تتمدد الصور على جنبات الطريق وتنام وتصحو لتحتار أتتقدم للأمام بلهفة أم تموت وتلتحف وعورة الطريق! طريق تعاقبت عليه الأزمان والوجوه والأجواء، وقطعته ملايين الخطى التي تحمل أثقالاً متفاوتة مابين هموم ،وآلام وأحزان، وما بين بهجة وآمال وأمنيات ففيما مضى ضحك كل شيء قديم اجتاز الطريق الوجوه والطموحات وطيبة الإنسان وما إن غارت الصدمات في صدر الطريق إلا وبكى كل شيء عليه وتحشرج الأنين يائسا من لظى القادم القريب، فالإنسان ماعاد هو الإنسان والطيبة تنمرت والوجوه اكفهرت والمعروف قصر شأنه وأضحت الحياة باهتة والأحلام مستحيلة والآمال بلا فائدة والعناء لأجلها ماعاد مجديا! طريق واحد لا آخر معه تتعاقب عليه الأجيال والفصول، الجليد والحرارة، والنسيم والجفاف الأصفر! والعقبات على ظهر هذا الطريق تتناءى والقمم تطول الأولى بعد الأخرى وصعوبات العيش تخنقنا, تكدرنا, تثنينا وتحتجز أمنياتنا وتضعف هممنا وتضاءل بذلنا وعطاؤنا فلا تبقي لنا خيار غيرالانكماش والسكون والترقب إذ مامضى من الطريق ولى بحلاوته ومستقبله مخيفاً ولا طريق في الأرض غيره عادت سالكة! وتفتش في هذا العالم عما يحتويك بأمان من الطرق وتسعى لتحقيق ذاتك فتتكشف لك الفجائع أكثر وتختلس الأهوال إليك النظر وتغص بالخوف والهلع وتتقاذفك الأنباء مابين فقر وحروب وظلم ودماء وتعتليك الخيبة وتعود أدراجك بذيول الوحدة تجرها وتجر انتصارالقسوة عليك وتنام بأوجاعك على طريقك القديم... وعفوا (الطريق غير سالكة)!