قال أمين عام الاممالمتحدة بان كي مون أمس إن الوضع في سوريا لا يزال غير مستقر على الرغم من موافقة الحكومة على وقف أعمال العنف، مشيراً إلى أنه طلب من مجلس الأمن الدولي تصريحاً لإرسال 300 مراقب عسكري إلى سوريا. وأضاف بان في مؤتمر صحافي أن الوضع في سوريا "لا يزال غير مستقر بشكل كبير"، وقال إنه "على الرغم من موافقة الحكومة على وقف كل أشكال العنف لا نزال نرى أدلة مقلقة على أنه مستمر"، مشيراً إلى أنه وردت تقارير في الأيام الماضية عن قصف لمناطق سكنية وانتهاكات ترتكبها القوات الحكومية وهجمات تشنها القوات المسلحة. وقال إنه قدم الليلة قبل الماضية تقييمه حول الوضع في سوريا إلى مجلس الأمن الدولي و "أوصيت أن يصرح المجلس بإنشاء بعثة مراقبة تابعة للأمم المتحدة في سوريا تضم ما يصل إلى 300 مراقب عسكري يدعمهم مدنيون"، مشيراً إلى أن بعثة مماثلة لديها الانتداب الملائم ستساهم في تحسين الوضع على الأرض وتطبيق خطة النقاط الستّ. جوبيه: فشل خطة عنان سيفتح الباب أمام «حرب أهلية» وذكّر أن الاممالمتحدة والحكومة السورية اتفقتا أمس في دمشق على البروتوكول الاولي لمهمة المراقبين. وقال إنه "من أجل نجاح المهمة، نطلب تعاون الحكومة السورية الكامل على الأخص في ضمان الحرية الكاملة لحركة المراقبين وعدم تقييد وصولهم وأمن وسلامة الطاقم بالإضافة إلى استخدام وسائل أساسية مثل المروحيات وغيرها من وسائل النقل". وقال "أشدد على مسؤولية الحكومة السورية في تحقيق ذلك". حشود سورية تحيط بسيارات مراقبي الأممالمتحدة في عربين من نواحي دمشق.. في مشهد متكرر من وصول المراقبين العرب من جهة ثانية، اعتبر وزير الخارجية الفرنسية آلان جوبيه أمس ان المعارضة السورية "وفت بالتزاماتها" بشان احترام وقف اطلاق النار خلافا للنظام، محذرا من فشل خطة كوفي انان الذي سيفتح الباب امام "حرب اهلية". وقال جوبيه في بداية اجتماع لنحو 15 وزير خارجية دولة غربية وعربية في باريس ان "المعارضة وفت بالتزاماتها بموجب خطة انان ولا نستطيع ان نقول الشيء نفسه بالنسبة الى النظام السوري". مؤكداً ان بعثة مراقبي الاممالمتحدة في سوريا يجب ان تضم "مئات العناصر الذين ينبغي ان يزودوا الامكانات البرية والجوية" لانجاز مهمتهم. وحذرت فرنسا من ان عدم التزام نظام الرئيس السوري بشار الاسد بتطبيق خطة مبعوث الاممالمتحدة والجامعة العربية كوفي انان سيفتح الباب امام "حرب اهلية" في سوريا الا اذا تم منح المراقبين الدوليين الوسائل التي تمكنهم من الاشراف على وقف اطلاق النار. واكدت مجموعة "اصدقاء سوريا" التي تشمل فرنسا والولايات المتحدة والسعودية وقطر أنها ستفعل كل ما بوسعها لضمان نجاح الخطة المدعومة من الاممالمتحدة والجامعة العربية. وقال بيان المجموعة الختامي "اذا لم يتحقق ذلك.. سيكون على مجلس الامن الدولي والمجتمع الدولي النظر في خيارات اخرى." وقالت المجموعة انها تريد منح مراقبي الاممالمتحدة في سوريا كل "الوسائل الضرورية" لاكمال مهمتهم وتشمل الحصول على كل المعدات الحديثة التي ستمكنهم من ضمان كفاءة المراقبة. وقالت الدول الاربع عشرة انها قلقة من الوضع الانساني المتدهور واثره على الدول المجاورة وانها ملتزمة بتوفير المساعدة الانسانية في كل الاشكال. من جهته، ابدى وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا "تشككه العميق" في نية النظام السوري تطبيق وقف اطلاق النار الهش نظرا لما وصفه بسلسلة "الافعال الخادعة" التي ارتكبها الرئيس السوري بشار الاسد الذي باتت "ايامه معدودة" بحسب رأيه. وقال الوزير ان الاحداث التي شهدتها الايام الاخيرة، خاصة الاتفاق بين دمشقوالاممالمتحدة بشان المراقبين الدوليين لوقف اطلاق النار، "تختبر ما اذا كان نظام الاسد سيتحمل جميع مسؤولياته". واضاف في جلسة استماع امام لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب "هناك شكوك كبيرة في دوافع الاسد وهذا التشكك ناتج عن سلسلة طويلة من الافعال الخادعة التي قام بها حتى الان، بما في ذلك نكثه وعوده لشعبه وللمجتمع الدولي". وقال انه "من جميع الزوايا فان الوضع في سوريا معقد للغاية"، مشيرا الى معارضة ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما "للتدخل العسكري الاحادي". وتتعرض دمشق لضغوط لكي تلتزم بخطة انان المؤلفة من ست نقاط. وبدأ في سوريا قبل ستة ايام وقف اطلاق نار هش، واتفقت سوريا مع الاممالمتحدة الخميس على تنظيم عمل بعثة المراقبين في سوريا. كما حذر قائد القوات الاميركية الجنرال مارتن ديمبسي خلال الجلسة من ان الاضطرابات في سوريا تتسبب في زعزعة استقرار المنطقة. وقال ان "تداعيات الازمة السورية على الدول المجاورة تتسبب في قلق متزايد" في اشارة الى الحوادث الحدودية الاسبوع الماضي وتدفق اللاجئين السوريين على تركيا. واضاف "يجب كذلك ان نتنبه الى ان المتطرفين وغيرهم من العناصر العدائية يسعون الى استغلال الوضع، ويوجد بينهم من يسعى الى الوصول الى مخزونات سوريا من الاسلحة الكيمائية والبيولوجية". واضاف ان الجيش الاميركي يحافظ على "وضع نشط اقليميا وعالميا .. ولدينا علاقات عسكرية قوية مع كل الدول المحاذية لسوريا". من ناحيته، دعا رئيس المجلس العسكري الاعلى في الجيش السوري الحر العميد الركن مصطفى احمد الشيخ الخميس الى "تشكيل حلف عسكري" خارج اطار مجلس الامن وتوجيه ضربات الى النظام السوري. وطالب الشيخ في شريط مصور وزع على وسائل الاعلام المجتمع الدولي ب"تشكيل حلف عسكري من دول اصدقاء الشعب السوري خارج مجلس الامن وتوجيه ضربات عسكرية جراحية في مفاصل النظام".