يعيش كثير من أصحاب مكاتب تأجير السيارات حالة يصفونها ب «المأساوية»؛ بسبب تكرار المشاكل التي يتعرضون لها، حيث يتفاجأ صاحب المكتب أنّ سيارته قد سُرقت، ثم يراها في ساحة «تفحيط»، إلى جانب إشكالية تزوير الوثائق، وسرقة السيارة في اليوم التالي من تسليمها بعد نسخ المفتاح، وعدم الاهتمام بنظافة السيارة. ويتذمر بعض الزبائن من عدم تطبيق مكاتب الإيجار الأنظمة، وأنّ ذلك هو ما يوقعها في كثير من المشاكل، حيث يوفر نظام «شموس» لمكاتب الإيجار إمكانية التحري عن العميل قبل تأجيره، ونظام «تم» يحد من المخالفات المرورية العشوائية، ولكن البعض من محلات التأجير لا يتقيدون بهذه الأنظمة، فهم لا يوفرون حتى مواقف خاصة و»أحواش» لسياراتهم، ولذلك من السهل أن تتعرض للسرقة، إضافة إلى أنّها تتسبب في اختناقات مرورية بالأحياء التي تكون فيها. وطالب مواطنون التقتهم «الرياض» بتحرك البلدية الفرعية والمرور معاً في التصدي للمواقف العشوائية لمكاتب تأجير السيارات، حيث تحولت إلى «فوضى»، ومضايقة المارة، و»قطع أرزاق» للمحلات القريبة؛ بسبب عدم وجود موقف واحد. ممارسة تفحيط بدايةً ذكر «محمود عبدالمنعم» موظف إستقبال مكتب تأجير، أنّ سيارات المكتب - الذي يعمل فيه - تتعرض لممارسة التفحيط، حيث كان خارجاَ من عمله ومرّ مصادفة بشارع قريب من المكتب، وإذا به يجد إحدى سيارتهم وقد استخدمها عددٌ من الشباب لممارسة التفحيط، وتبين لي أنّ من أستأجرها أعطاها لمن يمارس بها التفحيط، مستغرباً أنّ السيارة عادت إليه كما أجرها للعميل، وهذا نادر؛ مما دفعني للتحري عن الأمر، وتأكد أنّ بعض من يمارسون التفحيط في سيارات الإيجار «تطوروا» وأصبحوا يحرصون على إعادة السيارة كما كانت حين استلامها، فهم يشبعون رغباتهم «الجنونية» ويحاولون أن لا يخسروا من يؤجرهم سيارات ليمارسوا «طيشهم»، حيث إنّهم يعملون على صيانة ما تلف من السيارة جراء ممارسة التفحيط. تسليم السيارة بعد انتهاء «مراسم التفحيط» والسرقة في اليوم التالي بعد نسخ المفتاح أوراق مزورة وأشار «وحيد» إلى أنّه قبل أن يأتي برنامج «شموس» - الذي يتحقق من هوية الشخص - يأتي للمكتب رجل تراه فعلاً يستحق أفضل سيارة متواجدة، ولكن - للأسف - بعد أن يخرج يأتي الخبر بأن السيارة عليها بلاغ، وأن قائدها قد إرتكب عملية جنائية وفرّ هارباً، واذا تم التحقق من الجهات المختصة يُتوصل إلى أنّ بطاقة عمله ورخصة قيادته مزورة، منوهاً إلى أنّ بعض مكاتب تأجير لا تحمل تراخيص لمزاولة المهنة، ولا تخصص «أحواش» لمنع تكدس السيارات في الشوارع، حيث أنّها تضايق المارة وتتسبب في الإختناقات المرورية بالأحياء التي تكون فيها. قيادة المراهق وأوضح «صبري» أنّ مشكلة بعض الآباء يستأجرون سيارات حديثة الموديل، ويجعل ابنه المراهق يقودها، وقد يمارس عليها التفحيط أو تتعرض للخدوش أو قد يتسبب في حوادث مرورية بها، أمّا من جانب المخالفات فإن برنامج «تم» قضى على مشكلة المخالفات العشوائية. عدم توفير مكاتب التأجير لمواقف سيارات خاصة بها تسبب في اختناقات مرورية قائمة سوداء وبيّن «حاتم» أنّه تعرض قبل سنتين إلى مشكلة لم يجد لها حلا حتى الآن، وهي أنّ اسمه وضع في القائمة السوداء؛ نتجية انتهاء رخصة القيادة، والسبب أنّه استأجر من إحدى الشركات المعروفة والمتخصصة في تأجير السيارات قبل أن تنتهي رخصة القيادة بسنة، ونظاماً يوضع صاحب الرخصة السارية المفعول بعد أن تنتهي في القائمة السوداء، وظلّ بعدها لا يستطيع أن