شهدت جامعات المملكة العربية السعودية مؤخراً عدة تطورات في منظومة البحث العلمي؛ كان من أبرزها تدشين برامج كراسي البحث، وإنشاء عدد كبير من كراسي البحث المتخصصة في العلوم الإنسانية والتطبيقية في مختلف الجامعات السعودية. وقد جاءت هذه التطورات استجابة لتنامي الطلب على مخرجات البحث العلمي من قِبل قطاعات المجتمع؛ الحكومية، والأهلية، وغير الربحية، والرغبة المتزايدة للشخصيات والمؤسسات الوطنية في مشاركة الجامعات في تمويل البحث العلمي ضمن جهودها المتواصلة لتعزّز مسئوليتها الاجتماعية. ويأتي انعقاد الندوة الأولى لكراسي البحث في المملكة التي بادرت إلى تنظيمها جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الفترة 24-26 جمادى الأولى 1433ه (16-18 أبريل 2012م) لتقويم تجربة الجامعات السعودية في هذا المجال مقارنة بنظيرتها العالمية، وتبادل المعلومات والخبرات، وتنسيق الجهود، بما يعزز دور كراسي البحث بصفتها أحد المكونات الرئيسة لصناعة البحث العلمي في المملكة. وتهدف الندوة إلى عرض وتقويم تجارب الجامعات السعودية في مجال كراسي البحث العلمي وبحث سبل تنسيق جهود البحث، بما يعزز من ثمرات البحث العلمي على المستوى الوطني وتبادل الخبرات في مجال إدارة كراسي البحث وعرض التجارب العالمية الرائدة في مجال كراسي البحث. وتتضمّن الندوة عدداً من المحاور هي: المحور الأول: التجارب المحلية في مجال كراسي البحث: - تجارب الجامعات السعودية في إدارة برامج كراسي البحث. - تجارب أساتذة كراسي البحث وهيئاتها العلمية. - تطلّعات المموّلين والمستفيدين من كراسي البحث. المحور الثاني: التجارب العالمية في مجال كراسي البحث: - تجارب الجهات المشرفة على كراسي البحث. - تجارب كراسي بحث مختارة. وكان معالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور سليمان بن عبد الله أبا الخيل، قد بيّن في تصريح صحفي سابق أنّ تنظيم الجامعة لهذه الندوة الأولى لكراسي البحث، يأتي استجابة لتطلعات القيادة الحكيمة نحو صناعة بحث علمي مزدهرة في المملكة، قادرة على تحقيق احتياجات التنمية الشاملة التي يشهدها المجتمع السعودي في كافة المجالات. وأكد أبا الخيل أن الندوة ستوفر بيئة علمية متقدمة لمناقشة مجمل القضايا والموضوعات التي من شأنها تقويم تجربة كراسي البحث في المملكة في كافة المجالات التنظيمية والتمويلية والتشغيلية، مقارنة بالتجارب العالمية الرائدة. كما أمّل أبا الخيل من خلال تنظيم هذه الندوة أن تتم دراسة وتقويم موضوعات: الأنظمة واللوائح، إدارة البرامج والمشاريع البحثية، التنسيق بين كراسي البحث، استعراض أبرز التحديات، والعقبات التي واجهت التجربة، والتطلعات المستقبلية لتطوير آليات تنظيم وإدارة كراسي البحث في المملكة، وضمان تحقيق الكراسي لأهدافها. يشار إلى أن المشاركات بأبحاث وأوراق عمل تقتصر على المستكتبين من قِبل اللجنة العلمية، والفرصة متاحة لحضور الندوة والمشاركة فيها من قِبل ممثلي إدارات برامج كراسي البحث في الجامعات وممولي الكراسي وأساتذتها وأعضاء هيئاتها العلمية في الجامعات السعودية، والمهتمين بالبحث العلمي في الجامعات وخارجها.