سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الدوحة: دول الجنوب تطالب دول الشمال الوفاء بالتزاماتها لتنمية الدول الفقيرة.. وحل مشكلة الديون المزمنة اقتراح بإقامة «صندوق الجنوب» للتنمية والظروف الإنسانية
اقترح امير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني في افتتاح القمة الثانية لمجموعة ال 77 والصين أمس الاربعاء في الدوحة اقامة «صندوق الجنوب للتنمية والظروف الانسانية» واعلن استعداد قطر للتبرع بعشرين مليون دولار للصندوق. وقال الشيخ حمد «نقترح على القمة الموافقة على انشاء صندوق يعنى بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية والصحية والتعليمية ومعالجة ظواهر الجوع والفقر والكوارث الانسانية يمكن تسميته صندوق الجنوب للتنمية والظروف الانسانية». واضاف ان دولة قطر «يسعدها ان تعلن عن استعدادها لتقديم تبرع بقيمة عشرين مليون دولار لهذا الصندوق». وتابع «آمل من الدول القادرة في الشمال والجنوب ان تساهم فيه». واعلن امير قطر ايضا قرار بلاده «الالتزام بتقديم النسبة المقررة من اجمالي الدخل القومي (0,7 بالمئة) كمساعدات انمائية مع تخصيص 15 بالمئة منها لاقل الدول نموا وذلك اعتبارا من عام 2006». كما اقترح «دراسة جدوى اقامة ثلاث مناطق للتجارة الحرة لصادرات الجنوب الى دول الشمال بحيث توجد في كل قارة من قاراتنا الثلاث واحدة من تلك المناطق الى جانب دراسة امكانية عقد اتفاقات التجارة الحرة». وحث الشيخ حمد الدول المصنعة على الوفاء بالتزاماتها التنموية ومعالجة مديونية الدول النامية. واكد مسؤولون وخبراء على هامش القمة الثانية لدول الجنوب التي بدأت أمس في الدوحة ان الدول الغنية لا تقوم بعمل كاف لمساعدة الدول الفقيرة على حل مشاكلها الاقتصادية المزمنة ومنها الديون التي تقدر باكثر من 2,5 الف مليار دولار. ولم تفلح مبادرة مجموعة الثماني الاخيرة بالتخلي عن 40 مليار دولار من ديون 18 دولة نامية رغم الترحيب الذي لاقته، في وقف مطالبة دول الجنوب بالمزيد من الجهد من دول الشمال لحل معضلة المديونية التي ترزح تحت نيرها الدول النامية وبالمزيد من المساعدة على التنمية. وتشير احصائيات «المعهد الدولي للديمقراطية الاقتصادية» الامريكي الى ان ديون الدول النامية زادت من 100 مليار دولار عام 1973 الى 1,7 ترليون دولار عام 1999 و2,5 ترليون دولار عام 2003. ويشير المعهد على موقعه الالكتروني انه «مع تراجع القيمة الفعلية للمواد الاولية (في الدول النامية) بحوالي 60 بالمئة في السنوات الاربعين الماضية والتي لا تزال تتراجع، فانه من الواضح ان الديون لن يكون من الممكن سدادها». واكد رئيس الوزراء الماليزي عبد الله احمد بدوي ان ديون الدول النامية «اصبحت مشكلة خطيرة جدا ولا بد من ايجاد حل لها (..) انها تعرقل التنمية» في دول الجنوب الفقيرة التي لم تعد قادرة على سداد ديونها المتراكمة. واوضح بدوي لوكالة فرانس برس ان الدول المدينة «اصبحت تواجه مشاكل مضاعفة لانها لا تستطيع ان تدفع الديون وتحتاج في الوقت نفسه الى اموال لتصرف على التنمية» وليس امامها من حل الا المزيد من الاقتراض لتستمر في «حلقة مفرغة» ويتواصل تراكم الديون. ومثلت مشكلة ديون الدول النامية احدى النقاط الاساسية على جدول اعمال قمة مجموعة 77 والصين التي انطلقت أمس في الدوحة اضافة الى دعم التعاون جنوب جنوب والعلاقات بين الجنوب والشمال واثار العولمة على دول العالم الثالث. ويقول فوزي ريحان الخبير في الصندوق الدولي للتنمية الزراعية (ايفاد) ان مجموعة 77 والصين التي تتكون من 132 دولة ، الكثير منها بين افقر دول العالم، تشكل 80 بالمئة من سكان الارض. وقال لوكالة فرانس برس «1,2 مليار من هؤلاء يكسبون اقل من دولار واحد في اليوم في حين يكسب ثلاثة مليارات بشر اقل من دولارين يوميا». ويعيش ثلثا سكان الدول النامية في الوسط الريفي الذي عادة ما تتجاهله سياسيات التنمية. واضاف ريحان «مجموعة 77 تمثل 80 بالمئة من سكان العالم غير ان ناتجها الاجمالي لا يمثل الا 40 بالمئة من الناتج الاجمالي العالمي». ودعت وثيقة معروضة على انظار القمة التي تستمر يومين، الدول الغنية الى الوفاء بالتزاماتها بتخصيص 0,7 بالمئة من ناتجها الاجمالي لتنمية دول الجنوب. وقال وزير خارجية بنين روغوتان بياو ان القرار المتخذ من سنوات طويلة لم يتم الوفاء به. واوضح لوكالة فرانس برس «لقد كنا تحدثنا عن 0,7 بالمئة على الاقل قبل 30 عاما غير انه للاسف لم يتم الوفاء بذلك». وتشير تقديرات غير رسمية الى ان مساعدة الدول الغنية لدول الجنوب لا تزيد عن 2,0 بالمئة من ناتجها الاجمالي. واوضح وزير خارجية بينين ان مليار شخص في دول الجنوب تعيش تحت خط الفقر مضيفا ان «50 بالمئة من افقر دول العالم هي من اعضاء مجموعة 77، وان 34 منها توجد في افريقيا». ودعا وزير الدولة الجزائري عبد العزيز بلخادم الثلاثاء الدول الغنية الى تحويل الديون الى استثمارات اجتماعية في مجالات التعليم والصحة. واكد الوزير الجزائري ان مشكلة مديونية دول الجنوب النامية «مطروحة على كل جداول اعمال الاجتماعات ولكن للاسف الشديد لم تحظ بالقدر الكافي من العناية والمطلوب الان هو ان يحقق شيء من العدل في العلاقة بين دول الشمال والجنوب». واوضح ان ذلك يتحقق «اولا بمشاركة اوسع لدول الجنوب في المؤسسات المالية الدولية وثانيا باعادة النظر في بعض اليات هذه المؤسسات المالية العالمية وثالثا بمحو جزء من هذه الديون او تحويل جزء منها الى استثمارات في هذه الدول دون اشتراطات سياسية ودون اثقال كاهل دول الجنوب بمزيد من الاعباء المالية». وتدرس قمة مجموعة 77 والصين ايضا موضوع اصلاح منظمة الاممالمتحدة وتوسيع مجلس الامن كما يتوقع ان تطالب برفع العقوبات المفروضة على عدد من اعضائها لدواعي سياسية.