النخبوية التي يتميز بها موقع التواصل الاجتماعي الشهير «تويتر».. ربما كانت هي السبب الرئيس في اقتحامه من قبل عدد من المسؤولين والمشاهير في العالم، إضافة إلى طريقة التواصل من خلاله وما تتميز به من سلاسة، حيث لا تتطلب من المشترك مجهودا كبيرا، من خلال تغريدات لا تتجاوز 140 حرفا. إلا أنه في الآونة الأخيرة بدأ يظهرون أشخاص يشوهون الموقع، وطريقة التواصل.. وحتى مسمى «التغريدة».. واستطاعوا من خلال تغريداتهم غير المقبولة في تحويل الموقع من تواصل اجتماعي إلى قطيعة، بعد أن بدأ عدد كبير في الابتعاد عن التغريدات، وهجر الموقع بسبب ما يلاقونه، من شتم، واتهامات خطيرة، وافتراء، والطعن في الأشخاص، وافتقاد كل أساليب الحوار المتزن. ويرى البعض أن تلك الحرية (المفلوتة) قد تقودهم إلى ما لا يحمد عقباه، مطالبين بإيجاد ضوابط تكفل للجميع حرية التعبير في الأفكار، وليس الاسماء، وأن يتحمل كل مغرد مسؤولية ما يكتب، وحول ذلك يقول الباحث في الشؤون النفسية والاجتماعية الدكتور أحمد الحريري: لاشك أن مواقع التواصل الاجتماعي اقتحمت الفضاء السبريلي (الافتراضي)، ووفرت على كثير من الناس أفضل درجات التواصل وآنية الفعل وردة الفعل الاجتماعي، وهذا أعطى مجالا كبيرا للتعاملات بين الناس، وحسن درجة التواصل وإيصال الرسالة والتعبير عن الرأي بكل حرية ولأكبر عدد ممكن من الناس، ومن جانب آخر أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي ترسخ مفهوم القرية الكونية والعالم الصغير والكرة الأرضية المتقاربة الأبعاد، لكن في المقابل أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي منابر للمرضى أخلاقيا والمشوهين فكريا، فجعلت البعض من أولئك القلة تشوه هذا الجمال الكوني وتجعل الكثير منا يتحفظ في الدخول لهذه الأجواء ليس رفضا لذاتها بل بسبب الممارسات التي يقوم بها البعض كانتحال الشخصيات أو الإساءة للأشخاص أو الأهم من ذلك القدح أو الإساءة للمعتقدات الدينية والرموز المقدسة وهذا يدعونا أن ننادي جميعا بتحسين الممارسات الواعية من خلال شبكات التواصل الاجتماعي وتفعيل أنظمة مكافحة الجرائم الإلكترونية والتأكيد على الشركات الأم باحترامها لخصوصيات وثقافة البلدان المختلفة.