أحيا عازف القانون التركي الشهير غوكسيل باكتاغير ثاني أمسيات مبادرة "بيت الفارابي" تحت عنوان "أثر الشرق" ضمن فعاليات مهرجان أبوظبي، حيث يحتفى المهرجان هذا العام بالعالم والموسيقي العربي الكبير من القرن التاسع عشر، العلامة أبو نصر محمد الفارابي تمجيداً لدوره الرائد وانجازاته التاريخية لا للعالم العربي وحده، بل للعالم أجمع. وقالت سعادة هدى الخميس كانو، مُؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، المؤسِّس والمدير الفني لمهرجان أبوظبي: "إن مشاركة فنان رائع في قامة غوكسيل باكتاغير يعد إضافة ذات قيمة معنوية رفيعة المستوى لمهرجان أبوظبي، لأنه كموسيقي وكملحن ينطلق من وحي مسؤوليته الفنية تجاه الحفاظ على التراث الموسيقي التقليدي، وخصوصاً تلك التركة الموسيقية الغنية الذي أورثها العلامة أبو نصر محمد الفارابي ليس فقط للحضارة العربية، بل للحضارة العالمية، وهو ذات الهدف الذي جمعنا معه هنا في مهرجان أبوظبي".عرف عن غوكسيل باكتاغير سعيه المستمر للابتكار الموسيقي بجميع أشكاله، وشغفه في الحفاظ على فنون آلة القانون، حيث ألّف أكثر من 140 مقطوعة موسيقية، تضمنت 35 إيقاعاً و105 لحناً موسيقياً، بما فيها الأنماط الموسيقية الجديدة المستوحاة من موسيقى الجاز، وما تقدمه من آفاق رحبة للعزف على آلة القانون.ولد الموسيقي التركي المبدع غوكسيل باكتاغير عام 1966، وبدأ تعلم الموسيقى مع بداية ظهور موهبته الفنية وهو في عمر الثامنة وذلك بتشجيع واشراف والده مظفر باكتاغير، وفي عام 1988 تخرج في جامعة اسطنبول التقنية لفنون الموسيقى التركية، والتي التحق للدراسة بها في عام 1983، وواصل بعد تخرجه بعام مسيرته في الدراسات العليا بالكلية نفسها، كما تم اختياره في العام ذاته كعازف "قانون" ضمن مجموعة الموسيقى التركية لمدينة اسطنبول. وخلال فترة تواجده مع المجموعة قدم غوكسيل عدداً من العروض المميَزة في عدد من الدول الأوروبية شملت كلا من انجلترا، وفرنسا، وبلجيكا، والدنمارك، وهولندا، وألمانيا، وسويسرا، والأرجنتين، وإيطاليا، وأسبانيا، وكندا، والولايات المتحدة، وتركمانستان. وقد وصلت مؤلفات غوكسيل باكتاغير إلى أكثر من مائتي مقطوعة موسيقية وغنائية. غوكسيل باكتاغير وبمناسبة حضوره ومشاركته في مهرجان أبوظبي 2012، قال غوكسيل باكتاغير: "لقد كان لأبي نصر محمد الفارابي أكبر الأثر العميق على مسيرتي الفنية، وأظن أن الأمر ينطبق أيضاً على كافة دارسي الموسيقى الشرقية، وبهذه المناسبة أود أن أتوجه بالشكر لمهرجان أبوظبي على اهتمامه العميق بجمع كل تلك الثقافات العالمية على أرض أبوظبي، ومن ضمنها هذا الإرث الموسيقي الأصيل الذي ترك علامات فارقة كانت لها أثرها على كافة موسيقي الشرق، ومن هنا جاء عنوان الأمسية، لنؤكد مجدداً على أهمية الحفاظ على هذا التراث والترويج له لدى الثقافات الأخرى". ولا يزال مهرجان أبوظبي يجدد التزامه بتقديم أفضل وأرقى الفنون على مستوى العالم من موسيقى كلاسيكية، ومسرح، وعروض استعراضية، وجاز وباليه وفنون تشكيلية، حيث يمزج البرنامج الرئيسي للمهرجان بين مختلف الثقافات ويعيد استكشاف أعماق التاريخ ورونق الحاضر وبريق المستقبل في كل ما يخص الفنون التعبيرية. هذا وتستمر فعاليات مهرجان أبوظبي 2012 الذي تقدمه مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون حتى السادس من أبريل 2012.