قال المتحدث باسم قمة الامن النووي هان شونج إن بعض الدول لديها وجهات نظر مختلفة فيما يخص النقاش حول الارهاب النووي والاشعاعي حيث ترغب بعض الدول في التريث والتمهل في هذا الخصوص بينما تفضل دول أخرى المضي قدماً وتسريع الخطى في تحقيق الأهداف. وأكد هان شونج في حوار ل» الرياض» أن الدول النامية وبفعل الازمة المالية ربما لا تستطيع الدخول في استثمارات على نطاق واسع لأجل حماية المواد والمرافق النووية والبنى التحتية التي تكفل تحقيق آليات فعالة وقوية للتصدي لقضايا الإرهاب النووي. وأوضح المتحدث باسم القمة التي ينتظر ان يحضرها حوالي 50 من زعماء العالم ان دعم الدول النامية يمكن تقديمها على المستوى الثنائي بين الدول - أو من خلال صندوق الأمن النووي. ملفات كوريا الشمالية وإيران وإسرائيل ليست ضمن نقاشات القمة وأكد هان شونج أن التناغم والتكامل بين الأمن النووي والسلامة النووية سيعزز الصناعة النووية . معتبراً ان الارهاب الاشعاعي سيكون احد المحاور الهامة التي سيتم تناولها بشكل أكبر على اعتبار أهمية المواد الإشعاعية فهي أكثر استخداماً وأوسع انتشاراً من المواد النووية ويمكن الحصول عليها بصورة أسهل. فإلى نص الحوار:- * ماهي أجندة قمة الامن النووي ؟ - تهدف هذه القمة في المقام الأول لمناقشة موضوع الإرهاب النووي وسبل منعه. ولأجل هذا هنالك العديد من المجالات المحددة المهمة التي يمكن أن تقوم مقام جدول الأعمال لتلك القمة. ولعل أحد أهم تلك المجالات ما يتعلق بالتصدي للبرنامج النووي بما يفضي للحد من مخاطره ذلك أن تلك المواد الخطيرة يمكن أن تقع في أيدي الإرهابيين. لذا كان لا بد من اتخاذ التدابير التي تكفل تحقيق السلامة المنشودة في هذا المجال. وكذلك منع انتقال تلك المواد من بلد لآخر بطريقة خارجة عن إطار الشرعية. وما لم يكن هنالك تعاون دولي في هذا المجال فإننا لا نستطيع الحد من مخاطر الإرهاب النووي. وعليه يلزم أن يكون هنالك تعاون بين مختلف مكونات المجتمع الدولي. أيضاً سوف تناقش القمة مدى التقدم الذي حدث في هذا المجال منذ القمة الماضية التي انعقدت في واشنطن؛ ومدى الفعالية والجدوى المتوخاة من عقد قمة الأمن النووي. وسوف نضع جدول أعمال جديد وهنالك أمران في هذا الصدد: التناغم والتكامل بين الأمن النووي والسلامة النووية، ومن خلال مناقشة هذا الموضوع يمكننا استعادة الثقة في الصناعة النووية، أما الاضافة الأخرى فهي تتمثل في الإرهاب الاشعاعي. لقد سبق وأن ناقشت قمة واشنطن موضوع السلامة في المجال الاشعاعي. أما في هذه القمة فسوف يتناول المؤتمرون أهمية المواد الإشعاعية؟ فهي أكثر استخداماً وأوسع انتشاراً من المواد النووية ويمكن الحصول عليها بصورة أسهل. الأزمة المالية تقوض جهود الدول النامية في مكافحة الإرهاب النووي * ما هي القنوات التي سيتم من خلالها تحقيق أهداف القمة؟ - بادئ ذي بدء وقبل كل شيء، هذه القمة عبارة عن نقاش ومباحثات بين أكثر من خمسين من القادة والزعماء بما في ذلك المنظمات الدولية. ومع أننا سوف نذهب في ذات الاتجاه المفضي إلى منع الإرهاب النووي والاشعاعي. أعتقد ان بعض الدول لديها وجهات نظر مختلفة حيث ترغب بعض الدول في التريث والتمهل في هذا الخصوص بينما تفضل دول أخرى المضي قدماً وتسريع الخطى في تحقيق الأهداف. وعليه هنالك العديد من الرؤى ووجهات النظر المختلفة على الرغم من اننا جميعاً نسير في الاتجاه ذاته. ولعل أول مهمة يجدر بنا أن نضطلع بها هي أن نسعى إلى ايجاد القواسم المشتركة بين وجهات النظر المختلفة، كما أننا نسعى إلى ردم الهوة وتجسير الفجوة بين الدول في هذا المجال. المتحدث باسم قمة الامن النووي والزميل أيمن الحماد وهذا أيضاً يمثل تحدياً واضحاً. كذلك ليس هنالك أي مهارات بخصوص الإرهاب النووي. هنالك احساس عام بعدم أهمية هذا المجال لذا فإننا نحاول نشر الوعي بأهمية وخطورة الإرهاب النووي ودق ناقوس الخطر الذي يمثله. ونسعى كذلك إلى تحقيق خطوات على أرض الواقع في هذا الخصوص. * هل من الممكن خلال هذه القمة إصدار وثيقة تخدم اهداف القمة او تحديث المعاهدات النووية المقرة سلفاً ؟ - هنالك المعاهدات التي تم إقرارها في أوائل السبعينيات لفحص ومنع أي مخاطر محتملة وأي تجهيزات محتملة لبرنامج نووي، وهنالك محاولات من خلال برنامج حظر انتشار السلاح النووي هنالك أجندة خاصة. ومن وجهة نظري الخاصة اعتقد اننا إذا واصلنا مناقشة موضوع الإرهاب النووي على غرار ما سيحدث بين القادة الخمسين الذين سيلتئمون في هذه القمة سوف نتمكن من بناء جسور الثقة مع تحقيق نتائج وتداعيات ايجابية على المجالات الأخرى ذات العلاقة. * برأيكم هل يمكن للأزمة المالية العالمية أن تقلل من اعتمادات الدول من اجل مكافحة الارهاب النووي ؟ - صحيح أن هنالك ارتباطا متبادلا بين المال والاقتصاد من جهة والقضايا الأمنية من جهة أخرى، ذلك أنه إذا كان لدينا إرهاب نووي على نطاق واسع (بما يضاهي الحادي عشر من سبتمبر) فإن هذا سيؤثر حتماً على النظام الاقتصادي العالمي. وبهذا المعنى فإن الأمن والإرهاب النووي ليس مجرد قضية أمنية. وعليه فإن تداعيات أي حادثة من شأنها أن تكون ذات تأثير بالغ على النظام الدولي. * بخصوص الاجراءات الأمنية هل تعتقد ان الأزمة المالية سوف تؤثر على تلك الاجراءات، وخصوصاً في الدول الفقيرة؟ لاسيما وأن تلك الاجراءات تتطلب دعماً سخياً.. ما هو دور بعض الدول في دعم الدول الفقيرة؟ - نعم، هنالك نقطة مهمة تفضلت أنت بإثارتها، اعتقد ان هنالك مصاعب عامة تعترض سبيل الدول النامية في ظل الأزمة المالية التي ترخي بظلالها على مسرح الأحداث العالمي. فالدول النامية لا تستطيع الدخول في استثمارات على نطاق واسع في هذا المجال لأجل حماية المواد والمرافق النووية والبنى التحتية التي تكفل تحقيق آليات فعالة وقوية للتصدي لقضايا الإرهاب النووي. وعليه فإنني اعتقد ان هذا الموضوع يعد أحد البنود المهمة في جدول أعمال القمة النووية. وسوف تصدر الوثيقة النهائية للمؤتمر وسوف نحاول أن نحدد مهمة واحدة ندرجها في ثنايا تلك الوثيقة وهي تتمثل في تقديم المساعدة للدول النامية ومد يد العون لها في مجال التصدي للتحديات النووية - ذلك أن العديد من الدول النامية قد يكون لديها التزام قوي تجاه الأمن النووي ولديها إحساس جيد بأهمية مجابهة تحديات الإرهاب النووي؛ ولكن على أرض الواقع لا تمتلك تلك الدول الموارد التي تمكنها من الاستثمار في