شرعت أرامكو السعودية في اتخاذ الخطوات العملية لرفع واردات البنزين إلى ما يقارب 80 ألف برميل يوميا لشهري أبريل ومايو لهذا العام لسد أي فجوة قد تحدث بالمعروض في السوق المحلية وتعويض الكميات التي تنتجها مصفاة رأس تنورة التي تتوقف أجزاء من وحداتها لصيانة دورية قد تمتد إلى 45 يوميا والتي تنتج حوالي 115 ألف برميل يوميا من مادة البنزين الذي من المتوقع أن يرتفع الطلب عليه خلال موسم الإجازة الصيفية، حيث تتضاعف الحركة المرورية بين مناطق المملكة مترامية الأطراف. وقال متعاملون في تجارة النفط لنشرة «إنجري ووتش» أن شركة أرامكو السعودية والتي تعتبر أكبر مصدر للنفط بالعالم قد بدأت في شراء كميات إضافية من مادة البنزين لتعزيز وارداتها من خلال حجز حوالي 10 ناقلات للنفط تحمل وقود من نوع 95 من المصافي الأوروبية لتصل إلى الموانئ السعودية على شاطئ البحر الأحمر خلال شهري أبريل ومايو، وتقدر كميات البنزين التي ستستوردها أرامكو خلال هذه الفترة بحوالي 80 ألف برميل يوميا وهو ما يعادل ثلاثة أضعاف وارداتها السابقة. ويشير تقرير شركة أرامكو السعودية أن المصافي السعودية انتجت خلال عام 2010م حوالي 213 ألف برميل يوميا من مادة البنزين، بالإضافة إلى 61 ألف برميل يوميا تمثل حصة أرامكو في المشاريع المشتركة في سامرف وساسرف، حيث انتجت مصفاة رأس تنورة ما يصل إلى 115 ألف برميل من مادة البنزين تليها مصفاة ينبع التي انتجت 45 ألف برميل يوميا، وأنتجت مصفاة الرياض 37 ألف برميل يوميا فيما انتجت مصفاة جدة حوالي 16 ألف برميل يوميا. واستبعد محللون نفطيون أن تشهد السوق المحلية أي شح في وقود البنزين خلال فترة الصيف القادم نظرا إلى أن ارامكو قد اتخذت خطوات مبكرة وعمدت إلى توفير الكميات التي تواجه أي طلب محتمل، حيث أشار تقرير «اتش اس بي سي» إلى أن أرامكو تعاقدت مع ناقلات نفط عملاقة تقل كل واحدة منها ما بين 300 ألف – 255 ألف برميل أي أنها سوف تستورد ما يصل إلى 2.27 مليون برميل شهريا. وبين التقرير أن المملكة تستهلك ما يصل إلى 500 ألف برميل يوميا من مادة البنزين، مشيرا إلى أن الاستهلاك في قطاع النقل ينمو بنسبة 6% سنويا، وهو ما يحتم أهمية التوسع في ببناء المصافي وإضافة منتجات تسد حاجة السوق المحلي المتنامية إلى الوقود سيما وأن المملكة قادرة على تشييد مثل هذه المصافي ذات القدرة الإنتاجية العالية. ومن المقرر أن تنتهي أعمال الصيانة في وحدات مصفاة رأس تنورة التي تبلغ طاقتها الإنتاجية 550 ألف برميل يوميا من المواد البترولية المكررة في شهر مايو القادم، حيث أغلقت أجزاء من المصفاة في شهر مارس الماضي للصيانة الدورية المجدولة. إلى ذلك تذبذبت أسعار النفط في نهاية تعاملات الأسبوع في أسواق الطاقة العالمية حيث اختتمت أسبوعا من تحقيق خسائر كبيرة خاصة لخام برنت القياسي الذي هوى إلى 118 دولارا للبرميل نتيجة المخاوف من تفاقم أزمة ديون منطقة اليورو، بينما ظل خام ناميكس في الأسواق الأمريكية عند معدلاته في حدود 102 دولار للبرميل.