استنكرت وزارة الخارجية المصرية المعلومات التي يتم تداولها عن البعثات المصرية في الخارج ، وأعرب المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الوزير المفوض عمرو رشدي عن دهشته الشديدة مما يتداوله محللون وأكاديميون مصريون من أرقام خاطئة تماما عن حجم التمثيل الدبلوماسي المصري ، وما يتضمنه ذلك من مبالغات واضحة، وبخاصة فيما يتعلق بمقارنة حجم السلك الدبلوماسي المصري بنظيره الأمريكي، وكذلك الحديث عن نفقات البعثات المصرية في الخارج. وأوضح رشدي أن إجمالي عدد البعثات المصرية في الخارج يبلغ 162 بعثة ، ما بين سفارة وقنصلية عامة وقنصلية ومكتب رعاية مصالح ووفد لدى الأممالمتحدة ، يعمل فيها جميعها 531 دبلوماسيا ما بين درجتي السفير والملحق ، وذلك من بين 980 دبلوماسيا هم إجمالي عدد الدبلوماسيين المصريين في جميع الدرجات مابين الداخل والخارج معا ، ويعاونهم طاقم مالي وإداري كفء يتم تعيينه في الوزارة وإيفاده للخارج عبر مرحلتين مختلفتين من الامتحانات التحريرية والشفوية. وأشار رشدي إلى أن هذا العدد المتوسط من البعثات والأعضاء في الخارج يتولى تقديم الخدمات والمساعدة القنصلية لما يتراوح بين 8 إلى 10 ملايين مصري مغترب ، إلى جانب اجتذاب الاستثمارات الأجنبية وتشجيع السياحة وفتح أسواق جديدة أمام المنتجات المصرية ، ورعاية مصالح مصر السياسية مع باقي دول العالم، وكذلك دعم وحشد التأييد الدولي للقضايا العربية، وأضيف إلى مهام البعثات المصرية مؤخرا تنظيم الانتخابات في الخارج لتمكين المصريين المغتربين من المشاركة في الحياة السياسية المصرية ، علما بأن أعضاء وزارة الخارجية هم الموظفون الوحيدون في الدولة الذين شاركوا في تنظيم الانتخابات وفرز الأصوات دون تلقي أو طلب أية مكافآت مالية. وذكر رشدي أنه في المقابل فإننا نجد مصر من أكثر دول العالم استقبالا للتمثيل الأجنبي على أراضيها ، وهو تمثيل يرجع في أغلبه إلى تطبيق قاعدة المعاملة بالمثل ، حيث يوجد بمصر 165 سفارة وقنصلية أجنبية ، ويرتفع الرقم إلى 240 بعثة إذا ما أضفنا عدد مكاتب المنظمات الحكومية والرسمية الدولية والإقليمية العاملة في مصر، وكلها تتعامل مع الدولة من خلال وزارة الخارجية المصرية. وأضاف المتحدث باسم الخارجية أن المبالغة في تضخيم حجم السلك الدبلوماسي المصري تبلغ مداها عند افتعال المقارنة بينة وبين حجم التمثيل الدبلوماسي الأمريكي ، بل والذهاب إلى الادعاء بأن لمصر بعثات في الخارج أضعاف ما للولايات المتحدةالأمريكية ذاتها من بعثات ، وذكر أنه يتمنى لو كان من يدلون بهذه الأرقام قد كلفوا أنفسهم عناء مراجعة الموقعين الرسميين لوزارتي خارجية البلدين، واللذين يظهران بجلاء أنه في مقابل 162 بعثة مصرية فإن للولايات المتحدة 296 بعثة في الخارج، أي أن عدد البعثات الأمريكية يقارب ضعف عدد البعثات المصرية في جميع أرجاء العالم ، ناهيك عن استحالة المقارنة بين البلدين من ناحية عدد الأفراد العاملين في تلك البعثات ، حيث ان سفارة أمريكية واحدة قد يوجد بها عدد من الأفراد يفوق حجم السلك الدبلوماسي المصري بأكمله. ومن الناحية المالية ، أشار المتحدث إلى أنه على الرغم من كون وزارة الخارجية وزارة خدمية في المقام الأول فإنها تدر لموازنة البلاد ، عن طريق المتحصلات القنصلية ، دخلا هائلا من المتوقع أن يصل خلال العام الحالي إلى مليار و 150 مليون جنيه تدخل جميعها ضمن الإيرادات العامة للدولة ، وهو ما يعادل تقريبا حجم نفقات وزارة الخارجية في الداخل والخارج معا ، وهي أرقام معلنة وتناقش سنويا في مجلس الشعب ضمن الموازنة العامة للحكومة المصرية.