قالوا لي اقعد بالذرى لا أتعداه جسمك مواجهة الهبايب تكوده لو الذرى المطلوب يا علي نلقاه نلقاه عند اللي ينقض جعوده الجادل اللي شفه الوجد وأشقاه سودٍ مظاليله وحمرٍ خدوده نغيب عن دنيا المخاطر بلاماه ونبدي له الغايه ونأخذ سدوده يرجع بقلبٍ ضره البعد وادماه طمعٍ بوصلة يوم غابت احسوده أعلله بالوصل واللين وأنهاه وأذكره باللي مضى من عهوده طبعت في غيه ورفضه وبلواه ولا ردني عن وصلتي له صدوده القلب يطمع فيه والعين ترعاه رعي الحيا للي خذا الوقت ذوده أخذت أداري سيتي له بحسناه حتى على ما يشتهي القلب اقوده يا ما سقانا الحب والا سقيناه وياما هصرنا باسود الليل عوده يظلني عن واهج القيض برضاه ويلفني لف الزهر في بروده عهدٍ لهينا به وعهد قضيناه وعهد نعالج ما ظهر من لهوده تسوقنا الأيام ركاب وحفاه العمر يفنى والليال معدوده في طاعة الواجب هوانا عصيناه ويبست شنون الحب واسنت عدوده ليلٍ سهرنا به وليلٍ سريناه وليلٍ نجفل بالمظامي رقوده والى تجهم درب جوٍ وطيناه قولٍ على فعلٍ حضورٍ شهوده نسوقها مع كل دوٍ ولهلاه وتاطا بنا ضلعٍ تنابح قروده تومي بنا الاقدار في كل مضماه وراس الوعد حقٍ علينا نعوده غريمنا لو ما وصلنا وصلناه وبشية الله ما تفكه جنوده موتٍ دفنا له وسمِ سقيناه وعليه كسرنا ركايز عموده اما عطانا الحق والا خذيناه وزرنا مرابيعه ودسنا حدوده سلمٍ لنا في ماضي الوقت واتلاه عاداتنا فينا على الناس زوده نمشي مماشي من بفعله عرفناه جدٍ لنا ضافٍ على الناس جوده خوينا يرقد هنيٍ بدنياه نشيل حملٍ ما تشيله عضوده والضيف نفرح به إلى قل ملفاه ويفرح بنا لو يخلف الماء رعوده كنا قبل شوفه وعرفه عرفناه يشرب الى وردت عطاشٍ وروده نذبح له الناقة ونذبح له الشاه ومطلوبنا منه الرضا ومحموده والجار حقه لازمٍ عند مبداه نعطيه حقٍ ما ندور ردوده نفرد له النفس العزيزه ونرعاه ولا انشد عن قدايم جدوده انداوي أوجاعه ونصبر لعوجاه لدروب رشده بالسهاله نقوده والمال ما نسعى لجمعه وجدواه ولا نحسب بين نقصه وزوده إلا لنفعة حايرٍ عمست أرياه ينوط تحت اثقال حمل يكوده وقريبنا لو غاظنا ما جفيناه غالٍ ولو جرد علينا جروده نعطيه مطلوبه ونسمع لشكواه وعن قوة منا عدوه نذوده نحمي حماه ويامن حماه من جاه ولو العدو يمه يحشد حشوده وان صاح صايح ريبةٍ ما تركناه اسود غابٍ سابقتها فهوده نلحق بكل مجربٍ عمره أهداه ضرب المدرع من ليالي سعوده إلى دفقنا الماء بحوضٍ مليناه ومطرودنا ماله على النوم عوده رفيقنا الطيب بفعله وممشاه بليهي ما يشتكي من بدوده يضرب حراو الرزق ويوسع خطاه ماهوب دبٍ عيشته في قعوده هذاك يلقا له من الناس شرواه يجزيه عن بعض المعاني جحوده لولا ان كلٍ له روابع ومشهاه ما احتاج ذيب النجع يثبت وجوده نمسي رقود وكل شاو على ماه ولا يوقظنا الشتاء في بروده اقولها للي خذ العلم واعطاه وعن ماقف الحقران نفسه شروده حشيم نفسٍ في مسيره ومسعاه تافي مواعيده وتافي عهوده الشاعر: الأمير خالد بن أحمد بن محمد السديري ولد عام 