في فبراير 2007 ومع احتفالات دولة الكويت الشقيقة بأعيادها الوطنية قدّم معالي الشيخ حمد الجابر العلي الصباح أوراق اعتماده سفيرا لبلاده في الرياض واستمرّ في منصبه قرابة الخمس سنوات إلى أن صدر قرار تعيين معاليه وزيرا للإعلام في نوفمبر 2011 قبل أن يغادر منصبه في التشكيل الوزاري الأخير في فبراير الماضي، وأمام تلك المساحة الزمنية تتداعى الصور الجميلة التي تركها الشيخ حمد إبان عمله كسفير والحقيقة أزعم بأنني شاهد عيان على تلك الفترة المضيئة الجميلة بكل تفاصيلها ومفرداتها، لقد كان الشيخ حمد يملك كاريزما ساحرة آسرة استطاع خلال فترة وجيزة إحضار الكويت بكل عاداتها وتقاليدها الأصيلة إلى الرياض فكثيرا ما شاهدناه يلبّي دعوات مناسبات الزواج والمناسبات السعيدة عموما كما أنه لم يكن لينسى القيام ما يعتقد بأنه واجب وهو تقديم العزاء لكل من فقد قريب أو حبيب وأنا شخصيا تلقيت وأشقائي تعازي معاليه ومشاعره الصادقة يوم 31 مارس 2008 عندما فجعنا بوفاة سيدي الوالد رحمه الله ، لقد كان يوم الاثنين هو الموعد الأسبوعي لديوانية سفارة الكويت التي أحياها الشيخ حمد الجابر وتعهدها ورعاها حتى باتت تستقطب الكثير من وجوه المجتمع السعودي بكل فئاته وبوصفي أحد روّاد تلك الديوانية كثيرا ما شاهدت الأمراء والوزراء ورجال المال والأعمال والإعلام في ضيافة "بوخالد" بكل بساطة وأريحية دون قيود البروتوكولات الرسمية مما أكسب تلك الديوانية شعبية واسعة كقيمة اجتماعية ثقافية، وعلى صعيد شخصه الكريم فهو يستقبل الجميع ويظن كل واحد من ضيوفه بأنه القريب منه لروعة الترحيب والاستقبال وتلك الابتسامة التي لم تغب عن محياه – لا أرانا الله كسوفها – لقد زار الشيخ حمد أخاديد نجران وجزر فرسان في جازان وكثيرا ما قضى عدة أيام في صحراء الصمان واختلط بالمواطنين السعوديين في شتى مناطق المملكة مترامية الأطراف معطياً معاليه معنى آخر لدور السفير الذي لا يقف عند حدود العمل الدبلوماسي بل يتعداه للشق الاجتماعي الذي قدمه "بوخالد" بامتياز ونجاح منقطع النظير والدليل حجم الحضور الحاشد الذي يتزايد سنويا ويتقاطر على قاعة الأمير سلطان في فندق الفيصلية خلال احتفال سفارة الكويت بالأعياد الوطنية، كل من عرف الشيخ حمد عن قرب وتعامل معه يدرك تماما كل ما مضى من سطور هذا المقال، كل الأمنيات والدعوات لمعالي الشيخ حمد بالتوفيق والسداد في حياته العملية والخاصة.