حسن باقر الهاشم الحسين المولود في مدينة الهفوف بمحافظة الأحساء ، شاهد ونموذج حي على قصة حب وولع طويلة ، كتبت فصولها على أراضي الأحساء ، فخريج جامعة الملك فيصل في تخصص ادارة المشاريع مغرم بالتراث الماثل في أجساد التحف الصامته والأشغال اليدويه وزخارف البيوت القديمة والفن الحجري العريق وبقايا الصناعات الحرفية البدائية التي عشقها أجداده واتخذوها أسلحة ودروعاً في حياتهم ضد قسوة الزمن والفقر والعوز ، الامر الذي جعله ومنذ مدة طويلة أسير هذه القطع ومبدعاً فيها . يعود ولع حسن بالتراث إلى طفولته فمنذ نعومة اظافره كان الماضي يشده إلى أقاصيه وتجذبه الحضارة القديمة بكل ما فيها من تفاصيل صغيرة، وبكل ما فيها من سواعد تصنع الحياة حتى شبّ على ذلك وإلى ان تكونت لديه أسرة صغيرة تعدادها بنتان وولدان لا يزال رغم كل شيء يعيش هناك حيث الأمس البعيد ثرياً بالجمال والحياة التي لم تتوقف يوماً. حتى أنجز الكثير خدمة للوطن الغالي وللأرض الطيبة فكان ناقلاً بارعاً ومبتكراً لمجتمع الأحساء عبر المتاحف التي أقامها في الدمام والجبيل وغيرهما وكان مثل سفير للتراث للمملكة في البلدان المختلفة مثل قطر والبحرين وبعض الدول المجاورة . هذا الحب والولع جذبا الكثير من المهتمين ، الأمر الذي وصل إلى تصوير الكثير من الأفلام القصيرة والتي تتعلق بالعمق التراثي والتاريخي في غُرفه الترابية وأزقته الطينية اللافتة صممها حسن بطريقة تنقل الماضي إلى الحاضر.. هذا التزاوج بين الماضي والحاضر دفع أيضا منتجي المسلسلات إلى التصوير داخل بعض المتاحف او الزوايا التي ابدع في استحداثها باقر ، وبرز اسم المسلسل «مجاديف الأمل» كأبرز المستفيدين . شغف باقر بالتراث ، جعله يصمم «قهوة شعبية « اطلق عليها اسم «مقهى السيد» ، وبني هذا المقهى من الجص والطين، وصمم بوسائل يدوية قديمة ويحتوي على أكثر من 1500 قطعة أثرية وأشغالا يدوية مصنوعة بحرفية عالية، من نحاسيات وفخاريات كانت تستخدم في الحياة اليومية قديما، مثل الجرار والمساخن والحافظات والحصير والسفرة والمنسف، كما يحتوي المقهى على أنواع كثيرة من الدلال والمرشات والسقا، والأواني النحاسية والفخارية، والميزان المعدني الذي كان يستخدم لوزن الثلج، وميزان آخر كان يعرف بميزان الأرزاق الذي كان يستخدم لوزن الحبوب. هذا وتوّج باقر رحلته بعمل رائع أشاد به الكثير من المسؤولين وهو (قرية الاحساء التراثية ) والتي تعتبر معلما من معالم الأحساء ونافذتها المطلة على قلب تاريخها العريق ، هذه القرية تتربع على مساحة تبلغ اكثر من 500 متر مربع شامخة بالحجر الجيري والتبن والطين والذي يتميز بلونه الاخضر رجوعا الى طبيعة ارض الاحساء الطيبة وجذوع النخيل والبواري والجندل والباسجيل . يشرف شخصياً على الأعمال مجموعة من الزوار