أثار قرار لجنة الانضباط بالاتحاد السعودي لكرة القدم بإيقاف لاعب وسط الشباب البرازيلي فرناندو ثلاث مباريات استياء واستغراب عدد كبير من المنتمين للوسط الرياضي والجماهير الشبابية خصوصاً، ويأتي هذا الاستياء بسبب التفاوت الواضح في قرارات لجنة الانضباط التي بدت وكأنها تركز على حالات معينة وتغض الطرف عن حالات مماثلة. اللقطات التلفزيونية في مباراة الشباب والنصر ضمن ذهاب الدور ربع النهائي من مسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال أظهرت احتكاكاً بين مهاجم النصر سعود حمود ولاعب وسط الشباب فرناندو إذ بدأ المهاجم النصراوي بالاعتداء على فرناندو قبل أن يعتدي عليه الأخير بالضرب وهو ما استحق عليه الإبعاد بالبطاقة الحمراء، بغض النظر عن صحة ركلة الجزاء من عدمها كون عدد من المحللين التحكيميين أكدوا بأن سعود حمود ارتكب خطأ قبل أن يتعرض للضرب من فرناندو وهو ما يستحق عليه الأخير خطأ لصالحه قبل احتساب الركلة الجزائية، نتساءل لماذا عوقب فرناندو من لجنة الانضباط على الرغم من أن حكم المباراة خليل جلال عاقب اللاعب بالطرد بالبطاقة الحمراء؟ أتساءل لأن لجنة الانضباط امتنعت عدة مرات عن معاقبة أكثر من لاعب معتدٍ بحجة أن الحادثة وقعت على مرأى من حكم المباراة وأن الأخير عاقب المعتدي في حينه، سؤال آخر يبرز من نفس الحادثة بين اللاعبين لماذا تجاهلت لجنة الانضباط معاقبة مهاجم النصر سعود حمود نظير اعتدائه على فرناندو وهو ما وضح جلياً في اللقطة التي أظهرتها كاميرات القناة السعودية الرياضية ولم يرها جلال؟. نقطة أخرى تخص الحادثة نفسها ما الفرق بين "كوع" مهاجم الهلال يو بيونج الذي وجهه لمدافع الاتفاق سياف البيشي في نهائي كأس ولي العهد وتوقف على إثره من لجنة الانضباط مباراة واحدة فقط و"كوع" لاعب وسط الشباب فرناندو الذي أوقف على إثره ثلاث مباريات بخلاف إيقافه مباراة رابعة للبطاقة الحمراء؟ ليس ذلك فحسب بل إن لجنة الانضباط لم تتخذ أي قرار تجاه مدافع الاتفاق الكوري الجنوبي لي جونغ بعد اعتدائه بالضرب بالكوع وبدون كرة على مدافع الرائد إبراهيم مدخلي في مباراة الفريقين ضمن الدور الأول من دوري "زين" السعودي للمحترفين إذ اكتفت اللجنة بالبطاقة الحمراء التي منحها الحكم له، والحال نفسه ينطبق على لاعب نجران بندر مساعد الذي ضرب مهاجم الأهلي فيكتور سيموس بالكوع ولم يعاقب من الانضباط. بعيداً عن هذه وتلك نتساءل أين لجنة الانضباط بالاتحاد السعودي لكرة القدم من التدخل في حادثة اعتداء مهاجم الأهلي حسن الراهب بالضرب بدون كرة على لاعب وسط الشباب ويندل والتي استحق على إثرها الطرد بالبطاقة الحمراء في مباراة الفريقين في ختام دوري "زين" السعودي للمحترفين؟. قرارات لجنة الانضباط المتفاوتة لم تقف عند هذا الحد إذ سبق لها وأن تهاونت في معاقبة لاعب وسط الاتحاد محمد أبو سبعان عندما كرر سلوكه المشين بالدعس على مهاجم النصر سعود حمود في مباراة الفريقين وأوقفته مباراتين فقط على الرغم من أن سبعان سبق وأن عوقب من لجنة الانضباط بالإيقاف ثلاث مباريات نظير دعسه على لاعب وسط الهلال نواف العابد، وكأن لجنة الانضباط تكافىء أبو سبعان بتخفيض عقوبته بدلاً من مضاعفتها. إذا ماطوينا صفحة قرارات لجنة الانضباط المتفاوتة في هذا الموسم وفتحنا قراراتها في الموسم الماضي يبرز لنا ذلك الاعتداء الذي قام به لاعب وسط النصر السابق الأرجنتيني فيغاروا على لاعب وسط الهلال السابق الروماني رادوي عندما ضربه ب"الكوع" أمام الحكم نفسه الذي طرد فرناندو للسبب ذاته واكتفى حينها جلال بإنذار فيغاروا بالبطاقة الصفراء مثلما اكتفت لجنة الانضباط بمشاهدة اللقطة دون أن تتخذ حيالها أي إجراء أو عقوبة. برأيي أن تفاوت قرارات لجان اتحاد القدم ومن بينها لجنة الانضباط هي من تُثير الوسط الرياضي وتزيد الاحتقان بين المنتمين له كما تثير شكوكاً نحن في غنى عنها تجاه من يعمل في اللجان خصوصاً وأن عضو لجنة الانضباط السابق عبدالله القحطاني ظهر فضائياً في وقت سابق وتحدث بصراحة عن تدخلات في عملهم من أطراف لم يسمها تجبرهم على عدم تطبيق القانون أحياناً، لذلك فإن لجنة الانضباط وبقية لجان اتحاد القدم مطالبون بالمساواة في القرارت وتطبيق القانون على كل الفرق وجميع اللاعبين.