اتجهت الدولة منذ سنوات لخفض زراعة القمح , بحيث وضعت خطة على مدى زمني لكي نصل بعدها الي الاستيراد كليا, ناهيك عن أننا نستورد أساسا كل الأعلاف سواء الجافة منها أوغيرها, مع بعض الزراعة المحلية , فمشاريع الألبان والدواجن لدينا تعتمد على زراعة محلية , وهذا الخفض في زراعة القمح الذي كنا سابقا وصلنا لمرحلة التصدير له , وهي جملة أخطاء ندفع الثمن الباهظ لها الآن , وهذا أيضا كبد المزراعين خسائر فادحة ولكن بدون أي تعويضات يحصلون عليها بعد أن استثمرت أموالا ومعدات وآليات ضخمة في هذا القطاع . الآن تتجه وزارة الزراعة الي « تقليص « قد ينتهي بالوقف والمنع لزراعة النخيل والأعلاف الخضراء , وهذا يعني مزيدا من المصاعب للغذاء وأمنه بالمملكة , في بلاد طبيعتها صحراوية , وتعتمد اعتمادا كليا في الزراعة على المياة الجوفية , وهذا يعني أننا لا نملك مصير غذائنا أو التحكم به ؟!. لا أعرف ماهي الخطط البديلة للأمن الغذائي بالمملكة , هذا مع تسليمنا بصحة ودقة الإحصاءات حول المخزون المائي للمملكة بأنه مهدد ويتقلص , لكن لم يحدثنا أحد عن البدائل , فنحن رقميا نستورد ما نحتاج من غذاء بالمملكة بنسبة تفوق 90% وهذا منشور ومعلن رسميا , أي أننا نعيش على الاستيراد وندرك ذلك , لكن هل انتهت الحلول ؟ لا أعتقد, فمثلا جنوب المملكة وهي منطقة واسعة جدا هل استثمرت بزراعة وسدود ومصدر مياه وغذاء ؟ تحلية المياة هل يمكن استثمارها بزراعة وفق معايير مرشدة لكي يزرع منها بدون تكلفة عالية ؟ هل استثمرنا بالخارج بدول زراعية وفق ضمانات لتمويل المملكة غذائيا ؟ كيف يمكن وقف الهدر المائي لدينا الذي هو الآن موجود وبنسب كبيرة , أثق أن الحلول لم تنته . حين نتصور وننظر للمستقبل نجد أننا لا نملك حق توفير الغذاء حتى بنسبة 50% ولن يصل احد لمستويات 100% , سيعني ذلك أننا نكون مرتهنين لظروف خارجية لا يمكن السيطرة عليها حتى وإن كنا نملك المال , ولكن يجب توفير حد أدنى منه , ونحن نملك القدرة الآن ,والخشية أن يأتي يوم لا نملك القدرة عليه , وسنعاني من تقلبات سعرية وتضخم بالغذاء الذي هو الآن أزمة عالمية ليست لدينا فقط , ولكنها لدينا أصعب بكثير لطبيعة الظروف الطبيعية التي نعيشها , يجب أن يكون هناك تخطيط استراتيجي حقيقي , يحسب متغيرات المستقبل , فلا يجب أن نصبح في النهاية لا نملك قوت يومنا ونحن أغنياء ؟.