أكد كلود غيان وزير الداخلية الفرنسية عند منتصف نهار امس مقتل محمد مراح الشاب الفرنسي الذي قتل في الأيام الأخيرة سبعة أشخاص هم ثلاثة جنود ومدرس وثلاثة أطفال. وكانت قوات الأمن الفرنسية تطوق المبنى الذي يقيم فيه هذا الشاب في مدينة تولوز منذ فجر أمس الأول. واستمر الحصار لمدة إحدى وثلاثين ساعة إلى حين مقتل محمد مراح في حدود الساعة الحادية عشرة والنصف بالتوقيت الفرنسي بعد اشتباك عنيف مع قوات الأمن استمع خلاله إلى ما يزيد على ثلاث مائة طلقة. وكان هذا الأخير قد اعترف بمقتل الأشخاص السبعة وقال إنه كان ينوي الاستمرار في القيام بعمليات إرهابية. وإذا كان هذا الشاب قد وعد أمس الأول بتسليم نفسه قوات الأمن فإنه تراجع عن ذلك مما حمل قوات الأمن الفرنسية على التدخل لمحاولة القبض عليه بعد قطع الكهرباء والماء عن الشقة التي يقيم بها. وسبق مقتل محمد مراح إطلاق نار عنيف بينه وبين قوات الأمن. وأكد وزير الداخلية الفرنسي أن محمد مراح كان قد أكد أنه سيموت وسلاحه بين يديه وهو ما حصل. فعند اقتحام شقته من قبل رجال الأمن خرج الشاب من بيت الاستحمام وأراد الخروج من الشقة عبر النافذة وهو يطلق النار فقتل. وأصيب عنصران من قوات الأمن بجروح خلال عملية اقتحام الشقة التي كان يقيم فيها محمد مراح. وكان هذا الأخير قد أعلن انتماءه لتنظيم القاعدة وأنه أقدم على قتل الأشخاص السبعة في مدينتي تولوز ومونتوبون للثأر للأطفال الفلسطينيين واحتجاجا على تدخل فرنسا العسكري في أفغانستان. وبعد مقتل محمد مراح بقي جدل يشوبه التوتر على خلفية الحملة الانتخابية حول تعامل أجهزة المخابرات الفرنسية مع ملف هذا الشاب الذي أقام في باكستان وافغانستان لمدة أشهر في السنوات الأخيرة والذي كان مسجلا لديها في قائمة مرتكبي جنح كثيرة. وإذا كانت السلطات الفرنسية تعتبر أنها لم تكن تدري أن هذا الشاب سيقترف جرائم فإن عدة أطراف ترى أنه كان على أجهزة المخابرات والأجهزة الأمنية مراقبة الجهاديين الذين يدعون لاستخدام العنف لاسيما وأن عددهم قليل في فرنسا. افراد الشرطة الفرنسية الخاصة يغادرون المكان الذي كان مراح مختباً به بعد انتهاء العملية (ا ف ب )