قال الدكتور بونج جيون جون رئيس مركز الأمن النووي ومنع الانتشار في معهد الدراسات الدبلوماسية والأمن الوطني التابع للخارجية الكورية إن تدابير الحماية النووية قد تكون ضعيفة في بعض الأماكن في العالم حيث تكون البنية التحتية للحماية الأمنية هشة وضعيفة على نحو يحول دون توفير الحماية اللازمة في هذا الخصوص. وأضاف نستطيع أن نقول إنه لا تزال هنالك إمكانية لتسرب هذه المواد الخطيرة. وأوضح الدكتور جون في حوار ل» الرياض» أن معاهدة حظر الانتشار النووي ليست متقنة وليست مكتملة ولكنها حققت قدراً من النجاح في كبح جماح النشاط النووي. ودعا رئيس مركز الأمن النووي إيران وإسرائيل إلى الإذعان لطلبات المجتمع الدولي. فإلى نص الحوار : - * الحديث عن محاولات لمجموعات إرهابية الحصول على مواد نووية يجعلنا نسأل كيف يمكن لهذه المجموعات أن تحصل على المواد مع أن الدول التي تستحوذ عليها من الدول الكبرى والقوية التي تمتلك كل أسباب الحماية؟ - بصفة عامة الدول القوية تحمي أسلحتها النووية وتحفظها في منأى ومأمن بعيداً عن متناول هذه المجموعات؛ ولكن في بعض الحالات ليس هذا هو الوضع - على سبيل المثال في باكستان وحتى في كوريا الشمالية هنالك نوع من تداول المعلومات الداخلية التي من شأنها التأثير في مثل هذه الجوانب الحساسة، وهنالك نوع من نشاط الشبكات التي درجت على التعامل في هذا المجال بالغ الأهمية وشديد الحساسية - بل وهنالك نوع من النشاط التجاري في هذا المجال. إيران تتذرع بحجة إحداث توازن في المنطقة عن طريق سلاحٍ نووي وعليه فإن من الوارد في هذه الحالة أن تقع تلك المواد الخطيرة في أيدي من يسيئون استخدامها فيستخدمونها في التفجيرات وإزهاق الأرواح وسفك الدماء. فقد تنامى إلى أسماعنا على سبيل المثال أن ليبيا كان لديها بعض النشاط الهندسي الفني وبعض أوجه التصنيع التي من شأنها أن تفضي إلى توصيل هذه المواد الخطرة إلى أيدي المجموعات الإرهابية. إن هنالك العديد من التجارب التطبيقية في مراكز البحث العلمي في الحقل النووي للاستخدام في الأغراض المدنية. فقد تكون المواد النووية محمية بشكل فعال جداً في الولاياتالمتحدة وفي فرنسا على سبيل المثال - إلا أن تدابير الحماية تكون ضعيفة في بعض الحالات الأخرى - في بعض الأماكن الأخرى من العالم حيث تكون البنية التحتية للحماية الأمنية هشة وضعيفة على نحو يحول دون توفير الحماية اللازمة في هذا الصدد. وعليه نستطيع أن نقول انه لا تزال هنالك امكانية لتسرب هذه المواد الخطيرة إلى أيدي المجموعات الإرهابية ومن هنا كان لزاماً أن يسعى المختصون وتتضافر الجهود في هذا الخصوص. وبطبيعة الحال فإن صندوق الأمن النووي ليس بمعزل عن هذه الجهود. هنالك العديد من الحالات المتمثلة في الابلاغ عن فقدان مواد نووية، حيث هنالك مثلاً أكثر من عشرين بلاغاً بهذا الخصوص وهذا ما تم رصده بالفعل. وعلى الرغم من أن الكميات المفقودة لا ترقى إلى مستوى ينطوي على خطورة شديدة إلا أنها يمكن ان تمثل مؤشراً لما يمكن أن يؤول إليه الحال إذا لم تتكاتف الجهود لسد الطريق ووصد الأبواب أمام أي محاولات من هذا القبيل مهما كانت متواضعة لأن معظم النار من مستصغر الشرر. معاهدة «حظر الانتشار» ليست متقنة أو مكتملة ولكنها نجحت في كبح الأنشطة النووية * هل تعتقد أن القوانين والأنظمة التي تحظر انتشار أسلحة الدمار الشامل وحظر الأسلحة النووية تفي بالأغراض المتوخاة منها أم أنه يلزم أن تمتد إليها يد التعديل والتطوير؟ - هل تعني معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل؟ * أقصد هل تعتقد أن المعاهدة عادلة وتخدم أغراض جميع الدول على قدم المساواة؟ وهل هي تحظى باحترام جميع الدول - ومنها إسرائيل مثلاً؟ - إن معاهدة حظر انتشار أسلحة الدمار الشامل غير كاملة. ففي سبعينات القرن الفائت كان هنالك قدر كبير من التحليلات والدراسات. وكان من الممكن أن تكون هنالك العديد من الدول التي تمتلك أسلحة نووية ولكن بفضل هذه المعاهدة تقلص عدد تلك الدول. لذا فإنني استطيع أن أقول صحيح ان المعاهدة ليست متقنة وليست مكتملة ولكنها حققت قدراً من النجاح في كبح جماح النشاط النووي؛ ولكن لا يزال الطريق طويلاً أمامنا ولا نزال نحتاج لبذل جهود دؤوبة. وفي الوقت الحالي فإنه بالإضافة إلى باكستان والهند وإسرائيل وهي الدول التي تعكف على تطوير قدراتها النووية، وهي من الدول التي لم تنضم بعد إلى المعاهدة، هنالك أيضاً كوريا الشمالية - هذا فضلاً عن إيران وهي مطالبة بمزيد من التعاون مع المجتمع الدولي فنحن نهتم اهتماماً بالغاً بموضوع إيران. ففي كوريا الشمالية نعلم ماذا يحدث، أما في حالة إيران فإنني لا أعتقد أنهم في هذه اللحظة في وضع يمكنهم من إنتاج سلاح نووي ولكن هنالك إمكانية عالية لحدوث ذلك. * هل تعتقدون أن إيران سوف تنتج قنبلة نووية ؟ - يعتقد كثير من الخبراء أن إيران في طريقها لإنتاج السلاح النووي، أيضاً هنالك اعتقاد منهم أنهم يحققون حالة من التوازن في المنطقة. ففي إيران يؤيد الشعب فكرة المضي قدماً في انتاج السلاح النووي. فكما قلت سابقاً تعتقد إيران حالياً انها تعيش في بيئة عدائية تجاهها وهذا ما يدفعها أكثر فأكثر إلى مواصلة جهودها في هذا المجال؛ وإلا فما الذي يدعوهم إلى عدم التجاوب مع الدعوات والمطالبات الموجهة إليهم. وعليه فإن إيران بشكل أو بآخر غير متعاونة إذ ينبغي لها أن تبدي مزيداً من المرونة والشفافية. * لو دعونا إيران إلى الكشف عن جميع مفاعلاتها ومواقعها النووية وفي نفس الوقت لا نستطيع أن نتحدث مع إسرائيل ونطلب منها أن تفتح أبوابها أمام المجتمع الدولي للاطلاع عن كثب على برامجها النووية، هل تعتقد أن هذا أمر ينم عن عدالة؟ - أعتقد أن إيران يجب أن تذعن لطلبات المجتمع الدولي. والأمر نفسه ينطبق على إسرائيل. ولكن الأمر يتطلب وقتاً. ولا ينبغي استخدام إسرائيل كذريعة من قبل أي دولة أخرى ذلك فإنني إذا تذرعت بإسرائيل في هذا الخصوص فإنني سأكون مثلها سواء بسواء. وبخصوص كوريا الشمالية توجد أيضاً بعض الأصوات في كوريا الجنوبية تدعو إلى تبني السلاح النووي، ولكن في حدود علمي تقع إيران حالياً تحت طائلة العقوبات وسيكون هذا هو الحال أيضاً في كوريا الشمالية إذا سارت على نفس الطريق. الدكتور بونج جون يتحدث للزميل أيمن الحماد