.."أنا شخص يكرهه الفاشلون ويحبوه الناجحون وهم قله".."اللهم إني عفوت عمن أساء لي فاعفو عما بيني وبينك".."لا تُقذف إلاّ الشجرة المثمرة".. نماذج لكتابة أشخاص في ال (Bio) الخاص بهم على صفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي من "فيس بوك" و"تويتر"؛ نتيجة بعض الإساءات التي يتعرضون لها من بعض "الملاقيف" و"المتطفلين" على خصوصياتهم، وبالتالي الإساءة لمن لم يتوافق معهم فكرياً وثقافياً؛ مما أدى إلى نشوء النزاعات، وتصفية الحسابات التي قد تسيء لعدد من الأشخاص بغير وجه حق، وأفقد مواقع التواصل فكرتها الرئيسة. "الرياض" تطرح موضوع (اللقافة.com) من جانب اجتماعي وثقافي تستعرض من خلاله بعض النماذج التي تعرضت للتطفل الاجتماعي، ومدى تأثيرها على ثقافة المجتمع. واقع النص بداية رصدت "الرياض" بعض من التهكمات والسخرية والدعاء على بعض الأشخاص من خلال صفحاتهم في مواقع التواصل، منها: "الله يشغلك بنفسك ويكفينا شرك انتظري الدعوات عليك"، وأخرى "للأسف أن وحده مثلك الناس تلمع لها يامطلقة"، و"ممكن سؤال ليه ما تنام أنت؟"، و"ربي ينتقم منك ومن أسئلتك المتخلفة"، وغيرها من التغريدات التي يتركها مجهولون على صفحات بعض الأشخاص والتي تستوجب ردود أصحاب الصفحات بتغريدات إمّا مماثلة أو معاكسة، مثل:"شكراً لكم كان وقتاً ممتعاً تخللته بعض الشتائم الحائرة التي لم تحرز أي فهم ولم تعجبها النتيجة.. خسارتها طبعاً"، وتغريدة أخرى تركتها إحدى مرتادات التويتر قالت فيها (بسبب تجاوزات لفظية أقوم بعمل بلوك للاسم فأخطئ أحياناً أرجو المعذرة ولمن أخطأت باسمه آمل أن يكتب لي علي أيميلي). تجارب خاصة وقالت "بسمة" - أكاديمية ومن مرتادي مواقع التواصل الاجتماعية - أتعرض كثيراً للانتقادات اللاذعة في طريقة لبسي أو مشيتي أو حركتي، والتطفل على حياتي الشخصية وجمع معلومات عن الماضي الذي كنت أعيشه من قبل بعض طالبات الجامعة؛ بسبب نوعية الاختبارات أو الدرجات التي لا تتوافق ورغباتهن، مما أساء لي وأربكني اجتماعياً وأكاديمياً من قبل مجهولات!. وأضاف "عبدالله خالد" أن مواقع التواصل سلاح ذو حدين ففكرتها في الأساس مدونة صغيرة يغرد بها المغردون بما يجدون، وتقريب البعيد عن طريق المعلومات التي يتركها صاحب الصفحة، ولكنها في الآونة الأخيرة تحولت إلى سلاح في التتبع المعلوماتي أو تخليص النزاعات، حيث بدأت تسيء كثيراً لبعض الأشخاص، إما من خلال تقمص الشخصيات أو الردود على التغريدات بردود لاذعة وفضح بعض أسرار الشخصية من المقربين بأسماء مجهولة وبالتي الإساءة لها، معيباً في الوقت نفسه على بعض المغردين الذين يتعاملون مع تغريداتهم بحرية مطلقة، ثم ما أن يلحقهم الأذى من خلال تداولها يرفضون ويتذمرون، رغم أنهم هم من فتح المجال لهؤلاء (المتطفلين) لمتابعتهم والتشهير بهم. عقوبة المشّهر من جهته فضّل "د.فايز الشهري" - الخبير في الجريمة الإلكترونية - بتسمية ما يحصل في مواقع التواصل بالتلصص الإلكتروني بدل عن "اللقافة"؛ بسبب فضول بعض الأفراد الشديد حيال أدق تفاصيل حياة بعض الأشخاص، ونشرها في مواقع التواصل الاجتماعي أو طرحها عن طريق تغريدات متتالية لتكوين فكرة معينة عن شخص معين، إما في الاتجاه الموجب أو السلبي، والتي تساهم في نشر تفاصيل أسرار الشخصية، إضافة إلى ذلك فإن هناك من ( الملاقيف) من يكرس جهده ووقته لتتبع بعض تعليقات الأفراد وتغريداتهم ليكون معلومات وافية عن الشخص بهدف ابتزازه فيها، وتفسيرها بما لا تستوجبه، وعادة ما تبدر تلك التصرفات من أشخاص حاسدين أو حاقدين؛ بهدف التأثير في معنويات الشخصية المستهدفة. وأشار إلى أنه التلصص الإلكتروني وصل لحد إنشاء (هاشتاق) من قبل بعض المعجبين أو الحاقدين لبعض الشخصيات المشهورة أو الاعتبارية بهدف (الطقطقة عليه)، أو تبادل المعلومات عنه، ويستخدم القائمون عليها كافة الأدوات الممكنة لجمع المعلومات عن الشخصية المستهدفة، من ضمن أدوات تصفية الحسابات وتصنيف قيمة الشخص حسب موقعه الوظيفي والاجتماعي. ودعا "د.الشهري" إلى تفعيل نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية بشكل أكبر وأسرع مما هو عليه الآن، مشيراً إلى أن نظام النشر الإلكتروني ساهم في تقليل التلصص الالكتروني، ولكن ما نريده الآن هو وضع آلية معينة تمكن الجهات المختصة في الوصول إلى الشخص المشهر لنيل العقوبة المناسبة، كما أن من أهم سبل الوقاية من هذا النوع من التطفل هو توعية المستخدمين بضرورة احترام خصوصية الحياة العامة للأشخاص، ونشر المبادئ الأخلاقية والشرعية التي ستتكفل بالحد من مثل هذه السلوكيات المشينة.