قال مصدر امني كبير ان صاروخا انفجر على مشارف المنطقة الخضراء شديدة التحصين في العاصمة العراقية امس حيث افتتحت قمة عربية بحضور تسعة من زعماء الدول. واطلق الصاروخ رغم حملة امنية في بغداد حيث نشر 100 الف جندي اضافي واغلقت شوارع وفرض حظر على حركة السيارات. وقال المصدر لرويترز "وقع الانفجار قرب السفارة الايرانية. تحطمت نوافذ السفارة لكن لم تقع خسائر بشرية." واضاف المصدر ان صاروخين اخرين سقطا في منطقتين في غرب ووسط بغداد. ويستضيف العراق القمة العربية لأول مرة منذ اكثر من 20 سنة ويحرص على ان يظهر لجيرانه قدرته على حفظ الامن بعد انسحاب القوات الامريكية في ديسمبر كانون الاول بعد تسع سنوات من الغزو الذي اطاح بالرئيس صدام حسين. على الرغم من ذلك بدت العاصمة العراقية بغداد هادئة غداة انعقاد القمة العربية. هدوء لم يعكره الى الآن اي خرق امني. وتراجع عدد المركبات التي تسير في الشوارع والتزم غالبية السكان منازلهم بعدما منحت الحكومة الموظفين والطلاب عطلة رسمية منذ ايام للتقليل من الزخم المروري لاتاحة الفرصة للجان المكلفة بالاشراف على القمة من القيام بمهامها. وبلغت التدابير الأمنية امس ذروتها بالتزامن مع انعقاد القمة العربية، حيث انتشرت قوات الجيش والشرطة في كل مكان وبخاصة في الأماكن الحساسة والقريبة من المطار والقصر الحكومي والمنطقة الخضراء التي ستشهد انعقاد القمة، بينما شملت هذه التدابير تفتيش السيارات بشكل دقيق والاستمرار باجراءات قطع الطرق الرئيسة وجسر الجمهورية بمركز العاصمة العراقية بالعوارض الإسمنتية. وتوزع سكان العاصمة العراقية بين متابع للقمة وما سبقها من اجتماعات عبر شاشات التلفزة مستغلين ما تجود به الكهرباء عليهم من امدادات، من دون ان يخفوا انبهارهم بالتحضيرات الفارهة التي وضعت للقمة، وبين غير مكترث او متذمر احيانا بسبب الإجراءات الأمنية المشددة وتأثيراتها على أرزاق شريحة واسعة من الناس حرموا من رزقهم اليومي. ويرى جزء من العراقيين ان القمة لن تجلب لهم الأمن ولا الرفاهية، فيما يرى آخرون انها بداية خير للعراق وانفتاح على الأشقاء وتشجيع على الاستثمارات والتواصل مع دول الجوار العربي لاسيما في مجال مكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه، مستحضرين دعوة رئيس الوزراء نوري المالكي للعرب بوضع آليات من خلال الجامعة العربية لمكافحة الإرهاب الذي "لا يهدد العراق وحده وانما الجميع". وقال بعض العراقيين إن القمة ستنفض ، وسيعود القادة العرب الى بلدانهم سالمين غانمين، لكن مشاكل العراق الداخلية باقية ماثلة للعيان تبحث عن حلول تعيد للبلاد استقرارها وتبعد عنها الأزمات وشبح الاحتراب الذي حذرت منه العديد من الجهات السياسية في حين وجه بعضها رسائل الى القادة العرب المشاركين في القمة العربية اليوم على خلفية الانقسامات والممارسات في الداخل.