أغلق مفتشو الإدارة العامة لحقوق المؤلف أمس محلين لبيع أجهزة الحاسب الآلي في الرياض لمخالفتها وتعديها على قانون حماية حقوق المؤلف، وجاء الإغلاق كعقوبة لمدة خمسة أيام لكل منهما، وتم وضع ملصق كبير على الأبواب والواجهات الرئيسية للمحلات المخالفة يظهر تفاصيل الحكم الصادر بحق المحل المتعدي على حقوق المؤلف. وكانت الوزارة قد قامت يوم الأحد الماضي بمداهمة المنطقة التجارية للحاسب الآلي بالعليا والمعروفة ب"حراج الكمبيوتر" للمرة الثانية خلال هذا الشهر، وذلك لمطاردة ومنع الباعة المتجولين على أرصفة هذه المنطقة الذين يعرضون اسطوانات منسوخة ومحملة بأفلام وبرمجيات حاسب آلي غير أصلية. وذكر مدير عام الإدارة العامة لحقوق المؤلف رفيق العقيلي بأن قرار الإغلاق للمحلين وهما في مجمع الصالحية والآخر بالشعلة جاء إنفاذا لعقوبة صادرة بإغلاق كل منهما لمدة خمسة أيام، أما بالنسبة لمداهمة حراج الكمبيوتر فقد جاء بناء على توجيهات كل من وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة، وسمو نائب الوزير للشئون الإعلامية صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن سلطان، وأن هذه التوجيهات تقضي بمتابعة الوضع الراهن للممارسات الخاطئة التي يمارسها الباعة المتجولون في منطقة حراج الكمبيوتر واعتدائهم الصارخ على حقوق الآخرين، وعرضهم لبرمجيات وأفلام لا تصلح للعرض الأسري، ولا يسمح بتداولها بالمملكة لاشتمالها على مضامين تنافي القيم الدينية والأخلاقية. أحد المحلات وقد وضع عليه ملصق يوضح أسباب الإغلاق وأشار العقيلي إلى أن الإدارة العامة لحقوق المؤلف قامت بجولة مطلع الشهر لتحذير كل من يعرضون الأسطوانات المنسوخة وجاءت الجولة الثانية للتأكيد على جدية الوزارة في متابعة هذه الظاهرة التي تسئ إلى سمعة مدينة الرياض، وتم ضبط 30 طاولة للعارضين وما يزيد على 16 ألف اسطوانة تشتمل على أفلام وبرمجيات أمس من قبل مراقبي الوزارة، وستقوم الإدارة بتحليل مضامين هذه الاسطوانات. وأفاد العقيلي بأن هذه الجولة جاءت مع قرب الاحتفال باليوم العالمي للملكية الفكرية والذي تحتفل به المنظمة العالمية للملكية الفكرية، وباليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف التي تحتفل به منظمة اليونسكو والذي يوافق الخميس القادم 26/4/2012 م، معربا عن تمنياته بأن يرى اليوم الذي يكون للمؤلف مكانته الاجتماعية اللائقة به، وبتوقف الاعتداءات التي يقوم بها السارقون الذين يسطون على حقوق المؤلفين، وأن يتذكر الجميع بأن علماء المملكة والمفتين بالدول الإسلامية قد حرموا وبشكل قطعي الاعتداء على حقوق المؤلف وأصدروا الفتاوى التي تحرم استخدام أو الاتجار بالمؤلفات المسروقة أو المنسوخة، باعتبارها حقوقا خاصة يجب احترامها، مناشدا المواطنين بأهمية التعامل مع المصنفات الأصلية، لأن التعامل مع المقرصنين إنما هو نوع من الدعم لعصابات سارقة تتاجر بحقوق لا يملكونها، ويجب على الجميع محاربتهم حيث سبق في أكثر من حادثة إثبات انتمائهم أو اتصالهم بعصابات الجريمة المنظمة.