أكد إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف فضيلة الشيخ عبدالمحسن القاسم في خطبة الجمعة أمس بأن أيام الظالم في الدنيا معدودة مهما علا وطغى وبغى، مشددا على أهمية توحيد الكلمة للتعجيل بالنصر. وقال: فضل الله الإنسان وكرمه وهيأ له أسباب الطمأنينة ليعبده وحده سبحانه وتعالى كما أمر ومعاش الناس لا يستقيم إلا بالدين ومن دعاء النبي صلى الله عليه وسلم :" اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري .. "، وأساس الدين العدل، والظلم أصل لكل شر وفساد في الدين والدنيا، والله نزه نفسه عن الظلم، والله لا يحب الظالم ونفى عنه الفلاح، ووعد بقطع دابره، ويسلط عليه ظالما أقوى منه، قال شريح :" إن الظالم ينتظر العقاب والمظلوم ينتظر النصر "، والظالم أيامه في الدنيا معدودة، ولكن الله يمهله " فلا تعجل عليهم إنما نعد له عدا ". وأضاف : والله ذكر في كتابه ظالمين جعلهم عبرة لغيرهم، كفرعون الذي تطاول وبغى وافتخر بجريان الماء من تحته فأجرى الله الماء من فوقه وأغرقه " فأخذه الله نكال الآخرة والأولى "، وكذلك قصة قوم شعيب عليه السلام الذين أرسل لهم نارا أهلكتهم وأهلكت أموالهم، وقصة ثمود وعقرهم للبهيمة التي جعلها لهم آية فأرسل لهم صيحة قطعتهم قلوبهم. وقال فضيلته: إذا وقع بالمؤمنين شدة وبلاء فالله قادر على نصرتهم ولكن لحكمة يبتليهم، والله قوي في مدافعته " إن الله يدافع عن الذين آمنوا "، وهذه المدافعة بحسب إيمانه فكلما زاد قويت المدافعة، والمسلم يأخذ بأسباب النصر بحسن الظن بالله، وبالإيمان بوعد الله بالنصر "وكان حقا علينا نصر المؤمنين "، وبكثرة الدعاء، والثقة بقرب ساعة الفرج، والتوكل على الله، وتوحيد الكلمة قوة على الأعداء، والصبر مفتاح الفرج، والفأل هدي النبي صلى الله عليه وسلم.