلٌ من «محمد الربيعان» -طالب في أمريكا- و»باسم الحربي» -طالب في ماليزيا- إلى أنّ والديهما تكبدا الديون من أجل سفرهم، إلاّ أنّ أحلامهم بدأت تتبخر، فالمصاريف أصبحت تثقل كاهلهم، مضيفين أنّ الحالة النفسية التي دخلوا فيها أثرت في معدلاتهم الدراسية، فهناك احتمال بإلغاء الدراسة نهائياً بسبب عدم القدرة المالية. فهد الزبيدي شهادة عليا وبيّن «صالح مرعي العنزي» أنّه توظف في شركة تأمين، وترك وظيفته بعد أن أخذ قرضا من البنك، حتى يسافر ويكمل دراسته في الخارج، حيث إنّه يحمل دبلوم شبكات، ويرغب في الحصول على شهادة أعلى. فيما ترك «مهدي الزبيدي» ابنه ذا العشرة أشهر خلفه طمعاً في تحسين وضعه المادي بالسفر لإنهاء الدراسة الجامعية، مستنفذاً ماله؛ مما حدا به بالعمل في محطة وقود، حتى يتمكن من مواصلة الدراسة. مهدي الزبيدي رحلة الدراسة وأضاف «عبدالله محمد الظاهري» -متخصص ماجستير هندسة برمجيات في أمريكا-: «ما يقض مضجعي هو الخوف من المستقبل، وأن أعود إلى بلدي خالي اليدين، حيث إني بدأت رحلة إكمال دراستي، وراسلت بعض الجامعات الأمريكية، وأنهيت الأوراق والمتطلبات، ثم سجلت في الملحقية، وباشرت الدراسة بالمعهد واستقريت مع عائلة في لوس آنجلوس، وقد شارفت رحلتي على الانتهاء». محمد الربيعان ارتفاع الأسعار ولفت «بدر الشراري» -متخصص صيدلة بنظام التجسير- إلى أنّه يتمنى الحصول على البكالوريوس بعد أن حصل على دبلوم صيدلة من أحد معاهد المملكة، حيث لم يتسن له الحصول على وظيفة، مضيفاً أنّه قرر إكمال دراسته في الخارج والتحق بجامعة في الأردن، ولكنه تفاجأ بارتفاع أسعار الساعات الدراسية لتخصصه، مشيراً إلى أنّه انقطع عن الدراسة منذ فترة، لعدم قدرته على توفير مصاريفها. فارق المعدل وقالت «نوال الزوري» -طالبة ماجستير في أمريكا-: «قبل عام تقدمت لبرنامج خادم الحرمين للابتعاث الخارجي وتم رفض طلبي، بسبب أنّ المعدل المطلوب (3.75) وكان معدلي (3.71) وتوجهت لوزارة التعليم العالي بالرياض لإعادة النظر في طلبي، ومنحوني الموافقة المبدئية بشرط إحضار قبول معهد وجامعة معترف بها من الوزارة، وفيزة للدخول لأمريكا بعد ثمانية أشهر، وفرت المتطلبات وذهبت للوزارة وتفاجأت بتغيّر النظام في رفع المعاملات، بعدها تقدمت بمعاملة مرفقة بقبول المعهد والجامعة والفيزة، وتم رفض المعاملة، وأخبرني أحد المسؤولين بالوزارة أنّ الحل الوحيد لإكمال طموحي بالدراسة هو السفر لأمريكا وتقديم على طلب الالتحاق، وعند وصولي واجهت صعوبات كثيرة مع الملحقية، حيث لم يتم قبول طلبي في فتح ملف إلاّ بعد مرور شهر، لأنّ النظام الإلكتروني في بدايته، ولم يتم قبول طلبي إلاّ بعد سفري من ولايتي التي أدرس بها وتبعد أربع ساعات عن واشنطن للوصول للملحقية، وحاولت رفع طلب اللحاق بعضوية البعثة وتم الرفض، بحجة إكمال اللغة ودراسة (30) ساعة أكاديمية في الجامعة». ثلاثة طلبات وسرد «سعيد علي مهدي العلي» قصته حيث قال: «تخرجت من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن عام 2006 والتحقت بالعمل في إحدى الشركات الكبرى، وكان حلم الدراسة مازال يراودني ولكن الظروف لم تكن تسمح لي بالسفر، إلى أن حان الوقت المناسب، وتقدمت للوزارة ولكن تم رفض طلبي للابتعاث، لأن شهادتي مضى عليها أكثر من خمس سنوات، وحينها لم أستسلم واستقلت من وظيفتي وسافرت إلى ماليزيا، وبدأت الدراسة على حسابي الخاص، وحين جاءت المكرمة الملكية الكريمة في فبراير العام الماضي فرحت وزملائي كثيراً، لكنها لم تتحقق، فتارة الوزارة تلقي باللوم على الملحقية أو العكس، ولدي ثلاثة طلبات مرفوضة بسبب أن تخصصي الحالي في مرحلة الماجستير تطوير موارد بشرية، يختلف عن تخصص البكالوريوس في المحاسبة، وتم رفض الطلب من الوزارة وبعد عناء طويل تفهموا بأنّ التخصصين يصبان في مجال الإدارة، وطلبوا مني تقديم طلب جديد عبر البوابة الإلكترونية بعدما اقتنعوا بامتداد التخصص، وبعد ذلك رفض الطلب من الملحقية، وراجعت الوزارة وأفادوني بأنّ الجامعة والتخصص موصى بهما وطلبوا مني تقديم طلب جديد عبر البوابة الإلكترونية، مع العلم أني بدأت الدراسة قبل المكرمة بشهرين، وأرفقت تعريفا من الجامعة بذلك والملحقية على علم بأن التأشيرة الدراسية تعطى للطالب بعد بداية الدراسة».