الشلل الرعاش * والدي في التاسعة والخمسين من العمر ويُعاني من مرض الشلل الرعاش ( الباركنسون) ، وهو يُعاني من هذا المرض منذ أكثر من خمس سنوات ، ولكن لاحظنا عليه في الأشهر الأخيرة ؛ ربما الأشهر الستة أو الخمسة الأخيرة بأنه أصبح يتخيّل أشياء وأمورا غير موجودة ، مثل أن يقول إن هناك شخصا موجودا في المنزل وأنه رآه ويتحدّث أحياناً مع أشخاص غير موجودين ، كما أنه بدأ يشك في أمور غريبة بأنها حدثت ، وهذا الأمر سبب لنا الكثير من المشاكل ، فلا أدري هل هذا الأمر له علاقة بمرض الباركنسون أم أن الأمر مرض مختلف وليس له علاقة بمرض باركنسون، وأسأل هنا هل هناك علاج لهذه الأعراض النفسية التي ظهرت عليه في الاشهر الأخيرة أم أنها جزء من المرض وليس هناك علاج نفسي يُعالج هذه الأعراض؟ تقبل شكرنا وتقديرنا وجزاك الله كل خير. ص.م - إصابة مرضى الباركنسون بالاضطرابات النفسية والعقلية أمر معروف ، وتعتبر اضطرابات القلق والاكتئاب من الاضطرابات المشهورة بين مرضى الباركنسون ، وكذلك الأعراض الذهانية ليس أمراً نادراً ، بل ان مرضى الباركنسون يُعانون من الأعراض الذهانية بشكل ملاحظ ، وربما يكون هذا نتيجةً لنفس المرض أو من تأثير الأدوية التي يتناولها المرضى لعلاج مرض الباركنسون. ما ذكرته من الأعراض التي أصيب بها الوالد فهي أعراض ذُهانية معروفة عند مرضى الباركنسون وكما تقول الدراسات التي بحثت هذا الأمر ان علاج الاعراض الذُهانية ليس صعباً ، وهناك استجابة لمرضى الباركنسون لبعض الأدوية التي تستخدم كأدوية مضادة للعته (الخرف) مثل دواء Donepezil والذي يُعرف باسم تجاري هو Aricept وهو دواء متوفر بجرعات 5 ملغم و 10 ملغم ، وقالت دراسة نُشرت في مجلة العلوم العصبية ان هذا العلاج فعاّل في علاج الأعراض الذُهانية في مرضى الباركنسون ، ولكن بما أنه علاج أساساً لعلاج أمراض العته (الخرف) فإنه قد يكون له أعراض جانبية سيئة وكذلك فإن علاجه للأعراض الذهانية قد يكون أقل تأثيراً من بعض الأدوية المضادة للذُهان غير التقليدية ، ولكن هذه الأدوية كثيراً ما تقود إلى زيادة الحركات اللا إرادية عند مرضى الباركنسون ، ولكن المشكلة قد تكون يمكن تجاوزها لأن هناك بعض الأدوية المضادة للذُهان غير التقليدية لا تزيد من الحركات اللا إرادية ، وقد أشارت بعض الدراسات إلى أن علاجا مثل الأولانزابين قد يساعد على تحسّن الأعراض الذُهانية ، وبرغم أن هناك تحذيرات من الجمعية الأمريكية للغذاء والدواء بعدم استخدام هذا العلاج لكبار السن فوق سن الخامسة والستين ولكن في بريطانيا لا يتبعون هذه التحذيرات. فعلاج والدك يمكن عرضه على طبيب نفسي وحسب حالته النفسية والعضوية يقوم بإعطائه العلاج المناسب. اضطراب الهلع * ابنتي تُعاني من اضطراب الهلع وقد تم تشخيصها قبل حوالي عامين. بدأ عندها الخوف والقلق وهي في سن مبكرة ، حوالي في الرابعة من العمر ، وقد عرضناها للمرة الأولى على طبيب منذ فترة طويلة ولم يقم الطبيب بإعطائها أي علاج ، ولكن قبل عامين عرضناها على طبيب نفسي وشخًص حالتها على أنها تُعاني من اضطراب هلع وقام بصرف علاج لها وفعلاً تحسّنت واستمر هذا التحسّن لمدة عام ونصف ولكن بعد أن أوقف الطبيب العلاج بعد عام ونصف ، تعرضت ابنتي إلى انتكاسة شديدة ، بحيث أصبحت لا تستطيع النوم وتفكرّ كثيراً في أمور اكتئابية وتشعر بأنها سوف تفقد عقلها ودخلت في نوبة اكتئاب جعلتنا نعيش جميعاً في حالة سيئة ، ماهو رأيك الآن في وضعها بعد أن انتكست بعد إيقافها العلاج؟ هذا ولك التحية. س.م - اضطراب الهلع واحد من المشاكل النفسية الصعبة ، وكما ذكرتِ في رسالتك فإن ابنتك تحسنّت مع استخدامها للعلاج ، وهذا أمرٌ جيد ، فاضطراب الهلع قد لا يستجيب للأدوية أحياناً ويحتاج إلى أن يكون مصحوباً بعلاج نفسي. الآن أرى أن تعود ابنتك إلى علاجها الذي كانت تستخدمه من قبل ، وطبعاً أفضل لو أنها راجعت طبيبها المعالج ، لأن ذلك أفضل ، وحتى يبدأ معها العلاج بشكلٍ جيد وبجرعة جيدة ويرفع العلاج بالتدريح كما فعل في المرة السابقة. غالباً تكون هذه الأدوية المضادة للهلع هي أدوية مضادة للاكتئاب ، فلو حتى وصلت ابنتك إلى مرحلة الاكتئاب فإن الأدوية التي تستخدمها لعلاج نوبات الهلع تساعدها في الخروج من نوبة الاكتئاب. أعتقد بأن هذا هو أفضل حل ، بأن تراجع ابنتك طبيبها المعالج وعودتها لعلاجها السابق الذي تحسنّت عليه وإن شاء الله سوف تتحسّن الأمور.