هذا المجال. وعليه فإننا سنحاول في البيان الختامي للقمة أن نطالب الدول المقتدرة بتقديم الدعم اللازم لتلك الدول النامية التي تبدي إصراراً والتزاماً قوياً بالتصدي لتحديات الإرهاب النووي. ويتمثل الغرض من ذلك في مساعدة تلك الدول وتمكينها من الاضطلاع بدورها في هذا الخصوص وإلا فإنه لا يمكننا تطبيق النظام العالمي لمحاربة الإرهاب النووي ودعم آلياته. * ما هو نوع المساعدة التي يتوقع تقديمها للدول النامية؟ - ستكون هنالك مجالات عديدة للمساعدة فهنالك على سبيل المثال المساعدة التي يمكن تقديمها على المستوى الثنائي بين الدول - كما يمكن تقديمها من خلال صندوق الأمن النووي - وهو عبارة عن صندوق قائم على أساس الاسهام الطوعي.. وإذا تقدمت أي دولة بإسهام مالي للصندوق، فإن الصندوق سوف يستخدم ذلك الاسهام لدعم الدول النامية. أيضاً هنالك مجالات أخرى للمساعدة منها على سبيل المثال المساعدة والمساندة الفنية وخبرات الهيئات القانونية والمساعدة في مجال حماية المواد النووية والتقنية النووية والمرافق النووية. كشأن أي تحرك دولي تهدف مساعينا في هذا الصدد إلى الكشف عن المخاطر المتعلقة بالإرهاب النووي. هنالك أيضاً مجال آخر للمساعدة وهو يتمثل في التوعية والتعليم والتدريب. هنالك حوالي عشرة إلى اثني عشر مركزاً على مستوى العالم وهي مراكز للتميز والتفوق للتدريب في المجال النووي، وهي تقدم العديد من الدورات التدريبية ويمكن للمتدربين من الدول النامية حضور تلك الدورات التدريبية في مراكز التميز الاقليمية. أما المجال الآخر للمساعدة فهو يتمثل في أن هنالك خمسين أو ستين مشاركاً وسوف نحاول تقديم عرض عما نقوم به وعن أهمية التوافق على التصدي للإرهاب النووي. أننا لا نود أن نحل محل أي منظمة أخرى مثل صندوق الأمن النووي. سوف نتبنى ونشجع أي مبادرات دولية في هذا المجال. ونقوم بصفة مستديمة برفع تقارير إلى الرئيس عن مدى التقدم في سير أعمالنا كما نرفع تقارير إلى صندوق الأمن النووي لمخاطبة أعضائه لتنفيذ مقترحاتنا ومبادراتنا. * أهمية النشاط النووي في منطقة الشرق الأوسط؟ ماذا يمكن للقمة النووية أن تقدمه في هذا الخصوص.. هل يمكننا مخاطبة إيران وكوريا الشمالية؟ - كما قلت سابقاً، فإن قمة الأمن النووي تدرج على جدول أعمالها منع الإرهاب النووي والتعامل مع بعض الفاعلين من غير الدول. وعليه اعتقد ان من المفارقة أن نحقق نجاحاً في القمة إذا اقتصرنا نقاشنا وحصرناه في هذه الأمور. أما إذا اتسع نطاق نقاشنا فيبدو ضرباً من المحال أن يتم التوصل إلى اتفاق معقول وتوافق مقبول - ذلك أن مواضيع من قبيل ما يتصل بكل من إيران وكوريا الشمالية تندرج تحت الأمور الخلافية. بهذا الفهم فإننا لا نتعامل مع أي موضوع يعود إلى إيران وكوريا الشمالية، وبالمثل فإننا لا نتعامل مع موضوع يتعلق بإسرائيل؛ فهذه المواضيع تمثل بنود أجندة مختلفة، وهنالك مؤتمر حول الاسلحة النووية في الشرق الأوسط سوف تنظمه فنلندا وبالتالي هنالك محافل أخرى، فإذا أصبحنا ندور حول مثل هذه المواضيع سوف لن نحرز أي تقدم ولأجل هذا فإننا نحتاج أولاً وقبل كل شيء لمواصلة الحوار والنقاش في هذا الصدد. كما أننا لا نستبعد أي منطقة أو اقليم.