تنظم جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الندوة الأولى لكراسي البحث في المملكة الاثنين القادم. وتستمر حتى الأربعاء في مبنى المؤتمرات بالمدينة الجامعية. وأوضح الدكتور محمد السحيباني رئيس اللجنة العلمية للندوة أن الأخذ بتجربة كراسي البحث في الجامعات السعودية كانت خطوة شجاعة وفي الاتجاه الصحيح، غير أن كثرة وتعدد آلية إدارة هذه الكراسي من ناحية، وما تواجهه من صعوبات ومعوقات مالية وإدارية وتنظيمية. من ناحية أخرى دفعنا في جامعة الإمام إلى التفكير في عقد أول ندوة من نوعها لتقويم هذه التجربة الناشئة على اعتبار أن التجربة قد مر عليها من الوقت ما يكفي للقيام بعملية مراجعة شاملة بهدف تصحيح مسارها إن كان ثمة اعوجاج، وتعزيز مكامن القوة وطرح حلول وبدائل لمظاهر الضعف مشيرا إلى أن كراسي البحث تعد أحد مظاهر التقدم العلمي في مختلف دول العالم وتقوم الفكرة في الأساس على تخصيص موارد مالية معينة يتم توجيهها لتطوير حقل معرفي بعينه وتكليف متخصص بارز في هذا الحقل مع فريق عمل للقيام بهذه المهمة العلمية في وقت محدد بشرط أن يتصدى فريق العمل هذا لبحث ظاهرة مجتمعية ملحة ذات صلة بواقع الناس المعاش وتقديم حلول ومقترحات علمية لهذه الظاهرة. وأضاف أن الندوة ستتصدى للعديد من الموضوعات والقضايا الهامة من بينها اللوائح والقوانين والإجراءات المنظمة لعمل كراسي البحث، ومعوقات تحقيق شراكة علمية مع كراسي البحث داخل وخارجها، وإشكالات منهجية ترتبط بالمجالات العلمية لكراسي البحث ذاتها، وإشكالات ذات صلة بالتمويل، ومدى ارتباط كرسي البحث بدراسة القضايا الملحة في المجتمع، واستعراض تجارب عملية لكراسي بحثية من داخل المملكة وخارجها. وسيتم طرح ومناقشة هذه القضايا والموضوعات من خلال محورين رئيسيين، الأول يعرض للتجارب المحلية في مجال كراسي البحث، ويعرض بدوره لتجارب الجامعات السعودية في إدارة برامج كراسي البحث، وتجارب أساتذة كراسي البحث وهيئاتها العلمية، وتطلعات الممولين والمستفيدين من كراسي البحث. أما المحور الثاني فيعرض للتجارب العالمية في مجال كراسي البحث، ويتضمن استعراض تجارب الجهات المشرفة علي كراسي البحث، إضافة إلى استعراض تجارب كراسي بحث مختارة كدراسات حالة. وعن الفعاليات العلمية التي ستشهدها الندوة أبان السحيباني أنها تتضمن ست جلسات رئيسية بالإضافة إلى حفل الافتتاح. وسيشهد اليوم الأول جلسة واحدة مسائية تعقب حفل الافتتاح وتناقش تطلعات ممولي كراسي البحث. أما اليوم الثاني فستعقد ثلاث جلسات، تناقش الأولى تجربة الجامعات السعودية في إدارة كراسي البحث، في حين خصصت الجلسة الثانية لاستعراض الخبرة العالمية في إدارة كراسي البحث من خلال تجارب الجهات المشرفة على كراسي البحث، ويتم في الجلسة الثالثة والأخيرة في هذا اليوم استعراض تجربة الجامعات السعودية الناشئة في إدارة كراسي البحث. وفيما يتعلق باليوم الثالث والأخير من الندوة فسيشهد عقد جلستين، تخصص الأولى لعرض تجارب أساتذة كراسي البحث السعودية، في حين تخصص الجلسة الثانية لعرض تجارب كراسي بحث مختارة من دول العالم المختلفة. وستكون هناك ترجمة فورية من اللغة الإنجليزية وإليها خلال جميع الجلسات. وأضاف أن الندوة تتضمن مشاركات نسائية كونه محفل علمي عالمي يعقد للمرة الأولى في هذا المجال، وستكون مشاركتهن وفق مستويين: الأول مشاركة مباشرة بأوراق بحثية، ولدينا في هذا الإطار ثلاث مشاركات من جامعة الأميرة نورة، ومشاركتين دوليتين، أما المستوى الثاني فيتعلق بالمشاركة بالحضور والتفاعل والنقاش خلال انعقاد جلسات الندوة. ويتم ذلك من خلال الدائرة التليفزيونية المغلقة التي هيئتها الجامعة بمواصفات متقدمة. وأشار إلى أن اللجان المتخصصة اجتهدت خلال الأشهر الماضية في وضع أهداف علمية ومجتمعية واضحة ومحددة تسعى لتحقيقها من خلال تنظيم الندوة وتم دعوة كراسي بحثية ذات سمعة مرموقة عالمياً للاستفادة من خبراتها في تطوير تجربة كراسي البحث في المملكة، كما تم الاستعانة بخبرات وتجارب سعودية حكومية وأهلية للخروج بالندوة بالشكل الذي يليق بمكانة الجامعة وقدراتها وتطلعاتها.