يستأجر سيارة من أيّ مكتب تأجير، وقد راجع الشركة بعدما جدد رخصة القيادة، إلاّ أنّ هذه المعاناة مستمرة. تُهم وسوابق ولفت «محمود عديل اسماعيل» مشرف في مكتب تأجير، أنّ كثيرا من مرتادي مكاتب الإيجار يكون عليهم سوابق وتعميمات، ذاكراً أنّ في الأسابيع القليلة الماضية أتى شخص ليستأجر وبعد ما انتهى من الإجراءات واستلم السيارة وانتهت مدة الأيام التي استأجرها، استمر يقودها لأكثر من شهر، وهم يبحثون عنه، وبعد فترة قُبض عليه وقد وجد بسجله العديد من الإتهامات والسوابق، وأنّه قد استغل سيارة المكتب في أمور مشبوهة، مبيناً أنّ الشركات وفرت أجهزة لكشف الأموال المزورة التي يدفعها بعض من يستأجرون السيارات. سرقة السيارات وقال «محمد السوداني»: «إننا نحاول أن تختار الزبون المناسب؛ لكي نبتعد عن المشاكل التي يتكرر حدوثها في السنوات الماضية، مثل سرقة السيارة بعد تسليمها بيوم واحد، حيث من ينوون ذلك يعمدون إلى نسخ مفتاح للسيارة قبل تسليمها، ويأتون في أوقات خارج الدوام ويسرقوها، وبعضهم يتعمد تعريض السيارات للتلفيات». خطأ فادح وتعجب «صالح البريدي» من رصد مخالفة بقيمة (1500) ريال بعد أن استأجر سيارة من أحد المكاتب الكبرى بيوم واحد، حيث تفاجأ برسالة نصية تخبره بذلك، وبعد أن راجع مكتب المرور أخبروه أنّه قد استأجر سيارة وانّ المخالفات سجلت باسمه، وراجع المكتب ليتم التحقق من الأمر، وتبين أنّ الموظف قد أخطأ في عدم إلغاء اسمه بعد تسليم السيارة، مشدداً على ضرورة التأكد من هذه الخطوة قبل مغادرة جميع المكاتب، حيث أنّها قد تتسبب للمستأجر كثيرا من المتاعب، خصوصاً إذا ما تم استخدام السيارة المؤجرة باسمه لأغراض مشبوهة. محمد السوداني «شبهة الوجوه» تحسم قرار التأجير! يتفاجأ البعض أحياناً من موظفي محلات تأجير السيارات عندما يرفض أحدهم أن يؤجره سيارة، ويتعذر بعدم وجود سيارات حالياً وأنّ جميعها قد تم تأجيرها لعملاء آخرين، ما قد يزيد الصدمة عند رؤية السيارات «مرصوصة» أمام المكتب، حيث يدفع ذلك البعض للرغبة في مناقشة صاحب المكتب «ليه ما تأجرني»، ويبدأ الشد والجذب في الحديث، في حين يحاول الموظف أن يعامل العميل بفراسة وحنكة دون أن يشعره أنّه «شبهه!»، يحرص هو على أن ينتزع اعترافات من الموظف فينهال عليه بأسئلة أشبه ما تكون بالتحقيق «تعرفني؟»، «قد أخذت منك سيارة؟»، «ليه طيب تحسبون كل الشباب مفحطين؟»، وقد يعمد إلى التشكيك في ثقة أصحاب المكاتب بالشباب مع أنّهم مصدر رئيس لدخل تلك المكاتب. ونشاط تأجير السيارات «يجيب الصمرقع» لكنه يشهد إقبالاً متزايداً في المدن الرئيسة؛ مما يدل على أنّ «ربحه بيّن»، فتأجير سيارة بيومية لا تقل عن (60) ريالاً وعدد محدد من الكيلو مترات في مدينة «المشوار فيها سفر» حتماً سيدر المال الوفير، خصوصاً إذا ما رافق ذلك جنون التباهي -الذي سيطر مؤخراً على الشباب-، حيث يركن أحدهم سيّارته ويستأجر غيرها لا لشيء فقط ل»يكشخ» بها بين أصدقائه، وهذا أيضاً مما زاد في الإقبال على محلات التأجير، فبدأت تتنافس فيما بينها بتوفير أحدث موديلات السيارات وأفخمها، حتى وصلت قيمة تأجير سيارة منها في اليوم إلى مبلغ يمكنك من خلاله اقتناء سيارة «نظيفة»!. إقرار التعهد بالمحافظة على السيارة غير مجدي صبري متحدثاً للزميل الكنعان وحيد محمود إسماعيل يعرض جهاز كشف الأموال المزورة تزايد عمليات التفحيط بواسطة السيارات المستأجرة محمود عبدالمنعم عامل يشيّك على السيارة قبل استلامها من العميل