"عيب" لعل هذه هي أول كلمة تتصدر شفتيك عندما تصادفك دناءة تصرفات الآخرين، هذه الدناءة التي تتفوق كل مرة في إبهارك فقدرات البشر في افتعال الشر تتفوق أحيانا على كل توقعاتنا العقلية. "إلى هذه الدرجة يصل الحقد بالبعض!" بعدما تخرج من حالة الذهول الأولية لأي موقف يواجهك تبدأ في تقييم درجة نذالة الآخرين وتحاول أن تخضع أفعالهم للمنطق لكن هناك بعض الأفعال لا تبرير لها سوى نزعة تدمير الآخرين وطغيان الشر. "ماذا فعلت ليعاملوني هكذا؟!" حالة لوم النفس هذه قد تمر بها، لكنك لابد أن تخرج منها، فكثير من الناس لا يحتاجون أسبابا كي يتقيئوا كرههم وأذاهم للآخرين، هم لا يعرفون من المشاعر الإنسانية سوى الكره والحقد والشر والغيرة والرغبة في إيذاء الغير، مساكين ليس لهم من المشاعر الطيبة نصيب يقتلهم الحسد ويعمي أبصارهم. "تخاف، تتساءل إذا وصلوا لهذه الدرجة، ماذا يمكن أن يفعلوا أيضا وأي شر يبقون تحت جلودهم ليظهر فجأة عند الحاجة؟" لا تخف ليسوا إلا وحوشا لم تهذب لكنها تستحق السجن خلف القضبان في حديقة الحيوانات في قسم الكائنات المنقرضة كي يشاهدها أمثالك. لا تخف وتذكر أنك ككائن نظيف لم تؤذ ولم تتعد ولم تتجاوز الحدود لا يستطيع أحد أن يدمرك، قد يؤلمك مدى الشر والقدرة التدميرية التي يملكها الآخرون، قد يؤلمك مدى الأذى الذي قد يلحقونه بك، لكن لا تخف ليسوا إلا كائنات لا تنتمي لعالم البشر المتحضر أخلاقها ملتوية مطاطية تغير أقنعتها حسب الظروف والأشخاص والمواقف، وتذكر أنك أفضل لأنك مازلت تملك شيئا من الأخلاق. لا تخف لأنك هنا على هذا الطرف من المعادلة على الطرف الذي يرفع رأسه عاليا ويقول هاتوا ما عندكم لا تستطيعون إيقافي عن التطور والنجاح والعمل. "تخاف" من حقك أن تخاف قد يكون هؤلاء متنفذون في مجال عملك يملكون الصوت العالي والعلاقات المشبوهة، تذكر أنك نظيف أنك وصلت لهذه النقطة لأنك مشيت خطا مستقيما لا لأنك دست على أكتاف الآخرين. تذكر أنك غير قابل للكسر ولا للانحناء ولا تتأثر بعوامل التعرية ولا اتجاهات الرياح ولا حركة الموج، تذكر أنهم مساكين لا يعرفون معنى المنافسة الشريفة ولا يستطيعون التعامل مع نجاحات الآخرين. تذكر أن الله وحده يملك مفاتيح الرزق لا البشر، وعندها في هذه اللحظة ستكتشف مكامن قوتك ومدى ضعفهم.