أن تكون في حضرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - فإن هذا يعني أنك في قلب لحظة تاريخية، وفي معان فريدة من حياة القائد الرمز، معايشا لصفحة من صفحات تاريخ الوطن، واقفا من قرب متأملا وشاهدا على "حبة عرق" في جبين القائد وهو يدشن مشروعات بمليارات الريالات من أجل مستقبل أبناء وطنه.. وأن تكون في حضرة عبدالله بن عبدالعزيز - أيده الله بنصره - فإنك تعاين لحظة تنبض بالحيوية والحياة في يوم من أيام الوطن الذي يرى في قائده أملا لعبور "تاريخي" إلى المستقبل والانتقال من عصر إلى عصر، ومن حالة إلى حالة، ومن نقطة في التاريخ إلى نقطة مغايرة وجديدة.. إنه أمل الوطن في العبور من جملة في كتاب التاريخ إلى جملة أخرى، ومن معنى إلى معنى، بل ومن كلمة إلى كلمة مختلفة جديدة ومؤثرة.. هذا مما جاء استهلالا لإصدار بعنوان "إنه الوطن يا سيدي" عن دار الكفاح للنشر والتوزيع في ثمان وسبعين صفحة من القطع المتوسط، والذي جمع فيه الأستاذ محمد بن عبدالله الوعيل رئيس تحرير صحيفة اليوم جملة من المقالات التي جاءت متوشحة بحب قائد الأمة الإسلامية والعربية.. وتفيض نبض مشاعر حبا وانتماء لوطننا الأبي في هذا العصر التنموي الزاهر. محمد الوعيل ومن الموضوعات التي حفل بها الكتاب الموضوعات التالية: إنه الوطن يا سيدي؛ لماذا نحب عبدالله بن عبدالعزيز؟ ليس غريبا على عبدالله بن عبدالعزيز! عبدالله بن عبدالعزيز والعطاء السعودي؛ عبدالله بن عبدالعزيز.. والتوسعة التاريخية؛ سيد هذا الوطن خادمه؛ يومنا الوطني.. درس الوحدة والتوحيد؛ قرار تاريخي لرجل تاريخي؛ عطاء ملك من أجل وطن؛ سلمان.. رجل المهام الصعبة؛ بيعة نايف.. ثقة ملك والتفاف شعب؛ القطيف.. كلمات ولاء للوطن؛ القطيف.. وكلمات ولاء للوطن مرة أخرى؛ الربيع السعودي.. مفردة نحبها. يقول الوعيل في مقاله" لماذا نحب عبدالله بن عبدالعزيز؟" في إجابته على هذا السؤال التقريري الذي تتجسد حروفه وتفيض مشاعره على لسان كل مواطن: لأن العلاقة بين الحاكم والمحكوم على هذه الأرض، تشكل حجر الأساس لمنظومة هذا الكيان الكبير.. ولأن التاريخ يشهد، بأنه ومنذ بدايات الدولة السعودية الحديثة، التي أسسها الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - وأبناؤه من بعده، على أن هذه العلاقة تترسخ يوما بعد آخر.. ولأن الوفاء والإخلاص، هما طبيعة هذه الأمة، وطنا وقيادة ومواطنين.. لذا فإن المشهد الحميمي الذي رأيناه ونراه كان ترجمة حقيقية لمشاهد عديدة، سابقة ومؤثرة، وعملاقة أيضا.. فالفرح الشعبي العارم بخروج الملك القائد عبدالله بن عبدالعزيز - أدام الله عزه - من العملية الجراحية التي أجريت له، في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني، كان استمرارا لتواصل ومتانة هذا الحبل المتين بين القيادة والشعب.. وليس هذا فقط، بل إن ما أحاط به هذا الشعب قائده في أوقات سابقة، كان دليلا رائعا على أن الصورة بكامل تفاصيلها، ليست بين مجرد حاكم يتولى المسؤولية، وبين شعبه، لكن الصورة أنصع بكثير.. وأعمق أثرا ووضوحا، لمسنا ذلك من خلال العملية الجراحية الأولى، والأخرى التي تلتها.. حيث كان الملك عبدالله - حفظه الله - محاطا بدعوات وطنه، صغيرهم وكبيرهم، رجالهم ونسائهم، أطفالهم وشيوخهم. هكذا يمضي الوعيل في رصد هذه المشاعر التي لا تستغرب بين قيادتنا الراشدة وشعبنا الوفي حبا بحب.. وإخلاصاً بوفاء.. هذه الصورة التي يدونها الكاتب بوصفه مواطنا يستعر من موقع مواطنته من جانب.. ومن موقعه الإعلامي من جانب آخر ما يشاركه فيه جميع المواطنين بمختلف شرائحهم جمعاء.. لنجد لسان حال كل منا يفيض بما دونه الوعيل في هذا المقال الذي يجسد شاهدا وطنيا وإحساسا شعبيا لمواطني مملكة العطاء والوفاء والانتماء.. أما في مقال آخر جاء بعنوان "عبدالله بن عبدالعزيز والعطاء السعودي" فيقول فيه الوعيل: من نعم الله - سبحانه وتعالى - على هذه الأرض، أن قيض الله لها قيادة وشعبا يتفانون في فعل الخير، ومد يد المساعدة لكل المحتاجين في العالم، وربما كانت المشاركة السعودية في كل أعمال الإغاثة ومساندة المحرومين والمتضررين في الكوارث الإنسانية علامة بارزة في تاريخ المملكة المشرق عبر كل العصور. إن الباحث في تاريخ الدعم السعودي الإنساني عبر العالم يجد الكثير من الإضاءات المشرقة، التي لا تفرق بين لون ولون، او بين جنس وآخر.. مساعدات وجسور إغاثة تجوب العواصم لتعمق المساهمات الإيجابية التي أرساها الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن - طيب الله ثراه - منذ تأسيس المملكة، وجذرها أبناؤه من بعده، حتى غدت المملكة بحق، وكما وصفها كثيرون مملكة الإنسانية جمعاء.