أثارت واقعة اختطاف نائب القنصل السعودي في اليمن من قبل جماعات إرهابية تساؤلات عديدة لدى المواطنين السعوديين بشكل عام، ولدى المثقفين والإعلاميين منهم بشكل خاص، حيث تساءل عدد منهم عن كيفية قيام مثل هؤلاء الإرهابيين باختطاف دبلوماسي يمثل دولة وازنة ومهمة في العالم العربي والإسلامي ولها حضورها المشهود له على الخارطة الإقليمية والعالمية، وما هو الثمن الذي يمكن دفعه مقابل تحرير الدبلوماسي المختطف، وهل سيكون هناك صفقات أو تسويات او خضوع من قبل الدولة لابتزاز هذه الجماعات الإرهابية التي من الممكن ان تكرر هذه الواقعة في زمان آخر ومكان مختلف، ما يستوجب الحزم معها بشكل لا يقبل المساومة، فالدولة الواثقة بدورها ووظائفها ومسؤولياتها تجاه رعاياها لا يمكن أن تقبل بالمساومة والتسويات والصفقات عندما يتعلق الأمر بمصير احد رعاياها عموماً وأحد مسؤوليها الرسميين خصوصاً، وبالتالي لا يمكن ان تخضع لأي شكل من اشكال الابتزاز، خاصة عندما يتعلق الأمر بحالة اختطاف تنفذها جماعات إرهابية ضد مسؤول ما وتقوم بمساومة الدولة على حياته. الإرهاب كما قيل عنه في اكثر من مناسبة لا دين له، ولا هوية يمتلكها غير هوية التدمير والتخريب وإلحاق الأذى بالسكان الآمنين، ولا هدف له غير الفوضى والعبث بالاستقرار، فأينما حل الإرهاب وجد القتل والدم والفوضى وانعدام الأمن والاستقرار والسلام، ولأنه كذلك يجب محاربته وعدم التهاون معه، ويجب وضع حد نهائي له، وتقليم اظافره وخلع أنيابه وتجفيف منابعه، والعمل على مكافحته من جذوره، بشتى الوسائل ما تجدر الإشارة إليه أنه كثيراً ما أُلصقت تهمة الإرهاب بالإسلام والمسلمين والعرب، حيث يعمد الغرب والأمريكان والاسرائيليين بإلصاق تهمة الإرهاب بالعرب والمسلمين، خصوصاً بعد احداث تفجير برجي التجارة في نيويورك في 11 سبتمبر 2001، لكن هل يمكن ان ننسى ان العرب والمسلمين أبرياء من تهمة الإرهاب، خصوصاً اننا عانينا طويلا من ويلات الإرهاب وأضراره والاحتلال والاستعمار، وما زالت "اسرائيل" جاثمة على الأرض الفلسطينية والعربية وتمارس القتل اليومي بدون هوادة وبلا رادع، وهي حالة من إرهاب الدولة المنظم. وعلى العموم لا يمكن تجاهل أن الإرهاب بصفته لا دين له ولا هوية أو انتماء له إلا الانتماء للدم والدمار يضرب في كل مكان، ولن يوفر وطناً او عرقاً او أمة أو فرداً، لأنه يهدف إلى التدمير والقتل. وما حادثة الاختطاف في اليمن إلا مؤشر على عملية إرهابية بامتياز. على العموم تشير كثير من الأدبيات إلى أن كلمة الإرهاب في اللغة العربية اشتقت من الرهبة والتخويف، وقد عرفه البعض بأنه أي عمل عدواني يستخدم العنف والقوة ضد المدنيين، ويهدف إلى إضعاف الروح المعنوية عن طريق إرهاب المدنيين بشتّى الوسائل العنيفة، ويتخذ الإرهاب أماكن متعددة إلا ساحة المعركة التي يشرّع بها استخدام العنف، فنجد الإرهاب يستهدف الطائرات المدنية وما تتعرض له من اختطاف، والمدن المكتظة بالسكان وما ينالها من تفجيرات واغتيالات، ويُعرف كل من يضطلع في بث الخوف والرهبة في قلوب الأمنين بالإرهابي أو الإرهابية. ولكن تعريف الإرهاب كمصطلح سياسي وقانوني يفترض أن يصاغ بطريقة تمنع اللبس والخلط بينه وبين تعريفات أعمال العنف المشابهة مثل الحرب المشروعة وغير المشروعة والمقاومة المشروعة وغير المشروعة...الخ. عالمياً وبسبب التعقيدات السياسية والدينية فقد أصبح مفهوم هذه العبارة غامضاً أحياناً ومختلفاً عليه في أحيان أخرى. الجدير بالذكر أن الإسلام في الوقت الراهن قد نال النصيب الأكبر من الضرر بسبب هذه العبارة لأغراض سياسية تحكمها القوى الكبرى وتحتل دول وتزيل أنظمة وتنصب حكومات بهذه الحجج الواهية والمضللة والتي تحتاج الى تعريف دقيق كوضوح الشمس في رابعة النهار. * المدير الإقليمي لمكتب دبي