1333ه ودرس على أيدي بعض العلماء في الدين واللغة والنحو فظهر أثر ذلك جلياً في شعره الفصيح كلفه الملك عبدالعزيز (طيب الله ثراه) بعدد من المناصب منها تعيينه وكيلا ومعاونا لأخيه الأمير تركي في عسير، ثم عينه أميراً على جيزان وبحكمته وشجاعته أخمد فتنة الريث، ثم أمر الملك عبد العزيز بنقله لإمارة الظهران كحاكم إداري ثم في عام 1367ه انتدب أميراً على تبوك وفي عام 1375 ه عين وزيراً للزراعة وفي عام1382ه أميراً على نجران واستمر فيه إلى أن توفي رحمه الله عام 1399 ه. إشارة: في المقال الأخير كنت تناولت قصيدة الشاعر محمد البرجس وكيف أنه اختلفت الروايات مما يعد إثباتاً على تدخل الرواة في النص مع أن الشاعر معاصر للرواة ولكن قد يكون لتناقلها بين عدة رواة دور في التغير وسقوط بعض الأبيات مما يثبت لنا أن ليس هناك رواية خالية من النقص وأن المسألة نسبية!وأشكر الأستاذ سلطان بن خالد السديري الذي زودني بتسجيل صوتي نادر للأمير خالد الأحمد السديري ومعه الشاعر العواي والشاعر محمد البرجس الذي كان من ضمن قصائده التي ألقاها بصوته القصيدة محل الاختلاف وكانت مطابقة لرواية النافع. دراسة النص: عن مناسبة القصيدة يقول الشاعر في التسجيل الصوتي"قلتها أيام حرب الوديعة وانتظار النتائج" فيكون زمن النص عام1389ه ويبدو من مطلع القصيدة أنه قالها بعد مروره بوعكة صحية وقد نصحه رفقاؤه بالراحة لحين تماثله للشفاء وان لا يتعرض لتغير الأجواء التي قد تؤثر عليه من خلال العمل الميداني فكان جواب الشاعر بأن شفاءه وراحته مع تلك الحبيبة الفاتنة التي ترسل جدائلها المجعدة وتمتاز أهداب عينيها بالطول والسواد، فهي من تنسيه الدنيا وما فيها من مخاطر وتعيد إلى قلبه الاخضرار والحياة بعد أن ذاق ألم الفراق متمنياً أن يحظى بالوصال بعيداً عن أعين الحساد وأنه رغم كل هذا الصدود منها فهي ما زالت أمنيته الغالية متذكراً ليالي الوصال الجميلة وقد خالف هوى نفسه وترك المهم إلى الأهم وهو تلبية نداء الواجب في الدفاع عن الوطن ثم يصف كيف أنهم يتجشمون المخاطر في سبيل إنجاز مهمتهم لا يهابون العدو وإنهم بلا شك سيصلون إليه ولن يمنعهم من الفتك به كثرة جنده وأن هذا طبع متأصل فيهم حيث يقتدون بفعل جدهم الأول الذي أشتهر بشجاعته وكرمه بين الناس وهو عامر بن زياد بن بدران شيخ الداوسر في القرن الثامن الهجري والذي مدحه الشاعر الضيغمي بقصيدة خالدة منها: ضفنا وضيّفنا ابن بدران عامر حييت يا غمرٍ فلاحه باد فلا ظلٍ إلا ظل غار من الصفا ولا شيخٍ إلا عامر بن زياد ثم يفتخر بمراعاتهم لحقوق الرفيق والجار ومعاملته برفق وعن طيب خاطر ومساعدتهم له وصبرهم على أخطائه ولا يحاسبونه على عداوة أجداده وتلك من الشيم الحميدة عند العرب كما أنه ليس جمع المال هدفاً لهم وإنما يبذلونه للمحتاج الذي ضاقت عليه السبل وأنهم يتجاوزون عن أخطاء الأقرباء ويسعون في مساعدتهم والدفاع عنهم كما أنهم ذوو نجدة لا يتخلون عن مستنجد كما أن رفقاءهم هم خيرة الرجال الشجعان.