قدمت القاصة الواعدة فرح الصُماني أولى رواياتها بعنوان "مدينة النجوم" عبر إحدى دور النشر التي تطرح إصداراتها عبر الانترنت ، وتتسم "مدينة النجوم" بكونها عملا شيقا، وشديد الألفة، حتى لكأنه حكاية يمكن تلمسها أو العيش معها.. وعلى الرغم من أن هذا الإصدار هو العمل الروائي الأول للصُماني، إلا أن الكاتبة كشفت فيه عن موهبة ناضجة، اعتمدت بالدرجة الأولى على مقاربة ذات طبيعة عذبة.. ورسمت فيها ملامح قرية ومدينة "تتناقض" فيهما الغايات والمصالح، ولكنهما يتركان فسحة من الجرأة والأمل، لجعل المسافة بينهما في متناول المغامرة. يتسم العمل بأنه ليس فيه الكثير من التعقيدات الدرامية.. فهناك أزمة يجتمع حولها أبطالها، وهناك بيئة اجتماعية تدفع ثمنها.. ولكن هناك مفارقات ومفاجآت أضفت على حبكة السرد سلاسة الحدث مستعينة بلغة غنية، شفافة.. فلقد استمدت الصُماني من اللغة عاملا جيدا لسرد حكاية شخوصها.. فلم تذهب إلى المبالغة في تعقيدات الوصف، ولم تشأ أن تترك قارئها يغرق في صراعات معقدة.. ولكنها أجلسته على غيمة قريبة من الأرض ليرى ما يفعله أشخاص من أجل أنفسهم، وكيف تتفاوت فيما بينهم التوقعات. فإذا ما ظهر بين منحنيات تلك الأرض ما سوف يبدو أنه حب، غضب، رغبة أو أمل، فانه يأتي بسيطا وينهل من الطبيعة الطيبة لبيئته.